نعيم قاسم ينسب انتخاب رئيس للبنان إلى توافق الثنائي الشيعي

الأمين العام لحزب الله يعتبر أنه لولا "ثبات المقاومة" لما حصل اتفاق هدنة غزة، ويدعو الحكومة اللبنانية إلى مواجهة خروقات إسرائيل.
السبت 2025/01/18
حزب الله يخشى إقصاءه من المشهد السياسي

بيروت – نسب الأمين العام لجماعة حزب الله انتخاب قائد الجيش السابق جوزيف عون رئيسا للبنان إلى توافق بين حزبه وحركة أمل، على الرغم من تمسكهما على مدى سنتين ونيف بالمرشح سليمان فرنجية لتولي المنصب، واعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دليل على ما أسماه بـ"ثبات المقاومة" ضد إسرائيل.

وهذه أول تصريحات لأمين عام حزب الله منذ توصل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى الاتفاق يوم الأربعاء.

وقال قاسم، في كلمة اليوم السبت، "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق. ولا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلاد".

وأضاف "نحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته. وبعض البهلوانيات في إبراز إبعادنا عن المسرح، هي فُقاعات ستظهر لاحقا".

وكان ترشيح رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام قد أثار غضب حزب الله الذي اتهم المعارضين بالسعي لإقصائه.

ورشح غالبية النواب سلام الأسبوع الماضي لتشكيل الحكومة لكنه لم يحظ بدعم حزب الله وحركة أمل الشيعيتين اللتين قاطعتا الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة.

والجمعة، قال سلام إن تشكيل الحكومة الجديدة لن يتأخر، مما يشير إلى أجواء إيجابية في المناقشات المتعلقة بهذا الأمر.

وانتخب عون رئيسا بأغلبية الثلثين في جلسة نيابية عاصفة قبل أكثر من أسبوع، بعدما عدّل "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) موقفهما وسارا باسمه رئيسا، عقب انسحاب حليفهما والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية.

وأتى هذا الانتخاب في وضع داخلي حرج بالنسبة لحزب الله، بعدما تراجعت قوته إثر الضربات القاصمة التي مني بها جراء الحرب والمواجهات مع إسرائيل.

كما جاء وسط ضعف ما يعرف بالمحور الإيراني، مع سقوط حليف طهران الرئيس السوري السابق بشار الأسد أيضا.

وهنأ الأمين العام لحزب الله في كلمته الفلسطينيين على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أنه لولا "صمود المقاومة" لما حصل هذا الاتفاق.

وقال قاسم "هذا الاتفاق الذي لم يتغير عما كان مطروحا في مايو سنة 2024، ما يدل على ثبات المقاومة وأنها أخذت ما تريد ولم يستطع الإسرائيلي أن يحصل على ما يريد".

وأضاف "مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة والشباب المقاوم وقفوا سدا منيعا أمام التقدم على الجبهة بمواجهة أسطورية وكذلك عطل حزب الله والمقاومون هدف إسرائيل بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس".

واتفقت إسرائيل وحزب الله في نوفمبر على وقف لإطلاق النار في لبنان في صراع مواز لحرب غزة. ونص ذلك الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون 60 يوما وأن يسحب حزب الله كل مقاتليه وأسلحته من الجنوب.

ومنذ ذلك الحين يتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

وقال قاسم متحدثا عن الاتفاق بين إسرائيل ولبنان "صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق ومعها الرعاة الدوليون ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر"

ومنذ 27 نوفمبر 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر الفائت.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل حتى نهاية الجمعة 564 خرقا، ما خلّف 37 قتيلا و45 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 ديسمبر 2024، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.

وأكد قاسم أنه "لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة"..