نصائح عملية لأصحاب الأمراض المزمنة في رمضان

مرضى السكري ليسوا متشابهين؛ فبعض الأشخاص المصابين بهذا المرض الأيضي معرضون لاحتمال كبير للإصابة بمضاعفات خلال رمضان.
الأربعاء 2025/03/05
لأكل صحي ومتوازن

برلين – أوصت البروفيسورة إينا دانكفاه، عضوة الجمعية الألمانية لمرضى السكري، أصحاب الأمراض المزمنة بالانتباه إلى النقاط المهمة التالية أثناء الصيام في شهر رمضان.

  • الأدوية: يؤثر الصيام على عملية التمثيل الغذائي؛ لذا يتفاعل الجسم بشكل مختلف مع الأدوية. وبناء على ذلك يتعين على الصائمين ضبط جرعة الأدوية المدرة للبول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب، وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف بسبب فقدان كمية كبيرة من الماء.

كما ينبغي تناول أدوية ضغط الدم، التي تحتوي على المادة الفعالة “ليركانيديبين”، قبل الأكل؛ لأنه إذا تم تناول الدواء بعد وجبة كبيرة فإن مفعول الدواء سيزداد، ومن ثم يرتفع خطر تناول جرعة زائدة.

  • مرض السكري: ليس كل مرضى السكري متشابهين؛ فبعض الأشخاص المصابين بهذا المرض الأيضي معرضون لاحتمال كبير للإصابة بمضاعفات خلال شهر رمضان. وهذا ينطبق على كل شخص مصاب بمرض السكري من النوع الأول.

    بإمكان الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الصيام طالما أن المخاطر الصحية منخفضة

لذلك من الأفضل لهؤلاء المرضى عدم الصيام؛ حيث يمكن أن يؤدي الانقطاع الطويل عن تناول الطعام أثناء النهار إلى تقلبات خطيرة في مستويات السكر في الدم، كما يرتفع خطر الإصابة بانخفاض حاد في سكر الدم. والذي يريد الصيام عليه القيام بذلك تحت إشراف طبي دقيق، مع قياس مستمر لمستويات السكر في الدم.

ومن ناحية أخرى يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الصيام طالما أن المخاطر الصحية منخفضة. ومع ذلك ينبغي لهم أيضا استشارة الطبيب مسبقا لتوضيح أي تعديل محتمل للأدوية. وبطبيعة الحال ينطبق عليهم الأمر نفسه؛ حيث ينبغي التحقق من مستويات السكر في الدم بانتظام طوال اليوم.

وإذا خرجت مستويات السكر في الدم عن السيطرة، يتعين على مرضى السكري حينئذ التوقف عن الصيام على الفور. ويمكن الاستدلال على نقص سكر الدم من خلال ملاحظة أعراض مثل الرعشة والدوار، كما أن قيمة القياس الأقل من 70 ملغراما في الديسيلتر تعتبر أيضا علامة تحذيرية.

أما أعراض ارتفاع سكر الدم فتشمل كثرة التبول والتعب والارتباك والغثيان، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى أكثر من 300 ملغرام في الديسيلتر.

وجبة السحور من الأفضل اختيار الأطعمة التي توفر الكثير من الألياف الغذائية، ما يساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة

  • التخطيط للوجبات بذكاء: تتميز وجبة الإفطار عادةً بالأطعمة الدسمة والحلوة. لذا يتعين على مرضى السكري تجنب الحلويات والمشروبات المحلاة. ومن الأفضل التركيز على الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات والبروتين الخالي من الدهون.

وبالنسبة إلى وجبة السحور من الأفضل اختيار الأطعمة التي توفر الكثير من الألياف الغذائية، ما يساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة. وتعد منتجات الحبوب الكاملة مثالية لهذا الغرض.

وليكون صيام أصحاب الأمراض المزمنة آمنًا يجب عليهم استشارة أطبائهم أولًا لتطبيق التوصيات الطبية التي من شأنها أن تحقق سلامتهم من أي أعراض غير صحية أثناء الصيام. ومن الممارسات التي يوصي بها الأطباء أصحاب الأمراض المزمنة ضرورة اتباع أنظمة غذائية معينة وإجراء تعديلات في أدويتهم وغير ذلك، إضافة إلى المتابعة الدورية مع الطبيب لتجنب أي مضاعفات هم في غنى عنها والاستمتاع بصيام الشهر بشكل صحي.

وأكدت الدكتورة فرحانه بن لوتاه، استشارية أمراض باطنية في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن صيام شهر رمضان قد يكون ممكناً بالنسبة إلى مرضى السكري شريطة مراجعة الطبيب المختص مباشرة قبل بدء الصيام ليتم وضع خطة علاجية ودوائية مُحكمة تساعد المريض على الصيام بشكل آمن، وقد تتضمن الخطة تغيير مواعيد الأدوية أو إجراءات أخرى يراها الطبيب ضرورية بالنسبة إلى المريض. وشددت الدكتورة فرحانه على أن الطبيب سيطلع المريض على بعض المؤشرات والأعراض التي قد تستدعي إفطاره، لاسيما في حالات مثل انخفاض سكر الدم إلى مستويات أقل من 70 ملغراما في الديسيلتر، مضيفة أنه يتعين على المريض اتباع الإرشادات الغذائية الأساسية لمرض السكري، مثل الابتعاد عن الحلويات والعصائر الغنية بالسكريات، والتركيز على الخضروات الغنية بالألياف للمساعدة في ضبط مستويات سكر الدم.

16