نجاد يكشف جانبا من ازدواجية الدور القطري في سوريا

دور قطر في عمليات توسط لدى الإرهابيين في سوريا ودفع فدية باهظة لتخليص عناصر من الحرس الثوري الإيراني يعتبر انعكاسا لعلاقة الدوحة بتلك الجماعات.
الثلاثاء 2021/05/04
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دفع فدية لإطلاق سراح عناصر من الحرس الثوري

طهران- أعاد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد تسليط الأضواء على الدور المزدوج الذي قامت به قطر في سوريا، وساهم في انحراف الثورة السورية عن مسارها وغرق البلد في صراع مدمّر.

وقال نجاد إنّ أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تطوّع بدفع فدية باهظة لتخليص العشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني من يد مجموعة مسلّحة كانت قد اختطفتهم في سوريا سنة 2012.

ويعتبر ما قام به الشيخ حمد دعما مباشرا للذراع العسكرية الأقوى للتدخل الإيراني في بلدان المنطقة بما في ذلك سوريا حيث كانت قطر تدعم المعارضة السورية ضدّ نظام بشار الأسد، فيما كانت إيران تدعم النظام.

محمود أحمدي نجاج طلب من الأمير السابق دفع المبلغ على أن ترده إيران لاحقا، فاستجاب وتم الإفراج عن جميع الأسرى

كما أنّ ذهاب أموال قطرية تقدّر بالملايين من الدولارات لفصائل متشدّدة تمارس الخطف في سوريا بهدف الحصول على المال يحسب على قطر كتمويل للتشدّد. وذكر نجاد أنّ المبلغ الذي دفعه أمير قطر السابق لتحرير 57 عنصرا من عناصر الحرس الثوري من خاطفيهم بلغ 57 مليون دولار.

وقال محمود أحمدي نجاد في كلمة أمام مجموعة من أنصاره في ميناء دير بمحافظة بوشهر جنوبي إيران إنّ “حافلة للحرس الثوري في سوريا كانت في طريقها إلى ضريح السيدة زينب جنوبي دمشق، إلاّ أن السائق قاد الحافلة عن قصد ليوقع ركّابها في كمين لجماعة مسلحة معارضة”.

وذكر أن الحكومتين الإيرانية والسورية فشلتا في الإفراج عن أسرى الحرس الثوري ما أشاع القلق بين المسؤولين الإيرانيين خشية قطع رؤوس هؤلاء الأسرى ونشر مقاطع فيديو للعملية.

وأضاف نجاد أنّه تم اللجوء إلى قطر للتوسّط في القضية. وأوضح أنه تلقى اتصالا من أمير قطر السابق قال فيه “لقد وجدت طريقة للاتصال بمحتجزي الرهائن وقالوا إننا نريد مليون دولار للإفراج عن كل شخص أي 57 مليون دولار، أي الكثير من المال”.

وأضاف “قلنا حسنا على أي حال”، مستدركا بأنّه طلب من الأمير السابق دفع المبلغ على أن ترده إيران لاحقا، فاستجاب وتم الإفراج عن جميع الأسرى.

وذكر نجاد أنه بعد هذه الحادثة أرسل وزير الخارجية الإيراني إلى قطر ومعه صكّ بمبلغ 57 مليون دولار لكنّ الشيخ حمد رفض تسلّمه وقال للوزير “لقد فعلت ذلك من أجل إخوتي من دون مقابل.. بلّغ تحياتي إلى نجاد وقل إنني فعلت ذلك من أجل صداقة الشعبين”.

وطوال العشرية الماضية تردّد اسم قطر في عمليات توسّط لدى جماعات متشدّدة اعتبرت انعكاسا لعلاقة الدوحة بتلك الجماعات. كما تردّد اسمها أيضا في عمليات دفع فديات أشهرها تلك التي ذهبت لميليشيات شيعية قامت بخطف عدد من الصيادين بجنوب العراق بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة في قطر.

3