ميكروبات الأمعاء تظهر دورا محوريا في الإصابة بسرطان القولون

نوعان من الأحماض الصفراوية المعدلة من قبل الميكروبات قد يؤثران على خطر الإصابة بسرطان القولون، حيث لهما تأثيران مختلفان.
الجمعة 2024/12/20
التهاب الأمعاء يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون

واشنطن ـ تساعد ميكروبات الأمعاء على هضم الطعام عن طريق إعادة تشكيل الأحماض الصفراوية التي ينتجها الكبد لتكسير الدهون. واتضح أن اثنين من هذه الأحماض الصفراوية المعدلة من قبل الميكروبات قد يؤثران على خطر الإصابة بسرطان القولون، وهذان النوعان لهما تأثيران مختلفان ومتضادان على خطر الإصابة بالسرطان.

وتم الكشف مؤخرا عن الارتباط بين هذه الأحماض الصفراوية وخطر الإصابة بسرطان القولون عندما سعى علماء جامعة ويسكونسن ماديسون إلى فهم أفضل للعلاقة بين ميكروبات الأمعاء والجسم. ويتوسط العلاقة بين الميكروبات المعوية وأجسام الأشخاص بروتين يعرف باسم “مستقبل إكس فارنسويد”، والذي يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على صحة الأمعاء من خلال تفاعله مع الأحماض الصفراوية.

وينظم “مستقبل إكس فارنسويد” إنتاج أحماض الصفراء في الكبد، لكنه يتفاعل بطرق مختلفة مع الأحماض الصفراوية المعدلة من قبل الميكروبات. وتقول تينغ فو، الأستاذة المساعدة في كلية الصيدلة بجامعة ويسكونسن ماديسون، “بعض الأحماض الصفراوية الميكروبية تدعم وظيفة ‘مستقبل إكس فارنسويد’، بينما تعمل أحماض أخرى على معارضتها.”

وقد حددت فو وزملاؤها سابقا البروتين كهدف دوائي واعد لعلاج مرض التهاب الأمعاء والتهاب القولون، وهي حالة معدية معوية منهكة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.

يمكن للكثير من العلاجات المساعدة السيطرة على سرطان القولون إذا تفاقمت حالته. وتشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية مثل العلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي والعلاج المناعي

والآن، حدد فريق فو، وأستاذ الصيدلة جياويانغ جيانغ، ودستن ديمينغ، الأستاذ المساعد في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن، اثنين من الأحماض الصفراوية الميكروبية التي لها تأثيرات معاكسة على “مستقبل إكس فارنسويد” أثناء تطور الأورام في الأمعاء، حيث يدعم أحدهما وظيفة البروتين ويبطئ نمو السرطان، والآخر يثبط البروتين ويعمل كوقود لنمو الأورام.

وتأكدت هذه النتائج من خلال نماذج سرطان القولون في الفئران التي درسها الباحثون، جنبا إلى جنب مع العضويانيات (الأعضاء المصغرة المزروعة في المختبر) المستمدة من مرضى سرطان القولون البشري.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط هذه الأحماض الصفراوية الميكروبية المحددة إما بتطور سرطان القولون والمستقيم أو الحماية منه. ونشرت الدراسة مؤخرا في دورية “بروسيدينغ أوف ذي ناشيونال أكاديمي”، وتوفر النتائج الآن خارطة طريق للتحقيق في طرق الكشف عن السرطان الجديدة المحتملة والعلاجات الجديدة.

وسرطان القولون هو نمو للخلايا يبدأ في جزء من الأمعاء الغليظة يسمى القولون. والقولون هو أول أقسام الأمعاء الغليظة وأطولها. أما الأمعاء الغليظة فهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. ومهمة الجهاز الهضمي تحليل الطعام ليستفيد به الجسم.

ويصيب سرطان القولون في الأغلب البالغين الأكبر سنا، لكن من الممكن أن تحدث الإصابة به في أي سن. ويبدأ عادة في صورة تكتلات صغيرة من الخلايا تسمى السلائل تتكون داخل القولون. ولا تكون السلائل سرطانية عامة، لكن يمكن أن يتحول بعضها إلى أورام سرطانية في القولون مع مرور الوقت.

ولا تسبب السلائل في الغالب ظهور أعراض. ولهذا السبب، يوصي الأطباء بالخضوع لفحوص منتظمة للبحث عن السلائل في القولون، إذ يساعد العثور على السلائل واستئصالها الوقاية من سرطان القولون.

ويمكن للكثير من العلاجات المساعدة السيطرة على سرطان القولون إذا تفاقمت حالته. وتشمل العلاجات الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية مثل العلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي والعلاج المناعي.

16