نموذج ذكاء اصطناعي جديد يدمج جينوم كل الأنواع الحية

نيويورك - كشفت مجموعة باحثين تموّل عملها منظمة "آرك إنستيتيوت" عن نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يدمج جينوم مختلف الأنواع الحية، في ظل طموحاتها بالمساهمة في تطوير علاجات جديدة.
يتضمن “إيفو 2” أكثر من 128 ألف جينوم كامل في قاعدة بياناته التي تستضيفها شركة “أمازون ويب سيرفيسس” التابعة لـ”أمازون” والمتخصصة بالسحابة (الحوسبة من بعد)، بحسب بيان.
وقد ابتُكر نموذج الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة “إنفيديا” العملاقة لأشباه الموصلات.
واستُخدمت نحو ألفي شريحة “إيتش 100″، المنتج الرئيسي لـ”إنفيديا”، لتطوير النموذج.
وترمي هذه الشراكة مع “إيفو 2” إلى أن يكون النموذج أداة قادرة على “تسريع المعارف بالأمراض البشرية المعقدة”، بحسب سيلفانا كونرمان، وهي مديرة “آرك إنستيتيوت” التي تموّل وتنسق المشاريع البحثية.
يُفترض أن يتيح النموذج “فهم المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض معين”، ثم “إنشاء جزيئات جديدة تهاجم هذه المناطق بدقة لعلاج المرض”، بحسب بيان لـ”إنفيديا”.
النموذج يفترض أن يتيح فهم المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض معين، ثم إنشاء جزيئات جديدة تهاجم هذه المناطق بدقة لعلاج المرض
يضم المشروع باحثين من جامعات ستانفورد وبيركلي وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وقد أتاحت اختبارات أجريت على جين مرتبط بسرطان الثدي باستخدام “إيفو 2″، تحديد الطفرات الجينية الحميدة أو المسببة للأمراض بموثوقية بلغت نسبتها 90 في المئة، بحسب “آرك إنستيتيوت”.
ويتمتع برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد هذا بقدرة على المساعدة في تطوير أنواع جديدة من النباتات الأكثر مقاومة للظروف المناخية وأكثر ثراءً بالعناصر الغذائية.
يمكن استخدامه أيضا لتطوير إنزيمات قادرة على تحطيم البلاستيك مثلا.
والجينوم (المجين) هو كامل المادة الوراثية المكونة من الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين والذي يعرف اختصارا بالـ”دي.أن.أي”.
ويختلف حجم الجينوم ونوعه وعدد الجينات بين الكائنات الحية اختلافا كبيرا، ويحتوي الجينوم البشري على ما بين 20 و25 ألف جين (مورث) موجودة في نواة الخلية ومرتبة على هيئة ثلاثة وعشرين زوجا من الكروموسومات (الصبغيات).
يوجد نوعان من الكروموسومات؛ النوع الأول هو الكروموسومات الجسدية، وعددها 22 والنوع الثاني هو الكروموسومات الجنسية (إكس و واي) والتي تحدد الجنس من ذكر أو أنثى.
تحمل تلك الجينات (المورثات) جميع البروتينات اللازمة للحياة في الكائن الحي. وتحدد هذه البروتينات، ضمن أشياء أخرى، هيئة الشخص، وطوله ولون عيناه وهكذا، وأحيانا تحدد حتى الطريقة التي يتصرف بها.
يتكون جزيء الـ”دي.أن.أي” في البشر والرئيسيات، من سلسلتين يلتف كل منهما حول الآخر بحيث يشبهان السلم الملتوي. وتتكون السلسلتان المتوازيتان من جزيئات سكر خماسي والفوسفات، والسلسلتان مرتبطتان عرضيا بواسطة جزيئات من مواد كيميائية تحتوي على النتروجين، وتلك الجزيئات حلقية وتسمى القواعد النتروجينية ويرمز إليها اختصارا بـ”أي.تي.سي.جي”.