نساء متأنقات على الدراجات الهوائية من أجل مدن خالية من السيارات

تحظى حملة نسائية لقيادة الدراجات الهوائية تحت شعار "النساء المتزينات" أطلقتها مدرّسة تاريخ تركية بإقبال متزايد ليجمع في اليوم العالمي للمدن الخالية من السيارات المزيد من المتطوعات من مختلف الجنسيات على دراجاتهن وبكامل زينتهن.
الخميس 2018/06/07
حملة نسائية شعارها ركوب الدراجات بأبهى حلة

إزمير (تركيا) - لم تكن سما غور، إحدى المدرسات التركيات في ولاية إزمير (غربي)، تعلم أن حملة نسائية لقيادة الدراجات الهوائية أطلقتها عام 2013، ستلقى انتشارا واسعا داخل وخارج تركيا، لتشارك في الحملة أكثر من 3 آلاف امرأة بعد فترة وجيزة.

وكانت غور، مدرّسة التاريخ، أطلقت في 2013 حملة “النساء المتزينات”، وهي عبارة عن مجموعة نساء يقمن بكامل زينتهن بجولة على الدراجات الهوائية في اليوم العالمي للمدن الخالية من السيارات، الذي يوافق 22 سبتمبر من كل سنة.

واتخذت النساء المشاركات في الحملة مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتعارف وللتواصل في ما بينهن، ودأبن على القيام بهذه الحملة طوال السنوات الخمس الماضية.

وتتجمع النسوة المشاركات في الحملة، مع حلول سبتمبر من كل عام، ويقمن بتزيين أنفسهن ودراجاتهن الهوائية، ثم قيادتها في شوارع المدن التي ينظمن فيها الحملة.

وباتت الحملة بعد أعوام من انطلاقها، تُجرى في أكثر من 50 مدينة في العالم في آن واحد، ما أدى إلى تلقي منظّمة الحملة عروضا ومقترحات لتنفيذها في دول ومدن أخرى.

وقد حصلت غور على حقوق ملكية الحملة. المفارقة، كما قالت غور، أنها لم تمتلك دراجة هوائية حتى بلغت الـ38 من العمر، وحين امتلكتها باتت تشجع النساء على قيادة الدراجات.

وأوضحت أنها أطلقت الحملة مع مجموعة من زميلاتها، لإيجاد نوع من التميز في عالم النساء وقيادة الدراجات الهوائية. وأضافت “أرى أنه ليس من الضرورة قيادة الدراجات الهوائية بالملابس الرياضية”.

وتابعت “لذا نقوم في اليوم العالمي للمدن الخالية من السيارات سنويا، بالتزيّن ولبس أجمل الثياب وتزيين دراجاتنا، ثم النزول إلى الشوارع وقيادة دراجاتنا بشكل جماعي”. وأشارت إلى أنهن لسن فريقا أو طاقما معينا، بل مجموعة من المتطوعات.

وتخطت ردود الأفعال بشأن هذه الحملة حدود تركيا، إذ قالت غور إنها تلقت اتصالات عديدة من نساء داخل وخارج تركيا، سمعن بحملة مدينة إزمير ويرغبن في تنفيذها في مدنهن.

وأوضحت أن أول عرض تلقته كان من ألمانيا، بفضل تسليط الصحافة الأجنبية الضوء على الحملة. وأضافت أنها وصلتها أيضا عروض من كل من تونس وأذربيجان ودول أوروبية والولايات المتحدة، وقد وافقت على تلك العروض “بكل مودة وسرور”.

وشددت على استمرارهن في التواصل مع العديد من المتطوعات حول العالم، وتأمين الشروط القانونية اللازمة لتحديد مدن أخرى في العالم ستنطلق فيها الحملة في آن واحد مع إزمير التركية.

وحول النساء المشاركات في الحملة، أفادت غور أن من بينهن طبيبات، محاميات، سيدات منازل وفئات أخرى من كافة أطياف المجتمع. وأرجعت نجاح هذه الحملة إلى عدم استهدافهن عائدا تجاريا منها. وشددت على حرصهن على جعل الحملة بعيدة عن الأيديولوجيات والأحزاب السياسية، تفاديا للتفرقة ووقوع خلافات.

وختمت المدرّسة التركية حديثها بالقول إنهن يعتزمن توسيع الحملة بتنفيذها في العديد من مدن العالم، مع الاستمرار في حمايتها من الأيديولوجيات.

24