ناد ينقذ بالفن التونسيين من التهميش

تونس - يجمع نادي التعبير الجسماني بدار الثقافة في مدينة بوحجلة التونسية، المعروف أيضا باسم (ثاندر كرو)، شباب المنطقة المهمشة في بلد لا يزال فيه معدل التسرب من المدارس مرتفعا.
وقال إدريس عواق، الذي أسس النادي عام 2018، “من أهم الأهداف في النادي تغيير النظرة إلى هؤلاء المهمشين في منطقة بوحجلة، لنجعل منهم فنانين ومبدعين ونستطيع محاربة جميع الظواهر الاجتماعية بالفن”. واستقبل النادي أكثر من 300 شخص على مدى سنوات. ويضم الآن نحو 50 عضوا يستمتعون بأنشطة النادي.
وأضاف عواق “هدفي أن أجعل الأولاد الذين يتدربون معنا يفوزون في بطولات عالمية ويخرجون من منطقة بوحجلة ويصبحون أبطال العالم وقدوة لشباب آخرين يعيشون في مناطق أخرى”.
وذكر عواق أن هدف النادي يمتد إلى ما هو أبعد من تطوير المهارات الفنية والرياضية للشباب ليساعد على تغيير حياتهم بما يحول بينهم وبين تعاطي المخدرات وممارسة العنف وغيرهما من السلوكيات الضارة للمجتمع. وأضاف “كانوا منقطعين عن الدراسة، وكانوا يستهلكون مواد مخدرة، ولما انضموا إلى النادي انقطعوا عن الاستهلاك، ورجعوا إلى الدراسة بشغف بعد أن زاد شغفهم بنشاط النادي”.
وقال غيث إدوزي، أحد أعضاء النادي، “تغيرت 360 درجة وتخليت عن ممارسة الكثير من السلوكيات السلبية، والنادي جعلني أبتعد عن الكثير العادات السيئة. يمكنني أن أقول الآن إن بعد مرور ست سنوات منذ انضمامي إلى النادي صار هو عائلتي الثانية”. وأوضح مؤسس النادي (29 عاما) أن مبادرته تهدف أيضا إلى تحطيم الصور النمطية عن بوحجلة.
وقال “الكل ينظر إلى المناطق الداخلية في تونس بطريقة مختلفة. وهناك عبارة سيئة نسمعها دائما، وهي ‘جاء من وراء البلايك (لافتات الإشارات)’ (عبارة عنصرية تشير إلى الأشخاص المنحدرين من المناطق الداخلية المهمشة)، ونحن نقول لا، نحن فنانون ومبدعون، فقد تمكنا من المشاركة في المسابقات الوطنية والفوز بها”. وحصلنا على الجائزة الأولى والثانية على مستوى تونس ككل”.
ويمزج فريق النادي، الذي فاز ببعض البطولات الوطنية، بين التعبير الجسماني والموسيقى والرقص البهلواني (بريك دانس). وأضاف إدوزي “لا بد للناس أن يشجعونا بدل الحط من قيمة ما نفعله والذي ستثبت الأيام القادمة جدواه”.