ميلانيا ترامب تودع حياة الموضة لاستكشاف البيت الأبيض

ربما لم تكن ميلانيا ترامب تتوقع أن يظفر زوجها، دونالد قطب العقارات، بالرئاسة قبل الاقتراع في الثلاثاء الكبير، أمام منافسته “الشرسة” هيلاري كلينتون، لكن عقب الإعلان عن النتائج في اليوم التالي، باتت هذه المهاجرة رسميا تتربع على عرش سيدات أميركا للسنوات الأربع المقبلة.
والطريف في الأمر أن دونالد ترامب يعتبر واحدا من أشدّ المعارضين لسياسات الهجرة في بلاده، وقد خصص حيزا كبيرا من حملاته الانتخابية في الحديث عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير القانونيين، بما في ذلك تعهده بإبعاد الذين انتهكوا شروط الهجرة.
ومع ذلك، يبدو أن الأضواء ستسلط في السنوات القادمة بشكل مكثف على عارضة الأزياء السابقة، البالغة من العمر 46 عاما، والتي مرّت بمراحل متقلبة في حياتها قبل دخولها الرسمي إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، وذلك منذ قدومها إلى الولايات المتحدة بتأشيرة زيارة في أغسطس 1996، وإلى أن أصبحت تحمل الجنسية الأميركية بعد ذلك التاريخ بعشر سنوات.
وتعدّ ميلانيا، المولودة في منطقة سيفنيتسا الواقعة في جنوب شرق سلوفينيا، التي كانت تابعة ليوغسلافيا السابقة قبل تفككها في تسعينات القرن الماضي، الزوجة الثالثة لترامب ولهما ابن يدعى بارون ويليام، وهو في العاشرة من العمر.
|
والثري ترامب تزوج قبل ميلانيا، التي تعرف لدى جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة بـ”موسي”، في إشارة إلى رمز الخدمة السرية، بالعداءة وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينيكوف، وأنجب منها ثلاثة أطفال، هم إيفانكا ودونالد الابن وإريك، ثم ارتبط بالممثلة السينمائية مارلا مابليس في عام 1993، وأنجب منها طفلته تيفاني، لينفصلا بعد ست سنوات من الزواج.
وطيلة الأعوام الماضية، حرصت ميلانيا على تجنب الظهور بكثرة في وسائل الإعلام المحلية خلال حملة زوجها الرئاسية، بيد أن ضعف موقفه بين السيدات اللاتي يملكن حق التصويت في الاقتراع الرئاسي على خلفية اتهامات التحرش الجنسي التي وجهت إليه في الأمتار الأخيرة من عمر السباق الرئاسي، اضطرها إلى الظهور في البعض من وسائل الإعلام للدفاع عنه.
وفي إحدى تصريحاتها النادرة قالت مصممة المجوهرات إن “لدينا طفلا عمره تسع سنوات، وأنا منشغلة بتربيته، لأنه في سن يحتاج فيه إلى أحد الوالدين بالمنزل”، وهذا ما يجعلها على الأرجح تبتعد كثيرا عن الوقوع في فخ التعليقات الإعلامية منذ زواجها.
ورغم الصخب الإعلامي الذي يرافق زوجها توصف سيدة البيت الأبيض المقبلة بأنها “خجولة”، حيث تقول عنها إيفانا الزوجة الأولى لترامب إنها “غير قادرة على الحديث أمام الناس أو على إلقاء كلمة مثلا، ولا تحضر المناسبات، ولا تريد أن تكون ضالعة في ذلك”.
ويرى البعض أن هذا الموقف قد يكون صحيحا، فقد ظهر على ميلانيا الارتباك في أولى خطبها السياسية الكبيرة، في يوليو الماضي، بمدينة كليفلاند التابعة لولاية أوهايو، ليزداد إحراجها بعد أن كشفت وسائل الإعلام مدى التشابه في جزء من خطابها مع الخطاب الذي ألقته ميشال أوباما السيدة الأولى الأميركية حاليا، حين تولى زوجها باراك أوباما الرئاسة في عام 2008.
ولم يتردد زوجها الملياردير ترامب الذي يبلغ من العمر 70 عاما لحظة واحدة في الدفاع عن زوجته حول تلك الواقعة المثيرة للجدل وكتب على حسابه في تويتر بعد الضجة يقول “كان فخرا لي، حقا، أن أقدم زوجتي ميلانيا؛ خطابها وتصرفها كانا مذهلين كليا”.
|
وإلى جانب ذلك، يعتقد آخرون أن ميلانيا شخصية انطوائية ومتحفظة بصورة كبيرة للغاية، وعلى الرغم من أن اقترانها من ترامب هو قرار ارتباط بملياردير شهير ذي نفوذ قوي، غير أنها لم تتوقع أن تكون زوجة سياسي في يوم من الأيام، ولا تشعر بالارتياح للقيام بوظيفة زوجة السياسي، ومع ذلك ترد في كل ظـهور لهـا بالقول “أدعم زوجي بشدة”.
وتقول ميلانيا التي تتقن اللغات السلوفينية والصربية والألمانية والإنكليزية والفرنسية بطلاقة عن زوجها إنه كالطفل ولديه القدرات لإحداث تغيير عظيم ودائم وجذري في البلاد، كما وصفته في إحدى المناسبات بأنه “الرجل المناسب للدفاع عن هذا الوطن وسيعمل من أجل الشعب الأميركي”، وتعتبر أن نجاحه في مجال الأعمال يؤهله لأن يبتكر برامج مختلفة عن السائد لمساعدة الفقراء وتحقيق النمو الاقتصادي.
وشكلت عارضة الأزياء ميلانيا مع انطلاقة الحملات التمهيدية لمرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة، في مارس الماضي، مادة دسمة وموضوع سجال سياسي كبير بين زوجها ومنافسه آنذاك تيد كروز، بعد أن نشر مقربون منه صورا فاضحة لها في تويتر مع تعليق يقول “إليكم ميلانيا ترامب.. السيدة الأولى القادمة”، وهو ما دفع ترامب إلى التهديد بفضح أسرار زوجة كروز، الذي نفى أيّ علاقة له بنشر تلك الصور.
وتشير المعلومات إلى أن ميلانيا بدأت مشوارها في مجال الموضة في سن مبكرة حينما كان عمرها 16 عاما، وحصلت على شهادة في مجال التصميم والهندسة المعمارية من جامعة ليوبليانا السلوفينية، لتنخرط بعد ذلك في تقديم الاستعراضات المصورة بالعاصمة الفرنسية باريس، ثم في مدينة ميلانو الإيطالية، قبل أن تستقر بشكل نهائي في نيويورك قبل عشرين عاما.