مُكملات الميلاتونين خطر على الأطفال

برلين - أظهرت أبحاث جديدة أن الكثير من الآباء في الولايات المتحدة يعطون الميلاتونين بشكل منتظم لأطفالهم في عمر ما قبل دخول المدرسة، مع عدم وجود أدلة كافية تدعم أمان وفاعلية الميلاتونين.
وحذرت هيئة اختبار السلع والمنتجات في ألمانيا من خطورة المُكملات الغذائية التي فيها الميلاتونين على صحة الأطفال؛ فقد تترتب عليها آثار جانبية مثل الكوابيس والصداع والنعاس وعدم اليقظة والانتباه في صباح اليوم التالي، وارتفاع مستوى السكر في الدم والمشية غير المستقرة.
وبالإضافة إلى ذلك لا توجد أدلة علمية كافية حول الآثار طويلة المدى؛ حيث لا يمكن استبعاد أن للميلاتونين تأثيرا طويل المدى على النمو الهرموني للأطفال مثل زيادة الطول. ومن جانبه قال المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر إن بعض مُكملات الميلاتونين تحتوي أيضا على فيتامين “ب6”، محذرا من أن استهلاك كميات كبيرة من هذا الفيتامين على مدى فترة طويلة يرفع خطر الإصابة باضطرابات الجهاز العصبي.
كما أشار المعهد إلى أن مُكملات الميلاتونين غالبا ما تتوفر في صورة حلوى؛ وهو ما يرفع خطر أن يتناولها الأطفال سرا، الأمر الذي يرفع بدوره خطر تناول جرعة زائدة. وبدورها أوصت أنجليكا شلارب، أخصائية علم النفس في جامعة بيليفيلد الألمانية، الوالدين باستشارة الطبيب إذا كان الطفل يحتاج إلى أكثر من 20 دقيقة ليخلد إلى النوم، وذلك عدة مرات أسبوعيا.
◙ ينبغي وضع السرير في الغرفة بحيث لا يكون لوح الرأس مُواجها للباب، فبذلك يشعر الطفل بالأمان، ويخلد إلى النوم سريعا
وأشارت شلارب إلى أنه في بعض الأحيان تُحدث بعض التعديلات البسيطة فرقا وتساعد الطفل على الخلود إلى النوم سريعا، مثل اتباع طقوس مسائية كالقراءة بصوت عالٍ. ولا يجوز الانتظار حتى ينام الطفل للتحدث عن اليوم الماضي؛ حيث قد يكون ذلك مُزعجا له، والأفضل التحدث معه أثناء تناول العشاء. وينبغي وضع السرير في الغرفة بحيث لا يكون لوح الرأس مُواجها للباب، فبذلك يشعر الطفل بالأمان، ويخلد إلى النوم سريعا.
ويلجأ البعض إلى مكملات الميلاتونين لحل اضطرابات النوم ومشاكله. والميلاتونين هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ أو كما يعرف بـ”الساعة البيولوجية”. ويوجد هرمون ميلاتونين صناعي وهو متاح للاستخدام دون وصفة طبية كمكمل غذائي في الولايات المتحدة، لكنه غير شائع الاستخدام في بعض الدول العربية.
ووجدت إحصائيات أنّ نحو 20 في المئة من الأطفال في سن المدرسة وما قبل المراهقة يستخدمون مكملات الميلاتونين لتساعدهم على النوم، ويشير هذا إلى زيادة كبيرة بالنسبة إلى الأرقام المسجلة في الدراسات المُجراة منذ خمسة أعوام والتي تناولت فئات عمرية أوسع، إذ كانت في حدود 1.3 في المئة.
وينتج الميلاتونين الطبيعي في الغدة الصنوبرية كما ينتج في عدة أعضاء أخرى في الجسم مثل الأمعاء والعيون والجلد والعظام والصفائح الدموية والغدة الدرقية وغيرها. وبالإضافة إلى إنتاج الميلاتونين لدى البشر يوجد الميلاتونين أيضا في النباتات والبكتيريا والكائنات وحيدة الخلية.