ناشطو المناخ يخشون تقييد أصواتهم في قمة كوب 27

قيود تحول دون تعكير صفو القادة في مؤتمر شرم الشيخ.
الثلاثاء 2022/10/25
كيف سيحتج البيئيون

اعتاد ناشطو البيئة والمناخ أن يسجلوا حضورهم وغضبهم على قادة الدول في مؤتمرات المناخ الماضية، لكن الأمر يختلف هذه السنة في مصر التي تفرض القيود القانونية على التظاهر بالإضافة إلى أن تكاليف الإقامة في الفنادق مكلفة ولا يقدر عليها الناشطون وغالبيتهم من الشباب.

القاهرة – قال ناشطون بارزون إن قرار عقد قمة المناخ (كوب 27) الشهر المقبل في منتجع سياحي شديد الحراسة، بالإضافة إلى القيود على الوصول إلى المنطقة، يحد من مشاركة المجتمع المدني في المؤتمر.

والقمة التي ستعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية في الفترة من السادس إلى الثامن عشر نوفمبر هي أول مؤتمرات المناخ السنوية للأمم المتحدة التي ستعقد بعد تخفيف قيود كورونا.

ويعتبر ناشطو البيئة القمة فرصة مهمة لدق ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ والضغط على الحكومات للتحرك، لكنهم يقولون إن التعبير عن مخاوفهم من خلال المسيرات والاحتجاجات كما فعلوا في البلدان أو المدن المضيفة السابقة سيشكل تحديا أصعب في مصر، حيث المظاهرات العامة محظورة فعليا، وحيث يواجه الناشطون صعوبة للعمل بشكل قانوني وسط حملة واسعة النطاق على المعارضة السياسية.

ولطالما كانت القيود على بطاقات الاعتماد والحضور للناشطين، خاصة من الدول الفقيرة، نقطة خلاف في اجتماعات الأمم المتحدة السابقة للمناخ.

وتقول مصر، التي لا يوجد فيها سوى منظمة غير حكومية واحدة حاصلة على اعتماد دائم لحضور اجتماعات القمة السنوية، إن إشراك المجتمع المدني يمثل أولوية، وساعدت في إضافة 35 منظمة غير حكومية مصرية من خلال نظام اعتماد يسري لمدة عام واحد وصالح فقط لمؤتمر كوب 27.

وقال حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وأحد أبرز النشطاء في مصر، إن تلك كانت خطوة إيجابية، لكنه أضاف أن إجراءات الاعتماد لم يتم الإعلان عنها علنا ولم تمنح بعض المنظمات فرصة عادلة للتقديم.

استعدادات حثيثة

وأوضح بهجت “نتيجة لذلك، فإن قائمة المنظمات المعتمدة لا تشمل منظمة واحدة لحقوق الإنسان ولا أيا من جماعات حقوق الإنسان المستقلة في مصر، بمن في ذلك العاملين على ترابط حقوق الإنسان والعدالة البيئية والعدالة المناخية”.

وقال متحدث باسم رئاسة مصر لمؤتمر المناخ في رد مكتوب على أسئلة، إن عملية الاختيار كانت “كاملة الشفافية” وحازت على موافقة الأمم المتحدة بعد التشاور مع المنظمات الإقليمية وفرق التفاوض الوطنية. وأضاف المتحدث أن تزكية المنظمات المصرية تمت بناء على خبرتها في مجالي البيئة وتغير المناخ.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة لشؤون تغير المناخ إنه جرى تسجيل حوالي 10 آلاف اعتماد لحوالي 2000 منظمة مراقبة معترف بها لمؤتمر كوب 27، وهو ما يشبه الوضع في كوب 26 في غلاسغو.

ومن بين المخاوف الأخرى للناشطين الصعوبة التي قد يواجهها المواطنون العاديون في الوصول إلى شرم الشيخ، حيث تقع المدينة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة سيناء، ويحدها البحر من جانب وجدار من الأسلاك والخرسانة في الصحراء من الجانب الآخر.

ولا يتسنى الوصول إلى شرم الشيخ إلا عن طريق الجو، أو من خلال طرق مليئة بنقاط تفتيش تمتد شمالا باتجاه قناة السويس، والحدود مع إسرائيل، وشمال سيناء، حيث تشن قوات الأمن المصرية حملة أمنية موسعة على المتشددين.

ويرى بهجت أنه “سيكون من المستحيل فعليا على أي شخص غير معتمد لحضور المؤتمر أن يتمكن من الوصول إلى المدينة خلال فترة المؤتمر”، مضيفا أن الناشطين كانوا يتوقعون مؤتمرا “أكثر هدوءا وأكثر تنظيما” هذا العام.

وقد تراجع بعض الذين كانوا يأملون في حضور القمة من خارج مصر بسبب أسعار الإقامة في الفنادق التي وصلت إلى مئات من الدولارات في الليلة في وقت سابق من العام.

لكن بعد مطالبات من المجتمع المدني، تفاوضت الحكومة المصرية مع الفنادق ذات النجمتين على سعر 120 دولارا كحد أقصى في الليلة الواحدة وأعلنت عن خيارات لإقامات مخفضة في الأسابيع الأخيرة.

لالا

وقالت أمنية العمراني مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ كوب 27 للشباب، إن تلك الخيارات تشمل غرفا تتسع لنحو 400 فرد من الشباب بسعر يتراوح بين 30 و40 دولارا في الليلة، وتهدف إلى مساعدة الجماعات الأفريقية في التغلب على العقبات التي طالما واجهتها والتي تحول دون حضور مؤتمرات المناخ.

ويرى عمر الماوي الناشط في مجال المناخ في شرق أفريقيا وعضو “تحالف كوب 27″، والذي سعى للحصول على تأشيرة للسفر إلى القمة، إن عروض الإقامة المخفضة جاءت متأخرة للغاية.

وقال “مازلنا نواجه هذه المشكلة الكبيرة المتعلقة بإمكانية حضور شعوبنا الأفريقية”، مشيرا إلى أن تكاليف الرحلات الجوية والفنادق وعدم اليقين بشأن التأشيرات تشكل عوائق أمام المشاركة. وأضاف أن فرض رقابة مشددة يمكن أن يحد من التطرق “للأسئلة الصعبة التي يجب طرحها”.

وأكد مسؤولون مصريون أن أسعار الفنادق تحركها قوى السوق، وأن الاحتجاجات السلمية ستكون موضع ترحيب خلال القمة مع تحديد مساحات مخصصة لها.

وقال المتحدث باسم رئاسة المؤتمر إنها تبذل ما في وسعها لضمان أن تكون هذه المساحات “مرئية وفي محيط المؤتمر، ومجهزة بجميع الخدمات بما في ذلك مياه الشرب ومناطق مظللة”. وأضاف أن على الراغبين في تنظيم مسيرة التنسيق “مع السلطات المختصة في أقرب وقت ممكن”.

لكن مجموعة من الخبراء المستقلين المعينين من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حذرت هذا الشهر من أن الحملات السابقة على المنظمات غير الحكومية والناشطين خلقت “مناخا من الخوف”، ودعت مصر إلى ضمان مشاركة آمنة ومجدية للمجتمع المدني في كوب 27. كما دعت عريضة قدمتها 12 منظمة حقوقية تركز على الشأن المصري السلطات المصرية إلى معالجة القيود المفروضة على المجتمع المدني، قائلة إن “العمل المناخي الفعال غير ممكن دون توفر مساحة مفتوحة”.

وذكرت تسنيم إيسوب المديرة التنفيذية لشبكة العمل المناخي التي تضم أكثر من 1500 منظمة مجتمع مدني، أنه بسبب قلة عدد السكان المحليين في المنتجع السياحي، سيتم الاحتفال بتقليد اليوم العالمي للنشاط البيئي في أماكن أخرى حول العالم وليس في شرم الشيخ. وأضافت إيسوب “نحن بالتأكيد على دراية كبيرة بحقيقة أن شرم الشيخ مكان مغلق واقع تحت سيطرة شديدة وتم تنسيقه لإظهار صورة مرتبة”.

Thumbnail
18