نجاح ثلاث عمليات دقيقة في جراحة الأعصاب للأطفال في تونس

استخدام تقنية التنظير الداخلي لعلاج تشوهات بين عظام الجمجمة.
السبت 2025/03/22
العمليات الأولى من نوعها في تونس

تمكن الأطباء في تونس من علاج تشوهات المفاصل الليفية الموجودة بين عظام جماجم ثلاثة أطفال أو ما يعرف بتعظّم الدروز الباكر، وذلك باستخدام تقنية التنظير الداخلي دون اللجوء إلى الجراحة وقد ساهمت هذه التقنية في تقليل المخاطر الطبية وسرعة تعافي المرضى الصغار. وتعد هذه العمليات الأولى من نوعها في جراحة الأعصاب بتونس وقد كللت بالنجاح.

تونس - نجح فريق طبي بقسم جراحة الأعصاب في المعهد الوطني المنجي بن حميدة لأمراض الأعصاب (حكومي) في إجراء ثلاث عمليات دقيقة لأطفال رضع باستخدام تقنية التنظير الداخلي.

وأفاد بلاغ صادر عن وزارة الصحة التونسية، بأن هذه العمليات تعد الأولى من نوعها في تونس لمعالجة تشوهات تعظّم الدروز الباكر.

وأشارت الوزارة إلى أن العمليات تمت تحت إشراف رئيس قسم جراحة الأعصاب الأستاذ جلال القلال، وبقيادة الأستاذ المبرّز سفيان بوعلي، وبالتعاون مع فريق التخدير والإنعاش.

وقد مكّنت هذه التقنية المتطورة من تصحيح التشوه دون اللجوء إلى جراحة مفتوحة، مما ساهم في تقليل المخاطر الطبية وسرعة تعافي المرضى الصغار.

وأضافت أن النتائج كانت “مبهرة”، حيث تكلّلت العمليات الثلاث بالنجاح، وهو ما يعكس كفاءة الإطار الطبي التونسي والتقدّم الذي يشهده القطاع الصحي العمومي بفضل التكوين المستمر وتوظيف أحدث التقنيات الطبية.

التقنية مكّنت من تصحيح التشوه دون اللجوء إلى جراحة مفتوحة، مما ساهم في تقليل المخاطر الطبية وسرعة التعافي

وتعظُّمُ الدُّروزِ الباكِر هو اضطراب يحدث عند الولادة، ويتسبَّب في إغلاق (الْتِحام) واحد أو أكثر من المفاصل الليفية الموجودة بين عظام جمجمة الطفل (الدُّروز القحفية) مبكرًا وقبل النمو الكامل لدماغ الطفل. ويستمر بعدئذٍ نمو الدماغ؛ ما يُعطي مظهرًا مشوَّهًا.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أنه عادةً، تظل الدُّروز مَرِنة خلال فترة الطفولة، مما يسمح لجمجمة الرضيع بالاتساع مع نمو الدماغ. وفي مُقدمة الجمجمة، تتقاطع الدُّروز في البقعة الكبيرة الطرية (اليافوخ) في قمة رأس الرضيع. واليافوخ الأمامي هو البقعة الطرية الموجودة خلف جبهة الرضيع مباشرة. ويقع اليافوخ الأكبر حجمًا التالي (الخلفي) بمؤخرة الرأس. كما يوجد يافوخ صغير في كل جانب من جانبي الجمجمة.

وعادةً ما يشمل تَعَظُّم الدُّروز الباكر التحامًا مبكرًا لأحد الدُّروز القحفية، إلا أنه قد يشمل أكثر من دَرز واحد في جمجمة الرضيع (تعظُّم الدُّروزِ الباكِر متعدد الدروز). وفي حالات نادرة، ينتج تعظُّم الدُّروز الباكِر بسبب متلازمات وراثية معينة (تعَظُّم الدُّروز الباكر المتلازمي).

ويؤكد الخبراء أن علاج تَعظم الدُّروز الباكر يتضمن إجراء عملية جراحية لتصحيح شكل الرأس والسماح للدماغ بالنمو. جدير بالذكر أن التشخيص والعلاج المبكران يتيحان فرصة كافية لنمو دماغ الطفل وتطوره.

ويشددون على أنه رغم إمكانية حدوث تلف عصبي في الحالات الشديدة، إلا أن نمو معظم الأطفال يجري حسبما هو متوقع من ناحية قدرتهم على التفكير والإدراك (التطور المعرفي)، كما يحققون نتائج طيبة في العمليات التجميلية بعد الجراحة. لذلك، فأهم ما في الأمر التشخيص والعلاج المبكران.

وتظهر مؤشرات تعظم الدروز الباكر عادةً عند الولادة، لكنها تصبح أكثر وضوحًا أثناء الشهور القليلة الأولى من عمر الطفل. ويعتمد ظهور المؤشرات ومدى حدتها على عدد الدروز القحفية التي تلتحم، ووقت حدوث الالتحام أثناء نمو الدماغ.

وتوجد العديد من أنواع تَعَظُّم الدُّروز الباكر. ويشمل أغلبها التحام الدُّروزِ القحفية المنفردة. وتتضمن الأشكال المعقدة من تَعَظُّم الدُّروز الباكر التحام دروز متعددة. ويرتبط تَعَظُّم الدُّروز الباكر المتعدد بمتلازمات وراثية، ويُسمى تَعَظُّم الدُّروز الباكر التلازمي.

ويعتمد المصطلح الذي يُطلق على كل نوع من أنواع تَعَظُّم الدُّروز الباكر على نوع الدروز المصاب بها.

علاج تَعظم الدُّروز الباكر يتضمن إجراء عملية جراحية لتصحيح شكل الرأس والسماح للدماغ بالنمو

وأنواع تَعظُّم الدُّروز الباكِر تشمل:

ـ السهمي: يسبب الالتحام المبكر للغرز السهمية الممتدة من المقدمة إلى الخلف في أعلى الجمجمة نمو الرأس بشكل طولي ومتقلص. ويُطلق على شكل الرأس هذا تزورق الرأس. وتَعَظُّم الدُّروز الباكر السهمي هو النوع الأكثر شيوعًا من تَعَظُّم الدُّروز الباكر.

ـ التاجي: قد يؤدي الالتحام المبكر لإحدى الدُّروز القحفية (وحيدة التاج) التي تمتد من كل أذن إلى قمة الجمجمة، إلى تسطيح الجبهة على الجانب المصاب، والنتوء في الجانب غير المصاب. كما تؤدي أيضًا إلى انحناء الأنف وارتفاع محجر العين في الجانب المصاب. فعندما تلتحم كلُّ الدُّروز القحفية مبكرًا (ثنائية التاج)، سيكون مظهر الرأس قصيرًا وعريضًا وغالبًا بمقدمة رأس ملتوية للأمام.

ـ الجبهي: تَسْري الدُّروز الجبهية من قمة النتوء في الأنف لأعلى، وحتى خط منتصف الجبهة إلى اليافوخ الأمامي والدرز السهمي. ويعطي الالتحام المبكر مقدمة الرأس مظهرًا مثلثيًا ويوسّع نطاق الجزء الخلفي من الرأس. ويُطلق على هذه الحالة أيضًا مثلثية الرأس.

- اللامي: الالتحام العظمي اللامي هو نوع نادر من تَعَظُّم الدُّروز الباكر، ويشمل الغرز اللامية التي تمتد بطول الجزء الخلفي من الرأس. وقد تتسبب في أن يبدو جانب واحد من رأس الطفل مسطحًا، وأن تكون أذن أعلى من الأذن الأخرى، والتواء في ناحية واحدة من قمة الرأس.

لا يشير تشوُّه الرأس دائمًا إلى الإصابة بتَعظُّم الدروز الباكر. فعلى سبيل المثال، إذا كان الجزء الخلفي من رأس الطفل مسطحًا، فقد يكون ذلك نتيجة لقضاء الكثير من الوقت في النوم على جانب واحد من رأسه. ويمكن معالجة ذلك عن طريق تغييرات منتظمة في وضعية الرأس، أو إذا كان ذلك ظاهرًا، فيمكن علاجه عن طريق العلاج بالخوذة (تقويم العظام القحفي) للمساعدة على إعادة تشكيل الرأس واستعادة مظهرها المتوازن.

15