نكسة لجهود إعادة القوات الكردية إلى كركوك

قيادة عمليات جديدة تقصي البيشمركة وتمكن للحشد الشعبي في المحافظة.
السبت 2019/02/23
ذهاب بلا إياب

كركوك (العراق) - تلقّت سلطات إقليم كردستان العراق، بخيبة أمل، قرار تشكيل قيادة عمليات مشتركة في مدينة كركوك، استُبعدت منها قوات البيشمركة بشكل كامل.

وحمل عدم تمثيل البيشمركة في الهيكل الجديد، بالنسبة لصنّاع القرار في أربيل، مؤشّرا على فشل المساعي الكثيفة التي بذلوها مؤخّرا لإعادة البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) إلى المحافظة الأهم في المناطق المتنازع عليها والتي تضمّ أراضيها مخزونا نفطيا ضخما.

وأُخرجت القوات الكردية من كركوك وعدد من المناطق الأخرى المتنازع عليها، في خريف سنة 2017 إثر تنظيم استفتاء على استقلال كردستان عن الدولة العراقية تمت مواجهته بإجراءات صارمة اتخذتها بغداد بمباركةٍ وتعاونٍ من قبل طهران وأنقرة المعنيّتين بالقضية الكردية والمعترضتين بشدّة على أي نوازع استقلالية يظهرها أكراد المنطقة.

شاخوان عبدالله: أخطاء قانونية ودستورية في تشكيل غرفة العمليات من قوات غريبة عن كركوك
شاخوان عبدالله: أخطاء قانونية ودستورية في تشكيل غرفة العمليات من قوات غريبة عن كركوك

وخلال الفترة القريبة الماضية لاحت بوادر نجاح لجهود إعادة البيشمركة إلى كركوك مع تواتر تسريبات بشأن اتفاق غير معلن بين حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي والأطراف السياسية الفاعلة في كردستان العراق من الحزبين الرئيسيين هناك، الحزب الديمقراطي بقيادة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة ورثة جلال الطالباني.

وعلى هذه الخلفية مثّل إعلان تشكيل قيادة العمليات الجديدة في كركوك نكسة لجهود القيادة الكردية العراقية لإقناع بغداد بضرورة حضور البيشمركة في المحافظة.

ومما يضاعف الامتعاض الكردي من تغييب البيشمركة عن الهيكل الأمني المستحدث، تمثيل الحشد الشعبي فيه، وهو الذي يعتبره أهالي كركوك ومن ضمنهم الأكراد، دخيلا على محافظتهم كونه مشكّلا أساسا من ميليشيات شيعية يتحدّر أغلب عناصرها وكبار قادتها من جنوب البلاد.

وعلّق شاخوان عبدالله عضو “لجنة تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك” عن الحزب الديمقراطي الكردستاني على تشكيل غرفة العمليات بالقول “هناك عدد من الأخطاء القانونية والدستورية في تشكيل غرفة العمليات المشتركة بكركوك، فهذه القوات وأعضاء غرفة العمليات غرباء عن المدينة”.

وأضاف متحدّثا لشبكة رووداو الإعلامية “لا يزال العمل مستمرا في ملف تطبيع الأوضاع في كركوك، وخصوصا في النواحي السياسية والعسكرية، ونأمل أن تتم حلحلة جميع هذه المشاكل في الفترة المقبلة”.

ومع تغييب البيشمركة عن غرفة العمليات، فقد تمّ اتخاذ بناية كانت تابعة للمجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكردستاني مقرّا للغرفة وهو ما اعتبره عبدالله من المخالفات القانونية التي شابت تأسيسها.

ويهدف إنشاء هذا الهيكل لتنسيق إعادة انتشار القوات الموجودة في كركوك من جيش وقوات خاصة، وشرطة اتحادية وحشد شعبي. ونُقل عن اللواء الركن سعد حربية قائد عمليات كركوك القول إنّه “تم تشكيل المقر المتقدم في كركوك كي تخرج الأوامر من جهة واحدة، فلدينا العديد من القوات، مثل الشرطة الاتحادية، واللواء 4، واللواء 61، والقوات الخاصة، بالإضافة إلى قوات جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات الحشد الشعبي في أطراف كركوك، وكل هذه القوى تم جمعها تحت قيادة واحدة وذلك لتوفير الأمن ومعلومات موحدة لصالح محافظة كركوك”.

وسيكون باستطاعة الحشد الشعبي المشاركة في جميع العمليات المشتركة بكلّ مناطق كركوك بما في ذلك وضع نقاط التفتيش المؤقتة في المدينة.

3