موسم الحج تطغى عليه أخبار الإجهاد الحراري

وزارة الصحة السعودية تسجل 2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري.
الثلاثاء 2024/06/18
أمنية المسلمين

يواصل الحجاج أداء مناسكهم رغم ظروف الطقس الحار مما أصاب بعضهم وخاصة كبار السن بحالات إجهاد، رغم أن السلطات في السعودية توزّع المياه والمشروبات الباردة والمثلّجات بنكهة الشوكولاتة التي تذوب في غضون ثوان.

منى (السعودية) - استقر حجاج بيت الله الحرام، الاثنين، في مشعر منى غربي السعودية، لأداء شعيرة رمي الجمرات الثلاث الصغرى، والوسطى، والكبرى، في ثاني أيام عيد الأضحى (11 ذي الحجة)، الموافق لأول أيام التشريق الثلاثة.

حذرت السلطات السعودية الاثنين من ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة مع اختتام الحجاج مناسك الموسم الحالي في ظلّ طقس حارّ أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة.

وبحسب المركز الوطني للأرصاد، فإن درجة الحرارة بلغت الاثنين عند الساعة الواحدة ظهرا في الظلّ 15.8 درجة مئوية في المسجد الحرام حيث كان حجّاج يطوفون حول الكعبة. أما في منى المجاورة، فقد وصلت الحرارة إلى 46 درجة مئوية، في حين كان حجّاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق.

وفي منى الاثنين، كان حجاج كثر يفرغون عبوات مياه على رؤوسهم في حين كانت السلطات توزّع مشروبات باردة ومثلّجات بنكهة الشوكولاتة تذوب في غضون ثوان.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية “واس” بأن “اليوم الحادي عشر من ذو الحجة يستقر الحجاج في مشعر منى ويرمون الجمرات الثلاث”.

السلطات السعودية تحذر من ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة مع اختتام الحجاج مناسك الموسم الحالي في ظلّ طقس حارّ أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة

ويرمي ضيوف الرحمن في هذا اليوم الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم العقبة الكبرى.

ويتوجه الحجاج إلى مشعر منى لرمي 21 جمرة، حيث يرمون 7 حصيات في كل من الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة الكبرى، ويكبّرون مع كل واحدة منها، ويدعون بما شاؤوا بعد الجمرتين الصغرى والوسطى مستقبلين القبلة.

وبدأ وقت رمي الجمرات في يوم النحر (الأحد أول أيام العيد)، وأيام التشريق الثلاث (الاثنين، الثلاثاء، والأربعاء) من زوال الشمس، وهو وقت دخول صلاة الظهر، وينتهي بغروب الشمس.

وإذا رمى الحاج الجمرات، الاثنين (أول أيام التشريق)، والثلاثاء (ثاني أيام التشريق)، أباح الله له الانصراف من منى إن كان متعجلا وتسمى النفرة الأولى، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير (ثالث أيام التشريق) بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.

وفي اليوم الثالث من التشريق الذي يوافق الأربعاء، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث، كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت.

وأيام التشريق، هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، ويقضيها الحجاج بمشعر منى، وتعرف أيضا بـ”الأيام المعدودات”.

ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبيّ الله إبراهيم وابنه إسماعيل في أماكن العقبات الثلاث، فيعرفون بذلك عداوته ويحذّرون من وساوسه.

وانطلق موسم الحج الذي يستمر 6 أيام، الجمعة بيوم التروية، وشهد السبت الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، والأحد، بدء رمي الجمرات ثم نحر الهدي وطواف الإفاضة.

وطواف الإفاضة الركن الثالث من أركان الحج الأربعة في الإسلام، أولها الإحرام وهو نية الدخول في تأدية المناسك وثانيها الوقوف بعرفة وثالثها طواف الإفاضة ورابعها السعي بين الصفا والمروة.

حرارة لا تطاق
حرارة لا تطاق

ويقع مشعر منى داخل حدود الحرم بين مكة المكرمة ومزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرقيّ المسجد الحرام، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. وحذّرت وزارة الصحة في منشور على منصّة إكس من التعرّض لأشعّة الشمس بين الساعة 11 صباحا والرابعة عصرا، ناصحة الحجّاج بـ”تجنّب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء”.

وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت الأحد تسجيل “2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات”.

وأكدت الوزارة في بيان أن “الوقاية هي الأهم، والتزام الحجاج بعدم الخروج وقت الذروة إلا عند الضرورة، أو استخدام المظلة، كان سيقلل حالات الإصابة بالإجهاد الحراري”. وأضافت “إرشاداتنا الصحية للأيام القادمة واضحة وسهلة وهي: حمل المظلة، شرب الماء بانتظام، عدم التعرض للشمس”.

وروت المصرية عزّة حميد إبراهيم (61 عاما) أنها رأت أشخاصا هامدين على قارعة الطريق أثناء سيرها من وإلى مكان رمي الجمرات.

وقالت المرأة وهي تجلس في الظلّ “كان اليوم صعبا بسبب الحرارة إلى درجة أن الكثير من الناس ماتوا وسيارات الإسعاف منشغلة للغاية”.

وأضافت “كنت أعتقد بأننا على وشك الموت لأنني لم أكن قادرة على مواصلة السير لأصل إلى (مكان رمي) الجمرات. يداي ترتجفان وأشعر بأن جسمي متلاش”.

18