نوافير إسطنبول شواهد على ثقافة سقيا الماء

إسطنبول - بطابعها الفني والمعماري المميز، لا تزال النوافير التي شُيدت في العهد العثماني بمدينة إسطنبول تجسد رمزًا لثقافة سقيا الماء التي انتشرت في تلك الحقبة من التاريخ.
ومن أكثر النوافير شهرة في ذلك الوقت تلك التي تقف أمام إحدى البوابات الرئيسية لقصر (الباب العالي)، ويمكن لأي سائح أو زائر للقصر أن يراها ويمتع عينيه بجمالها وعمارتها البديعة، إضافة إلى النقوش التي تعلوها وهي قصيدة من القرن الخامس عشر في مدح الماء والسلطان أحمد الذي أمر ببنائها بتصميم الخط بنفسه.
قال مؤرخ الفن التركي، سليمان فاروق خان كونجو أوغلو، “خلال العهد العثماني، جرى بناء النوافير وسبل المياه بالطريقة الأمثل لتوفيرها بأفضل شكل لسكان المدينة، من أجل تسهيل الحياة اليومية، وكذلك للحيوانات والطيور التي تتخذ من شوارع المدينة مسكنًا لها.”
ولفت كونجو أوغلو إلى أن العثمانيين كانوا يعينون موظفين مسؤولين عن تلك النوافير، تكون مهمتهم المحافظة عليها وتنظيفها، كما أن بعض هؤلاء المسؤولين كانوا يسكنون في منازل جرى بناؤها فوق النوافير، وهو ما يمكن رؤيته في منطقة أوسكودار.
وأوضح أن النوافير لم تكن تلبي احتياجات الناس فقط من المياه، ففي فناء ضريح سنبل أفندي، توجد نافورة مخصصة للطيور لتشرب منها. وبالقرب منها، توجد نافورة الميدان الموجودة بجانب جدار مسجد قاسم جاويش في أيوب سلطان، وقد تم تصميم تلك النافورة بحيث تضم أحواضًا صغيرة على الجدار من أجل الطيور.