نواكشوط تنأى بنفسها عن البوليساريو

تعاون موريتاني مغربي لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتعزيز التدابير في المعبر الحدودي “الكركرات”.
الأحد 2020/02/02
الرئيس الموريتاني يعدل بوصلته صوب المغرب

الرباط - زار وفد أمني موريتاني، المغرب الأسبوع الجاري، لإرساء آليات تعاون تهدف إلى مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتعزيز التدابير في المعبر الحدودي “الكركرات”.

ويحقق نموذج التعاون الذي يسعى إليه الطرفان طموحات البلدين في استقرار العلاقات وتأمينها من أي ضغوط سياسية أو اقتصادية، الشيء الذي يضيّق الخناق على البوليساريو، خصوصا وأن التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين يشمل المشاركة في التدريب والدعم التقني والدورات التكوينية، حيث يتم تكوين المتدربين الموريتانيين في مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية منذ عام 1970.

ورسم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني خطوط التعامل مع المغرب بما يخدم التوازن المطلوب في العلاقات الثنائية بعيدا عن أي أجندة سياسوية ضيقة كان معمولا بها في عهد الرئيس السابق الذي أعطى الأفضلية للطرف المعادي للوحدة الترابية للمملكة.

ولا تنظر البوليساريو بعين الرضا إلى تطور العلاقات الموريتانية المغربية، حيث تجلى هذا الأمر في عدم استقبال الرئيس الموريتاني لزعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، إضافة إلى تحجيم مستوى تمثيل نواكشوط في مؤتمر الجبهة الأخير، ما دفع إبراهيم غالي إلى القول إن “موريتانيا ستعاني بالدرجة الأولى في حال أي توتر بين البوليساريو والمغرب، كون موريتانيا تجمعها الجغرافيا والأعراف والنسب بالصحراويين أكثر من المغرب”.

ويؤكد مراقبون أن تصريف زعيم البوليساريو لغضبه لم يثن الموريتانيين عن المضي قدما في تعزيز استراتيجيتهم في علاقاتهم مع المملكة المغربية. ويشير هؤلاء إلى أن رسائل التهديد التي تبعث بها البوليساريو إلى موريتانيا، لا تعدو أن تكون مجرد فقاعة دعائية لن تؤثر في مجريات الأمور، خاصة وأن عناصر الجبهة فشلت في التشويش على الحركة في معبر الكركرات شمال موريتانيا.

ويعد معبر الكركرات شريانا تجاريا مهما يربط المغرب بموريتانيا في اتجاه القارة الأفريقية، الشيء الذي دفع الطرفين إلى مناقشة كل الترتيبات المتوسطة والبعيدة المدى لتأمين هذا المعبر من أي عبث قد تقوم به البوليساريو بعد تهديدات متتالية بحمل السلاح وإشعال المنطقة.

ويأتي هذا التحول في العلاقات الموريتانية المغربية ليعزز موقف المغرب في دعم وحدته الترابية، وتطويق كل محاولات البوليساريو الساعية لزعزعة استقرار المنطقة وتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية في الصحراء.

2