نحو تعليم ذكي في الإمارات

الثلاثاء 2016/06/07
تعليم مواكب لأحدث التكنولوجيات

في الوقت الذي تتجه فيه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو مستقبل مزدهر تضاهي به أرقى الدول وأكثرها تطورا، فإنها تنظر إلى التعليم في جميع مراحله، المدرسية منها والجامعية؛ وتجذبه معها نحو المزيد من التقدم والتمكّن، وذلك حتى تستطيع تخريج أجيال قادرة على إدارة مختلف نواحي الدولة، وقيادة المجتمع باتجاه الأفضل.

في هذا الخصوص، وكتجربة رائدة في العالم العربي، اعتمدت الحكومة الإماراتية منذ بدايات العام 2012 الكمبيوتر اللوحي “الآيباد” كإحدى وسائل التعليم الأساسية، جنبا إلى جنب مع الكتاب الورقي، في عدد من المؤسسات التعليمية، طامحة عبر هذه الخطوة، إلى استبداله بكتب المناهج المطبوعة بما من شأنه أن يسهّل العملية الدراسية بالنسبة للأساتذة والطلبة، ويعود بالفائدة النوعية والكمية على المجتمع ككل. كما أن التجربة من زاوية أخرى، تجسّد حالة صحية عامة، حيث يقي “الآيباد” ظهور الطلبة وأكتافهم من الانزلاقات والآلام جراء الأحمال الثقيلة الناتجة عن الحقيبة المدرسية المكتظة بالمواد الدراسية لليوم الواحد، وما تتطلبه من كتب ومراجع وكراسات للكتابة.

ومثلما لقيت هذه التجربة الكثير من الترحيب من قبل الخبراء والمعنيين وحتى الطلبة أنفسهم، إلا أنها سببت البعض من المخاوف بالنسبة للبعض من مختلف الشرائح والقطاعات داخل المجتمع.

وفي هذا الخصوص تطالعنا الكاتبة والأستاذة الجامعية فاطمة حمد المزروعي، فتقول “العالم كله متجه نحو الاستفادة من التقنية، ليس في التعليم وحسب وإنما في جميع المجالات. وبالنسبة لي شخصيا فأنا مع جودة التعليم الذي تتيحه التقنية أكثر من الكتاب الورقي. فالمهم هو جودة المعلومات والاستفادة المرجوة بغض النظر عن الوسيلة.

وينبغي أن نفهم أن من يصرّ على استخدام الكتاب الورقي أثناء التعليم في المدارس والجامعات، يرى الموضوع من جوانب رومانسية فيها الكثير من الحنين إلى الماضي. كذلك علينا أن نفهم مخاوف الأهل من هذا الجهاز المتطور، حيث أنهم يخشون من استخدام أبنائهم للكمبيوتر اللوحي منعا من تضييع الوقت أو التسلية أثناء الدراسة عبر المواقع المختلفة”.

وتضيف “وبالمقابل من الضروري إدراك أهمية التعلّم من خلال التسلية واللعب وغيرها من الطرق التفاعلية. فاليوم نحن بحاجة إلى أدوات متطورة تواكب التقدم الإنساني الحاصل من حولنا. وإذ نتحدث عن المناهج الحديثة والمتطورة، نذكر صعوبة التعديل والتطوير على المناهج الورقية المطبوعة وسهولته على المواقع الإلكترونية والوسائل التكنولوجية”.

كذلك تشير إلى أنه وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يخفى على أحد التوجّه الذي برز منذ ثلاث سنوات نحو استخدام الكمبيوتر اللوحي في المؤسسات التعليمية. لكنه يأتي جنبا إلى جنب مع مبادرات حكومية عدة تؤصل الثقافة المحلية وتعتني باللغة العربية كأداة أساسية في الإبداع والوعي وتستعيد الماضي كضرورة لا بدّ منها. الأمر الذي يجسّد الاستراتيجية الإماراتية من أجل المستقبل، والتي ترتكز على التطور والحداثة وعلى الأصالة والتراث في الوقت نفسه.

وفي كلمة أخيرة توضح المزروعي “من واجبنا مواكبة التطور الذي سيكون آجلا أم عاجلا، وعدم الوقوف في وجهه بغض النظر عن المخاوف المذكورة وغيرها. فثمة غاية محددة تأتي التقنية كوسيلة مساعدة ومسرّعة لتحقيقها”.

من جهته ومن خلال موقعه، يرى أشرف شاهين رئيس لجنة معارض الكتب العربية والدولية وعضو مؤسس في جمعية الناشرين الإماراتيين والمدير العام للبرج ميديا للتوزيع والنشر، أنه هناك بالتأكيد خطوات واضحة نحو توطيد الوسائل التقنية الحديثة داخل المدارس والجامعات الإماراتية. الأمر الذي بدا واضحا منذ سنوات قليلة وهو اليوم يذهب باتجاه المزيد من التمكين. حيث أن معظم المدارس الحكومية والخاصة داخل المجتمع الإماراتي، بدأت تعتمد على الكتاب اللوحي كأداة تعليمية عصرية.

ويقول “الفكرة أن التكنولوجيا بجميع أشكالها وأنماطها تحمل من الفائدة القدر ذاته من الخطورة. وعلينا أن نعرف كيف نوجّهها لما فيه مصلحة بلداننا وأبنائنا. وهو ما يأخذه بعين الاعتبار خبراء واختصاصيو التعليم هنا، ساعين إلى بذل الجهد في سبيل تحقيق التطور العلمي والأكاديمي”. مشيرا إلى أهمية الانتباه إلى عمر الطالب أثناء تقديم الوسيلة التعليمية المناسبة له. فبعد العديد من الدراسات والبحوث، تم اكتشاف أن الأطفال في السنوات المبكرة لا ينفع معهم “الآيباد” لتنمية مداركهم ونطقهم وتفاعلهم مع الوسط المحيط. على العكس من الكتاب الورقي الذي يمنحهم خاصية اللمس والتفاعل، بالإضافة إلى أنهم في هذا العمر بحاجة ماسة إلى من يلقّنهم ويحاورهم وهو ما لا يجدونه طبعا في الآيباد.

صحافية سورية مقيمة في الإمارات

17