نقص فيتامين "د" يمثل خطرا على الأجنة

برلين - يرفع نقص فيتامين “د” لدى الحوامل خطر إصابة أطفالهن بالعديد من اضطرابات النمو العصبي في وقت لاحق من الحياة مثل اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وفقدان الشهية العصبي والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والفصام، وفق ما أوردته مجلة “لانسيت” للطب النفسي.
وتستند المجلة العلمية في ذلك إلى نتائج دراسة دنماركية – أسترالية، قامت بفحص السجلات الطبية لما يقرب من 72 ألف شخص وُلدوا بين عامي 1981 و2005، مع مقارنة الحالة الصحية النفسية وتناول فيتامين “د”.
وتوصلت الدراسة إلى وجود أدلة تربط بين نقص فيتامين “د” لدى الأطفال حديثي الولادة والعديد من اضطرابات النمو العصبي، ويُعزى ذلك إلى أهمية الفيتامين لنمو الدماغ.
وللحد من خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي، ينبغي للمرأة أثناء فترة الحمل الحرص على شحن مخزون جسمها بفيتامين “د” من خلال التعرض لأشعة الشمس على نحو كاف؛ حيث تساعد أشعة الشمس الجسم على إنتاج فيتامين “د” بنفسه؛ لذلك يُطلق على الفيتامين اسم “فيتامين الشمس”.
كما يمكن للحامل إمداد جسمها بفيتامين “د” من خلال تناول الأغذية الغنية به مثل الجبن والبيض والأسماك.
وفي حالة النقص الشديد يمكن للحامل تناول المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامين، ولكن تحت إشراف الطبيب.
وفيتامين “د” هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون وهو مهم جدا للوظائف البيولوجية، حيث يساعد الجسم على امتصاص المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم.
وينتج فيتامين “د” عن طريق الجلد عندما يتعرض لأشعة الشمس. ولأن الجسم يصنع هذا الفيتامين في ظل ظروف محدودة فإن هناك احتمال أن يكون ناقصا في الجسم، وهناك عدة أسباب لذلك، مثل أن الكثير من الناس يقيمون في أماكن تقل فيها أشعة الشمس، وأحيانًا لا تمنحهم طبيعة العمل ونمط الحياة مجالا كبيرا للخروج في ضوء الشمس.
وتصاحب نقص فيتامين “د” مشكلات عصبية، حيث تم ربط فيتامين “د” أساسا بصحة الدماغ، ومساهمته في عمل الدماغ هي سبب تأثير نقصه على الوظائف الإدراكية.
كما تم ربط نقص فيتامين “د” سريريا بالأمراض العصبية والاضطرابات العصبية والنفسية والضعف الإدراكي والأمراض العصبية التنكسية.
وأكدت الدراسات البحثية وظيفة فيتامين “د” باعتباره من الستيرويد العصبي وهو أمر حيوي لعمل الدماغ.
وقد تؤدي المستويات المنخفضة من هذا الفيتامين إلى حالات تنكسية عصبية مثل التصلب المتعدد ومرض الزهايمر ومرض باركنسون والاضطرابات العصبية الإدراكية.
كما ربطت الدراسات أيضًا فيتامين “د” بالاكتئاب، حيث وجدت دراسة بحثية في مجلة أبحاث السكري أن مكملات فيتامين “د” قد حسنت بالفعل الحالة المزاجية لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني.