نتنياهو يلمح إلى بنود سرية لا تريد موسكو الإفصاح عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع دمشق

التحركات الروسية على خط تل أبيب دمشق تعزز الشكوك في أن صفقة التبادل تتجاوز الجانب الإنساني إلى ترتيبات أعمق.
الاثنين 2021/02/22
نتنياهو ينفي تزويد دمشق بلقاحات كورونا

القدس - أثارت تلميحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تفاصيل أخرى لصفقة تبادل أسرى جرت مؤخرا بين بلاده ودمشق برعاية روسية تساؤلات حول ماهية تلك التفاصيل التي تحفّظ رئيس الوزراء عن ذكرها بناء على رغبة موسكو، وهل للأمر علاقة بترتيبات لتسوية في سوريا تشارك فيها إسرائيل.

وجاءت تصريحات نتنياهو في معرض نفيه أنباء تتحدث عن أن تل أبيب وافقت على اقتناء مئات آلاف الجرعات من اللقاحات الروسية ضد فايروس كورونا المستجد لإمداد سوريا بها ضمن صفقة التبادل الأخيرة.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ليل الأحد عن رئيس الوزراء قوله “لم يتم استخدام لقاح إسرائيلي واحد في الصفقة. أعدنا الفتاة، وأنا سعيد لأننا فعلنا ذلك، إلا أنني لن أضيف أي تفاصيل أخرى عن الصفقة بناء على طلب من روسيا”.

وكانت دمشق نفت السبت وجود بند سري يتضمن الحصول على لقاح لكورونا من تل أبيب. وقالت إن “ترويج هذه المعلومات الملفقة حول وجود بند في عملية التبادل يتعلق بالحصول على لقاحات كورونا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدفه الإساءة إلى عملية تحرير الأسرى السوريين من سجون الاحتلال والإساءة لسوريا وتشويه الجانب الوطني والإنساني للعملية”.

وأكد مصدر في الخارجية السورية أن “دمشق كانت واضحة في تعاملها مع عملية التبادل التي أسفرت عن تحرير ثلاثة من أسراها، وأن وسائل الإعلام التي تتناقل هذه المعلومات هدفها تلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي ومنحه صفات إنسانية يفتقدها”.

ورعت روسيا الأسبوع الماضي صفقة لتبادل أسرى بين دمشق وتل أبيب أسفرت عن إطلاق سراح ثلاثة سوريين مقابل الإفراج عن فتاة إسرائيلية.

صفقة التبادل الأخيرة تزامنت مع أنباء تداولتها وسائل إعلام سورية عن بدء القوات الروسية في نبش مقبرة مخيم اليرموك بضواحي العاصمة دمشق للبحث عن رفات جنديين إسرائيليين

وساعدت روسيا خلال العامين الماضيين في تأمين الإفراج عن أربعة سوريين كانوا محتجزين لدى إسرائيل في مقابل إعادة رفات جندي إسرائيلي أُعلن عن فقدانه بعد “معركة الدبابات” مع القوات السورية في لبنان عام 1982.

وتزامنت صفقة التبادل الأخيرة مع أنباء تداولتها وسائل إعلام سورية عن بدء القوات الروسية في نبش مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بضواحي العاصمة دمشق للبحث عن رفات جنديين إسرائيليين قتلا في معركة “السلطان يعقوب” أمام الجيش السوري خلال الحرب على لبنان عام 1982.

ويعتقد متابعون أن التحركات الروسية على خط تل أبيب دمشق تتجاوز الحديث عن البعد الإنساني إلى ترتيبات أعمق قد تقود إلى سلك مسار التسوية للأزمة المركبة في سوريا.

ومعلوم أنه ليس من الوارد تحقيق أي اختراق فعلي للأزمة السورية في حال تم تجاهل هواجس إسرائيل، وهو ما تدركه روسيا التي تحاول بالواضح فتح كوة في جدار الصراع السوري الإسرائيلي وخلق مساحة تفاهم مشترك.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن اجتماع عقد الشهر الماضي بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية شمال سوريا تضمن بحث عدد من المسائل بينها إخراج إيران وميليشياتها من البلاد.

وسبق أن لعبت إسرائيل دورا رئيسيا خلف الكواليس في صياغة الاتفاق الذي شاركت فيه روسيا والولايات المتحدة في العام 2018 والذي استعادت بموجبه الحكومة السورية الجنوب الذي خرج عن سيطرتها في العام 2013.

2