موضة الوشم في إيران تخرج من الظل

أستوديوهات في طهران توافق على رسم شعار "امرأة، حياة، حرية" في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية في البلاد.
الاثنين 2023/12/04
جميع فئات المجتمع الآن تريد الحصول على وشم

طهران - في شقة في شمال طهران بعيداً عن الأعين، يعرض شون بفخر وشوما رسمها تلاميذه بدقة. فقبل ثمانية أشهر، افتتح الإيراني البالغ 34 عاما الأستوديو لممارسة وتعليم فن “تحبير الجلد” الذي يزدهر في السر منذ أكثر من عقد في الجمهورية الإسلامية.

وقال شون الذي يستخدم اسمه الفني لوكالة فرانس برس “في إيران، يعمل فنانو الوشم عادة في المنزل. خاطرنا كثيرا هذا العام بافتتاح هذا المكان وتحويله إلى أكاديمية”.ورغم أن رسم الوشوم ليس ممارسة محظورة بشكل صريح في إيران، مازال بعض المحافظين يعتبرون أنها مرتبطة بالفسق والانحراف والتغريب. مع ذلك، اكتسب الوشم في السنوات الأخيرة شعبية في البلاد حيث يستعرض العديد من الشباب الرسوم التي حصلوا عليها بفخر في الأماكن العامة.

وقال شون “قبل سنوات، كان الزبائن يطلبون وشوما بسيطة وصغيرة، لا يستطيع أحد رؤيتها لكن الأمر لم يعد كذلك الآن”. ونظرا إلى هذا الاتجاه المتنامي، افتتح شون أستوديوهات أخرى في مدينة كرمان (جنوب شرق) وجزيرة كيش السياحية. والآن، أصبح لديه أكثر من 30 تلميذا يرغبون في تعلم الحرفة التي يصفها بأنها “فن غير محدود”.

وقال شون الذي يعمل رسام وشوم منذ 17 عاماً “جميع فئات المجتمع الآن تريد الحصول على وشم”. وفي السنوات الأخيرة، قال العديد من العلماء الشيعة الإيرانيين إن الوشم ليس محرما في الشريعة الإسلامية.

وجاء على موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي “إنه (الوشم) ليس بحرام شرط ألا يروج لثقافة غير إسلامية”. ويفضل ألا يكون واضحاً جداً. وفي سبتمبر 2022، دعا الاتحاد الإيراني للكرة الطائرة اللاعبين الذين لديهم وشوم إلى تغطيتها تحت طائلة عدم السماح له بالمشاركة في البطولة الوطنية.

كما استدعت لجنة الأخلاقيات الرياضية العديد من لاعبي كرة القدم المعروفين بعد استعراض وشومهم.

yy

وفي العام 2019، حذّر مسؤول في شرطة طهران من أن وجود “وشم مرئي وغير تقليدي” يمكن أن يتطلّب من الأفراد الراغبين في الحصول على رخصة قيادة أو تجديدها الخضوع لـ”فحص نفسي”.

وفي العام 2016، أوقفت السلطات “عصابة من رسامي الوشوم” بعد اتهامها برسم “رموز شيطانية وفاحشة”، وفقا لوكالة “تسنيم” للأنباء.

واعترف بنيامين وهو صاحب مقهى يبلغ 27 عاما، بأن بعض الأشخاص يعتبرونه “مجرماً” بسبب الوشوم التي تغطي ذراعيه ورقبته. وتابع قائلا “لا تشكّل الوشوم في حد ذاتها جريمة، لكن إذا حدث شيء ما” قد تتعرض للتوقيف “بسبب وصمة أنك عضو في عصابة”.

أما بالنسبة إلى النساء، فالتحدي أكبر إذ إن الشريعة الإسلامية تنص على التزامهن بقواعد لباس صارمة، خصوصا تغطية الرأس والرقبة.

وفي السياق، يعد البعض الوشم تحديا. وتوافق أستوديوهات في طهران على رسم شعار “امرأة، حياة، حرية” على الجلد في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي هزت البلاد نهاية العام 2022 بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي توفيت أثناء وجودها قيد التوقيف من الأجهزة الأمنية، بسبب انتهاكها لقواعد اللباس الصارمة في إيران.

ويعتبر آخرون أن الوشم قبل كل شيء هو وسيلة للتعبير عن شخصيتهم أو أفكارهم، مثل سحر، الممرضة البالغة 26 عاما والتي تحمل ذراعها رسالة “لا تَخَف من شيء”.  

Thumbnail
18