موسم مزادات الخريف في نيويورك "يُمطر" مليارات الدولارات

يواصل المغرمون باللوحات الفنية النادرة والأنتيكة الثمينة منافساتهم على اقتناء إبداعات أشهر الفنانين، وتتوقع دور مزادات كبرى في نيويورك أن تكون إيرادات مزادات الخريف المليارات من الدولارات، كما تتوقع أن يكون القسط الأوفر من نصيب لوحات الإسباني بابلو بيكاسو.
نيويورك (الولايات المتحدة) - لوحة لبيكاسو بـ120 مليون دولار، وأخرى لمونيه بـ40 مليون دولار، وسيارة فيراري بـ60 مليون دولار… هذه القطع وسواها تطرحها دور مزادات كبرى في نيويورك خلال الخريف اعتبارا من الثلاثاء، مع توقعات بأن يصل إجمالي الإيرادات إلى مليارات الدولارات، في سوق تبدو بعيدة عن الأزمة.
وقد تستحوذ دار سوذبيز للمزادات، المملوكة للملياردير الفرنسي باتريك دراهي، على حصة الأسد في مبيعات الخريف في الفترة الممتدة من 7 إلى 15 نوفمبر الجاري في نيويورك، أحد مراكز الفنون والمال الرائدة في العالم.
وتتوقع منافستها كريستيز، التي تنتمي إلى مجموعة أرتيميس المملوكة للملياردير الفرنسي فرنسوا بينو، مبيعات تتراوح بين 723 مليون دولار ومليار دولار في أيام قليلة.
وفي الذكرى الخمسين لوفاته يُتوقع أن يحقق بابلو بيكاسو نجاحاً ساحقاً في أمسيات نيويورك بفضل رائعته “امرأة الساعة”.
وتصور اللوحة التي تعود إلى عام 1932 إحدى شريكات حياة الفنان الإسباني وملهماته، الرسامة الفرنسية ماري تيريز والتر، وقد يتخطى سعرها 120 مليون دولار.
وتعود هذه اللوحة إلى الثرية الأميركية إميلي فيشر لانداو، التي توفيت هذا العام عن عمر يناهز القرن وسنتيْن. وستُعرض مجموعتها، التي تضم أعمالاً لجاسبر جونز وفيليم دي كونينغ ومارك روثكو وآندي وارهول، للبيع بالمزاد خلال أمسية خاصة الأربعاء في مانهاتن بنيويورك.
وبالنسبة إلى مجموعة لانداو هذه وحدها تعوّل سوذبيز على تحقيق مبيعات تناهز 400 مليون دولار.
وبحسب رئيس مبيعات الفن الانطباعي والحديث في هذه الدار جوليان داوز فإن لوحة الفنان الإسباني “هي تحفة فنية بكل أبعادها (…) رُسمت عام 1932، ‘سنة المعجزات’ بالنسبة إلى بيكاسو”.
وكانت ماري تيريز والتر “ملهمة بيكاسو الذهبية”، وقد التقى بها عام 1927 في باريس عندما كان متزوجاً من راقصة الباليه الروسية الأوكرانية أولغا خوخلوفا.
وقد رسم الفنان الإسباني والتر نفسها في لوحة “المرأة النائمة” (1934) التي ستُطرح في مزاد علني الخميس تنظمه دار كريستيز للمزادات التي تأمل في تحقيق مبلغ يتراوح بين 25 و35 مليون دولار. وكانت دار كريستيز باعت عام 2021 لوحة “المرأة الجالسة قرب النافذة (ماري تيريز)” مقابل 103 ملايين دولار.
وستعرض دار كريستيز أيضاً لوحة للرسام الأميركي المعاصر روثكو الذي توفي عام 1970، بعنوان “بدون عنوان (أصفر، برتقالي، أصفر، برتقالي فاتح)” وتعود إلى عام 1955 وتُقدّر قيمتها بـ45 مليون دولار، وفق قول إيميلي كابلان، راعية مبيعات أعمال القرن العشرين.
وبالنسبة إلى الفنانين الانطباعيين، فإن تحفة كلود مونيه “بركة زنبق الماء” (1917 – 1919) ستُعرض أيضاً في مزاد لدار كريستيز التي لم تكشف عن السعر التقديري.
وستبيع دار سوذبيز المنافسة لوحة بعنوان “أشجار الحور على ضفاف نهر إبتا” (1891) لمونيه نفسه الاثنين بسعر تقديري يتراوح بين 30 و40 مليون دولار.
ومع ذلك فإن أحد أبرز مبيعات الخريف هذا العام لن يكون لوحة أو منحوتة، بل سيارة.
وستبيع دار آر إم سوذبيز للسيارات الفاخرة سيارة من نوع “فيراري 250 جي تي أو” من طراز عام 1962، في مزاد الاثنين مقابل أكثر من 60 مليون دولار، حسب قول أحد مدرائها مايكل كايمانو.
ويمتلك هذه المركبة الإيطالية الفارهة أحد جامعي السيارات الأميركيين منذ 40 عاماً، وقد تصبح أغلى سيارة فيراري من نوع “250 جي تي أو” على الإطلاق. وقد اشتريت هذه السيارة الرياضية نفسها عام 2018 في مزاد لدار أر أم سوذبيز في مقابل 48 مليون دولار.
وإذا بيعت بالسعر المقدّر فستكون سيارة فيراري هذه ثاني أغلى سيارة تباع على الإطلاق في العالم.
ويقول مايكل كايمانو “مهما حدث في الأسواق المالية، فإن سيارة من هذا العيار هي قطعة خاصة بهواة الجمع، وهي فرصة فريدة في حياة هواة الجمع”، مشبّهاً إياها بعمل فني “يمكن للمرء أن يلمسه ويشمه ويسمعه”.
وتوضح المسؤولة عن مزادات الفن المعاصر لدى دار سوذبيز كيلسي ريد ليونارد أن دور المزادات سعيدة بسوق الفنون والسلع الفاخرة، في ظل المبيعات المرتفعة بدفع من الصين، ومن دون أي إشارات إلى تباطؤ في النمو.
وحتى أصغر الشركات في هذا القطاع، وهي شركة فيليبس، ستعرض لوحة “14 يوليو” للرسام التكعيبي فرنان ليجيه الثلاثاء بسعر تقديري يتراوح بين 15 و20 مليون دولار.