نمط الحياة في دبي يجعل من الحب "عملة صعبة"

الكثير من الأجانب يعانون الوحدة في ظل صعوبة العثور على الشريك.
الجمعة 2021/02/12
الشعور بالوحدة يؤرق الأجانب العزاب

دبي ـ يعيش في دبي الملايين من الأجانب، عدد كبير منهم غير متزوجين، وهم مستقرون في الإمارة الثرية لسنوات مستفيدين من وظائف وخدمات وبنى تحتية متطورة، قبل أن يعودوا إلى دولهم ببعض المدّخرات.

وتعمل دولة الإمارات على ابتكار كل الوسائل والآليات التي من شأنها تعزيز جودة الحياة في كامل إماراتها.

ويقيم في إمارة دبي تحديدا أكثر من 3.3 مليون شخص من جنسيات مختلفة، ويشكّل الأجانب النسبة الساحقة من أعداد السكان. وتملك دبي الاقتصاد الأكثر تنوعا في منطقة الخليج. ويعمل الأجانب في قطاعات متنوعة بينها السياحة والمطاعم والتكنولوجيا وغيرها من خدمات الترفيه.

لكن رغم حياة الرفاهية التي يعيشها الأجانب، إلا أن العديد منهم يعانون من الوحدة، من ذلك الثلاثينية العزباء ليندسي التي تفكر في المغادرة، وذلك لاقتناعها بأنها لن تقابل شريك حياتها في دبي.

وإذا كان المتزوجون يميلون إلى البقاء لوقت أطول، فالكثير من العزاب يجدون صعوبات في تأسيس حياة عائلية، وذلك لأنهم ينظرون إلى دبي على أنها وجهة للعمل فقط في مجالات عديدة ومتنوعة.

وتقول المدرّسة الفرنسية بينما تتناول الطعام في مطعم في مركز "دبي مول" التجاري "حتى لو أرغب في البقاء، فأنا مقتنعة في داخلي بأنني لن ألتقي أبدا هنا الشخص الذي يمكن أن أؤسس معه عائلة".

وتتابع ليندسي (32 عاما) "لدي صديقات هنا منذ سنوات، وما زلن وحيدات".

ولجأت ليندسي التي تقيم في دبي منذ عامين، "للمرة الأولى"، إلى تطبيق "تيندر" للمواعدة الذي تقول إنه لم يعجبها كثيرا، لأنه مليء بصور رجال مفتولي العضلات ينشرون صورهم إلى جانب سياراتهم الفخمة.

وتضيف "من المحتمل ألا أجد شخصا كذلك في بلدي فرنسا، ولكن لدي انطباعا بأن الإمكانات هناك ستكون أكبر مما هي هنا".

وتقول الطبيبة النفسية ثريا كنفاني إنها تلتقي دائما بعزاب في دبي يعانون من "الشعور بالوحدة"، وذلك بسبب ابتعادهم عن أهاليهم.

وتوضح كنفاني أن هناك صعوبات في إقامة علاقات عاطفية في كل المدن الضخمة في العالم.

الشعور بالوحدة يؤرق الأجانب العازبين
الحاجة إلى الحب

بالنسبة إلى الفلسطينية وعد التي تعمل كمستشارة تصميم، فقد عاشت في دبي كل حياتها ثم تزوجت في عام 2008 قبل حصولها على الطلاق في عام 2018.

ولكن وعد (34 عاما) تجد صعوبة في إعادة بناء علاقة عاطفية في دبي. وبدأت تستخدم تطبيق "تيندر" للمواعدة، لكنها توقفت بعد أربعة أيام فقط.

أما بالنسبة لمجتمع المثليين، فإن العثور على شركاء في الإمارة المسلمة ليس بالأمر السهل. وتتسامح السلطات مع المثليين عندما لا تخرج الأمور إلى العلن.

ويوجد في دبي عدد من الحانات المعروفة بصداقتها للمثليين، بينما يمكن تجاوز الحظر المفروض على تطبيقات مواعدة المثليين عبر الشبكات الخاصة الافتراضية "في.بي.أن".

ويقول برازيلي في الخامسة والثلاثين مقيم في دبي "التقيت بغالبية الرجال الذين ربطتني بهم علاقات عبر تطبيقات المواعدة".

ولكنه يشير إلى صعوبة العثور على علاقة طويلة الأمد، نظرا لأن الكثيرين لا يريدون الارتباط "لأنهم لا يرون أنفسهم مقيمين في دبي على المدى الطويل".

ويشير الشاب الذي يعمل في شركة متعددة الجنسيات إلى أنه سيبقى في دبي طالما يستفيد في حياته المهنية، ولكنه أضاف "نحن كبشر بحاجة إلى أكثر من مشاريع مهنية للشعور بالاكتفاء".

وتسعى حكومة الإمارات دوما إلى التأكيد على أن التلاحم الاجتماعي والاستقرار الأسري يمثلان أهمية كبرى في تنمية البلاد ورخائها، وهو ما جعل الحكومة تتخذ قرارا في الثلاثين من شهر يناير الماضي بفتح باب التجنيس لفئات معينة من الأجانب.

فقد أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تم اعتماد تعديلات قانونية تجيز منح الجنسية والجواز الإماراتي للمستثمرين والموهوبين والمتخصصين من العلماء والأطباء والمهندسين والفنانين والمثقفين وعائلاتهم، وأن الهدف هو استبقاء واستقطاب واستقرار العقول التي تساهم بقوة في المسيرة التنموية للإمارات.

وذكرت مواقع إخبارية أن تعديلات القانون وأحكامه تهدف إلى تقدير الكفاءات الموجودة في الدولة، وتمكينها ضمن نسيج دولة الإمارات الاجتماعي، وتعزيز تلاحم المجتمع وتعايشه بما يرسخ مسيرة التنمية في دولة الإمارات ويعزز حضورها في كافة المجالات.

وتعد الإمارات ضمن الخيارات الأكثر جاذبية إقليميا لأولئك الذين يتطلعون إلى السفر إلى الخارج، فحسب تقرير صادر عن مجموعة "بلاك تاور فاينانشيال" بعنوان "وجهات المغتربين" حلّت في المركز الثاني إقليميا والـ22 عالميا في جودة الحياة، متقدمة على إسرائيل وتايوان وإسبانيا، محققة أرصدة جيدة في مؤشرات السعادة العالمي ومتوسط الراتب الشهري وجودة الرعاية الصحية ومؤشر السلم العالمي.

الشريك يخفف من الغربة
الشريك يخفف من الغربة