نتائج الثانوية العامة في غزة تبهج محلات الحلويات

أهالي الناجحين وأصدقاؤهم يقبلون على شراء الهدايا في احتفال يشبه العيد.
السبت 2022/07/30
حلوان النجاح

مازال النجاح في الثانوية العامة يبهج قلوب الناجين والأهل وحتى الأقارب والأصدقاء فتتحول الشوارع في غزة يوم الإعلان عن النتائج إلى يوم عرس أو عيد تنشط فيه الحركة وتباع الهدايا حتى صارت محلات ومصانع الحلويات تستعد لهذه المناسبة السنوية قبل أيام، إنها مناسبة تدخل الفرحة على سكان القطاع المحاصر منذ سنوات.

غزة (فلسطين) - ينشط عدد من العمّال الفلسطينيين في تجهيز أصناف مختلفة من الحلويات الشرقية داخل أحد المصانع في قطاع غزة استعدادا لاستقبال نتائج الثانوية العامة.

وأمام آلة لصناعة عجين الكنافة (الشعر) في مصنع “القاضي” للحلويات بمدينة غزة، يرتب محمد أبوحامدة (37 عاما) العجينة الناضجة على شكل حزم، ويضعها داخل صندوق خشبي تجهيزا لنقلها إلى قسم آخر يختص بصناعة الحلويات على شكل أساور دائرية.

وأما العامل رامي الحداد (38 عاما)، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 5 سنوات، فيصب اهتمامه في حشو عجينة البقلاوة الطويلة بالمكسّرات المتنوعة، ليشرع بتقطيعها إلى قطع صغيرة تجهيزا لوضعها داخل الفرن.

وخلال العمل يُشرف صاحب المصنع خالد الغزالي على تجهيز الأصناف المختلفة التي يتم إعدادها منذ أيام، تحديدا لموسم النتائج.

ويقول الغزالي الذي ورث هذه المهنة عن أجداده إن “محال ومصانع الحلويات الشرقية تنشط في العمل خلال المواسم الاجتماعية والدينية، ومنها موسم إعلان نتائج الثانوية العامة حيث يشهد هذا اليوم إقبالا واسعا على شراء الحلويات”.

ومن المقرر أن تُعلن وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوية العامة لعام 2022 السبت.

وفي قطاع غزة تَقدّم 38 ألفا و284 طالبا لامتحانات الثانوية العامة من أصل نحو 87 ألف طالب في أراضي السلطة الفلسطينية.

وتتنوع أصناف الحلويات التي يُقبل الزبائن على شرائها خلال المواسم بحسب أوضاعهم المادية، حيث يُعدّ “عش البُلبل” (حلوى من عجينة شَعرية محشوّة بالمكسّرات) من أكثر الأصناف شراءً، بحسب الغزالي.

هدية لمن يستحق
هدية لمن يستحق

ويرجع ذلك إلى انخفاض ثمنها مقابل أصناف الحلويات الأُخرى وإمكانية تقديمها للضيافة لأعداد كبيرة من الناس كونها صغيرة الحجم، بما يراعي الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان.

ويوضح الغزالي أن الحلويات الشرقية محلية الصنع تنافس في مواسم مُحددة الحلويات الغربية والمُستوردة من الخارج.

ويضيف “هذه الحلويات المحلية الشرقية متداولة بشكل شبه يومي سواء في الأفراح أو المناسبات الدينية أو في فصل الشتاء كونها تمدّ الجسم بالطاقة اللازمة”.

ويقول إنّه تمّ العمل على مضاعفة كميات الحلوى بسبب الإقبال الكبير المتوقّع من الناجحين وأهاليهم في هذا اليوم لتوزيعها على المهنّئين والمباركين بالنجاح.

38

ألفا و284 طالبا تقدموا لامتحانات الثانوية العامة في غزة من أصل نحو 87 ألف طالب في الأراضي الفلسطينية

ويلفت إلى أنّ هذه المناسبة “تساعد في نشر الفرحة بالمجتمع، وتدخل السرور إلى قلوب الناس، خاصة في ظل الواقع الصعب الذي نعيشه من حروب وحصار وبطالة”.

ويعدّ توزيع وتبادل هذه الحلويات خلال مواسم الأفراح ونتائج الثانوية العامة نوعا من “كرم الشعب الفلسطيني وعطائه الذي يحبّ أن يرسم البهجة على وجوه الناس”، وفق الغزالي.

وعبّر الغزالي عن تمنياته بالنجاح لجميع الطلبة “في هذه المرحلة المصيرية التي تؤسس لمستقبلهم وحياتهم المهنية”.

وعلى بعد بضعة أمتار من محل الحلويات، يقف الشاب خالد البيك في محل الهدايا الذي يعمل به يُرتّب ما جهزه من تحف ومجسمات تمهيدًا لإقبال الزبائن على شرائها بعد إعلان النتائج.

ويقول البيك إنّهم قد بدأوا منذ شهر تقريبًا الاستعداد والتجهيز لإعلان نتائج الثانوية العامة، واحتفالات التخرج من الجامعات، من خلال توفير الهدايا الملائمة لتلك المناسبة.

ويضيف “رغم الحركة التجارية الضعيفة في معظم أيام السنة بسبب الواقع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه، إلا أن هذه المناسبات تسهم كثيرًا في تعويض الدخل المفقود وضعف الحركة الشرائية”.

ويرى البيك أنّ المواطنين في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات “يحاولون إسعاد أنفسهم بأي طريقة كانت، والتخلص من حالة الكبت والضغط النفسي التي سببها الحصار والحروب والوضع الاقتصادي الصعب”.

ويؤكد أن هذه المناسبات “تسهم ولو بشيء قليل في تخليص الناس من الحالة الصعبة التي يمرون بها، وتنشر أجواء الفرحة والسعادة بينهم”.

حلويات لذيذة
حلويات لذيذة

وتُوفر هذه المواسم فرص عمل للفلسطينيين داخل مصانع الحلويات التي تشهد كثافة في التصنيع، في حين أن هذه الأعداد تتقلص عند انتهاء المواسم أو قلة الإقبال على الشراء.

وإلى جانب الحلويات الشرقية، يُقبل الناس أيضا على تقديم الهدايا والشوكولاتة للتهنئة بنجاح الطلبة.

ومنذ 10 أيام يعمل معرض “الجيّار” على تجهيز باقات مختلفة من هدايا التهنئة بالنجاح، تشمل الورود والشوكولاتة والدُمى التي ترتدي قبعات التخرج، إلى جانب تعليقات ورقية كُتبت عليها عبارات التهنئة.

ويعمل محمد حمودة الموظف في المعرض على تجهيز عدد من باقات الورود التي تُزيّن منتصفها حبات من الشوكولاتة المُغلّفة بأوراق ذهبية.

ويقول حمودة إن الإقبال على شراء الهدايا في يوم الإعلان عن نتائج الثانوية العامة يكون كبيرا.

ويتابع “هناك مواسم كثيرة لشراء هذه الأنواع من الهدايا، كعودة الحجاج إلى ديارهم، والأعياد، والمناسبات الاجتماعية، ونتائج الثانوية العامة”.

وعبّر عن آماله في أن يكون الإقبال على شراء الهدايا لهذا العام واسعا، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها الفلسطينيون، لافتا إلى أن فرحة النجاح بمثابة عرس للأهالي وأبنائهم، فخلال يوم النتائج تضج البيوت والشوارع بالاحتفالات، و توزيع الحلوى وغيرها من طقوس البهجة والسرور.

18