نادي باريس يشطب 14 مليار دولار من ديون السودان

إلغاء جزء من ديون الخرطوم يساعد على توفير موارد مالية لمعالجة الاحتياجات التنموية المتزايدة.
السبت 2021/07/17
المجتمع الدولي يدعم الخرطوم للنهوض بالاقتصاد عبر تقديم تسهيلات مالية

باريس - تلقى السودان دفعة كبيرة من المجتمع الدولي بإعلان نادي باريس أنه قرر إسقاط جزء من ديون البلاد لمساعدة الحكومة الانتقالية على النهوض بالاقتصاد، الذي يعاني من شلل عمّ كافة القطاعات وأثر على حياة السودانيين.

وقال إيمانويل مولين رئيس نادي باريس الجمعة إن “نادي الدائنين الرسميين وافق على إلغاء 14 مليار دولار مستحقة على السودان، وإعادة هيكلة ما يتبقى من 23 مليار دولار مستحقة عليه”.

ويشير محللون إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تساعد على تحرير قدر كبير من الموارد المالية الجديدة للخرطوم من أجل معالجة الاحتياجات التنموية المتزايدة.

وفي حديثه للصحافيين بعد التوصل إلى اتفاق الخميس الماضي حول هذا الإجراء، حث مولين الدائنين الآخرين من القطاعين العام والخاص للسودان على تخفيف أعباء البلاد من الديون بنفس الطريقة.

وصار السودان مؤهلا لتخفيف عبء الديون بعد قبول صندوق النقد الدولي له الشهر الماضي في مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون بناء على الالتزام بإصلاحات على صعيد الاقتصاد الكلي.

ويمثل تخفيف الديون عن السودان أولوية بالنسبة إلى الصندوق، كما يعد تحركه إحدى خطوات الدعم الدولي الذي يفترض أن يساهم في معالجة المستويات المرتفعة للبطالة والفقر في بلد شهد سنوات من الاضطرابات.

وقال مولين إن “اتفاق نادي باريس يلغي 14.1 مليار دولار بشكل مباشر، ويعيد جدولة 9.4 مليار دولار بفترات سماح طويلة بما يكفي حتى لا يضطر السودان إلى سداد مدفوعات قبل 2024”.

وأضاف “يوضح هذا الجهد الكبير دعم المجتمع الدولي للانتقال إلى الديمقراطية في السودان، وسيساعد السودان على الانخراط من جديد مع المجتمع المالي الدولي ومواصلة سياسات الإصلاح ومكافحة الفقر”.

إيمانويل مولين: ستتم إعادة جدولة 9.4 مليار دولار بفترات سماح طويلة

وببلوغها 23.5 مليار دولار، تشكل ديون السودان لنادي باريس -معظمها ناجمة عن متأخرات وغرامات تأخير في السداد- نسبة كبيرة من أكثر من 56 مليار دولار تدين بها البلاد لدائنين أجانب بشكل عام.

وقال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم على تويتر “سنسعى للحصول على نتائج مماثلة أو أحسن منها مع الدول الدائنة خارج نادي باريس. هذه بداية موفقة لها ما بعدها”.

ويدين السودان بمبلغ 20.3 مليار دولار أخرى لدول غير أعضاء في نادي باريس، منها الكويت أكبر دائن للسودان بقيمة 9.8 مليار دولار، والسعودية والصين، كما يدين لمقرضين تجاريين بما لا يقل عن 6.5 مليار دولار أيضا.

وقال نادي باريس، الذي يضم دائنين رئيسيين للسودان هم النمسا وفرنسا والولايات المتحدة، في بيان إن “الكويت والسعودية وصندوق أبوظبي للتنمية والتشيك، وجميعهم من غير أعضاء النادي، أشاروا إلى أنهم سيقدمون تخفيفا لديون السودان بشروط شبيهة بتلك المتفق عليها مع نادي باريس”.

وكانت الولايات المتّحدة وصندوق النقد قد دعيا في أبريل الماضي، أكثر من 20 دولة إلى تقديم الدعم الكامل لعملية تخفيف ديون السودان، وأكدا أنّ الخرطوم أحرزت تقدّما في تنفيذ إصلاحات على مستوى الاقتصاد الكلّي.

واتخذت الحكومة السودانية طيلة الأشهر الماضية مجموعة إجراءات للإصلاح الاقتصادي على رأسها رفع الدعم عن المحروقات وتعويم قيمة العملة المحلية، تماشيا مع برنامج وُضع بالتنسيق مع صندوق النقد والبنك الدوليين.

كما استعاد البلد، الذي عانى سكانه من أزمات اقتصادية لسنوات، بشكل تدريجي نسق العمليات المالية الدولية والتحويلات النقدية العابرة للحدود، بعد رفع اسمه رسميا من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأميركية نهاية العام الماضي.

10