نزار بركة يقود حزب الاستقلال المغربي لولاية ثانية

الرباط – أعاد المجلس الوطني لحزب الاستقلال المغربي خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد انتخاب نزار بركة أمينا عاما للحزب لولاية ثانية، وذلك خلال مؤتمره الوطني الثامن عشر الذي انعقد على مدى 3 أيام بمدينة بوزنيقة.
وجاء انتخاب بركة على رأس الحزب لولاية ثانية، بعدما أعلن منافسه النائب البرلماني عن مدينة الدار البيضاء رشيد أفيلال في وقت متأخر من ليل السبت/ الأحد انسحابه من السباق نحو الأمانة العامة للحزب، بعد مفاوضات عسيرة.
ومهّد سحب أفيلال ترشيحه لمنصب الأمين العام للحزب الذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في المغرب، الطريق لتسهيل عملية الانتخاب برفع الأيدي دون اللجوء إلى التصويت.
وينتظر أن يقترح الأمين العام المنتخب نزار بركة، 30 اسما جرى التوافق بشأنها على أنظار برلمان الحزب للحسم فيها، وبالتالي حسم لائحة اللجنة التنفيذية للولاية المقبلة.
وفي أول كلمة له بعد إعادة انتخابه، نوه بركة، بتضافر جهود جميع مناضلي الحزب من أجل إنجاح هذه المحطة "التاريخية" وتجديد الثقة في "المشروع الجماعي" المتجدد المتعاقد حوله من المؤتمر العام السابع عشر، مؤكدا عزمه على مواصلة تنفيذ المشروع برسم المرحلة المقبلة من أجل النهوض بأداء الحزب وتموقعه وإشعاعه وتطوير فاعليته في خدمة الوطن والمواطنين.
وأكد على بلورة مخرجات المؤتمر الثامن عشر إلى استراتيجية جديدة تحدد بوضوح ودقة الأهداف وخطط العمل التي يتوجب تنفيذها ليكون الحزب في الموعد مع الاستحقاقات القادمة، ومواصلة العمل من أجل تقوية وتوسيع زخم المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي.
وأضاف "كما تهم هذه المخرجات، تحصين وتثمين واغناء المرجعية التعادلية بما يجعلها في صدارة المرجعيات الفكرية والسياسية التي تقدم الحلول المبتكرة والملائمة لحاجيات المواطن وتطلعات البلاد في التنمية والتضامن والتقدم.
وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال على تقوية مكانة الحزب في الأغلبية الحكومية، مشيرا إلى أن المشهد الحزبي والسياسي الوطني يعيش اليوم لحظة مراجعة وإعادة هيكلة وبناء مما يشكل فرصة تتيح للحزب أن يستعيد مكانه الطبيعي والمؤثر كمكون للأغلبية، وفي الحياة السياسية والمؤسساتية.
ولم يكن طريق بركة نحو الولاية الثانية سهلة، إذ احتاج إلى مفاوضات عسيرة مع خصومه السياسيين في تيار الرجل القوي في الحزب حمدي ولد الرشيد، وكذلك الاعتماد على آلية التوافق بين تيارات الحزب للظفر بالمنصب للمرة الثانية على التوالي.
وشكل ترشيح البرلماني رشيد أفيلال لمنافسة بركة على منصب الأمين العام ورقة ضغط استعملها تيار حمدي ولد الرشيد لحسم التفاوض حول تشكيلة اللجنة التنفيذية.
ولساعات طويلة ظل أفيلال عائقا أمام إعادة انتخاب الأمين العام المنتهية ولايته، إذ لم يسحب ترشيحه إلا في اللحظات الأخيرة قبل جلسة الانتخاب التي تأخرت، وكادت أن تقود المؤتمر إلى مرحلة اللجوء لصناديق الاقتراع السري.
وشهدت أشغال المؤتمر مساء السبت مشاحنات بين عدد من قيادة الحزب كادت أن تعصف بالمؤتمر بالرغم من التوافقات التي حصلت في الفترة التي سبقت المؤتمر والدفع بنزار بركة مرشحا وحيدا لمنصب الأمين العام للحزب.
ومّرت ليلة الجمعة-السبت عصيبة على حزب الاستقلال، مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية التي مرت عادية وحضرها وزراء ووجوه سياسية ونقابية، إذ توقفت أشغال المؤتمر بعد ذلك لساعات طويلة، عقب احتدام الصراع على رئاسة المؤتمر بين تياري حمدي ولد الرشيد ونزار بركة.
وإثر مفاوضات عسيرة استمرت طوال الليل اتفقت قيادة حزب الاستقلال صبيحة السبت على تنصيب لجنة ثلاثية لرئاسة المؤتمر ضمت كل من القيادي عبدالجبار الراشدي، الذي ترأس اللجنة التحضيرية للحزب، والبرلمانيان فؤاد القادري وعبدالصمد قيوح.
وبعد التوافق على هذه الأسماء، صادق المؤتمر على التقريرين المالي والأدبي، كما صادق على الوثائق القانونية للحزب، وقدم المؤتمر مساء السبت بيانه الختامي الذي تمت المصادقة عليه، والمصادقة على اللائحة المجلس الوطني الذي انتخب في ما بعد الأمين العام.
وتضمنت الوثيقة القانونية جميع المقتضيات التي تم التوافق عليها من قبل من طرف لجنة القوانين والأنظمة التابعة للجنة التحضيرية للمؤتمر، بما فيها بما فيها المادة التي تمنح الأمين العام للحزب الحق في اختيار 30 إسما مرشحا لعضوية اللجنة التنفيذية للحزب.