نتنياهو يتمسك باجتياح رفح في تجاهل للتحذيرات الدولية

القدس – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن قوات بلاده ستمضي قدما في هجوم بري مخطط له في رفح في جنوب قطاع غزة رغم تحذيرات من أنه قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع مجلس الوزراء "لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق كل أهداف الحرب (...) القضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن لدينا وضمان ألا تشكل غزة تهديدا ضد إسرائيل بعد الآن". وأضاف "للقيام بذلك سنتحرك أيضا في رفح".
وخاطب الدول الحليفة لإسرائيل قائلا "إلى أصدقائنا في المجتمع الدولي أقول: هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ بهذه السرعة نسيتم يوم السابع من أكتوبر، أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة؟".
وأضاف "بهذه السرعة أنتم مستعدون لحرمان إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حماس؟".
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء قبيل مناقشة مجلس الوزراء "تفويض" الوفد المقرر مغادرته إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن هدنة في غزة حيث تشن إسرائيل عملية عسكرية منذ أكثر من خمسة أشهر.
ويفترض أن يجتمع نتنياهو الأحد بالمستشار الألماني أولاف شولتس الذي سيجدد تحذيره من شن هجوم بري على رفح التي نزح إليها غالبية سكان غزة هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل، كما قال الناطق باسمه السبت.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دعم إسرائيل خلال الحرب قد حذر من أن الهجوم الإسرائيلي في رفح يمثل "خطا أحمر" طالما لم يتضمن خططا لحماية المدنيين.
من جهته ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الجمعة إسرائيل "باسم الإنسانية (...) عدم المضي قدما" في عمليتها البرية في رفح.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعة إنه وافق على خطة الجيش المتعلقة بالهجوم على رفح دون تحديد جدول زمني.
والأربعاء الماضي قال الجيش الإسرائيلي، إنّه يعتزم نقل جزء كبير من 1.4 مليون فلسطيني نازح يعيشون في بلدة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة نحو "جزر إنسانية" في وسط القطاع، قبل شروعه في الهجوم المرتقب على المنطقة.
وأصبح مصير الفلسطينيين في مدينة رفح مصدر قلق كبير لحلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي ترى أن الهجوم على المنطقة المكتظة بالنازحين سيكون بمثابة كارثة.
وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدينة رفح أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل، من أجل تغيير شكل عمليتها في مدينة رفح، لكن دون إجراءات صارمة من شأنها أن تغير رأي نتنياهو في العملية.
ويمكن لعملية محتملة في رفح أن ترفع من نطاق التوتر بين بايدن ونتنياهو إلى أقصى درجاته، ولا سيما في ظل تبني البيت الأبيض تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الخميس، التي دعا فيها إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو، بعد وصفه بأنه "عقبة رئيسية أمام السلام".
يشهد قطاع غزة حربًا عنيفة اندلعت إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الدولة العبرية والذي أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
على الإثر، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وبدأت بتنفيذ حملة عسكرية مدمّرة خلّفت 31645 قتيلًا على الأقل معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في قطاع غزة الأحد.
إبان الهجوم، أخذت حماس نحو 250 رهينة إسرائيلية وأجنبية وتعتقد إسرائيل أن حوالي 130 منهم ما زالوا في قطاع غزة، بينهم 32 لقوا حتفهم