موديرنا توافق على استخدام لقاحها ضد كورونا لتطوير لقاحات تعتمد على "الرنا"

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - سمحت شركة موديرنا الأميركية للأدوية باستخدام لقاحها ضد فايروس كورونا في جهود منظمة الصحة العالمية لتطوير لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي، وهذا من شأنه تعزيز الإنتاج والوصول للدول الفقيرة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بيترو تربلانش المدير الإداري لشركة افرجين لعلوم الأحياء واللقاحات في جنوب أفريقيا القول إن الشركة، التي تعمل مع منظمة الصحة العالمية، استخدمت لقاح موديرنا في دراسات مقارنة على الفئران لاختبار فعالية لقاحاتها.
وقد تباطأ الطلب على لقاحات كورونا في أنحاء العالم، حيث تسببت المتحورات الأحدث في الإصابة بأعراض أقل حدة، ومع ذلك الكثير من الأشخاص في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مثل جنوب أفريقيا لم يحصلوا بعد على اللقاح، وبذلك هم معرضون بصورة أكبر للإصابة بكورونا.
وبمساعدة موديرنا، تسعى شركة افرجين لتطوير لقاح يتم تصنيعه في ما لا يقل عن 15 منشأة إنتاج حول العالم برعاية مركز نقل تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي التابع لمنظمة الصحة العالمية في كيب تاون.
وأصبحت تقنية الحمض النووي الريبي المرسال مثار اهتمام كبير في أعقاب تفشّي جائحة كوفيد – 19 وإنتاج لقاحين فعَّالين يعتمدان على الحمض النووي الريبي المرسال، وتتطلع الفِرق البحثية حول العالم إلى مستقبل هذه التقنية وكيفية الاستفادة منها في علاج أمراض أخرى.
وعلى العكس من اللقاحات الأخرى التي تَحقِن في الجسم مباشرة فايروسا ضعيفا أو خاملا، فإن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال تُعلِّم الخلايا الكيفية التي تصنع بها بروتينا فايروسيّا بنفسها، وهو ما يستثير بدوره استجابة مناعية.
وتقنيةُ الحمض النووي الريبي المرسال ليست جديدة؛ إذ خضعت لتجارب الباحثين منذ ستينات القرن الماضي.
ويؤكد الخبراء أن التجارب الإكلينيكية التي تُجرى على اللقاحات المضادة للسرطان من أجل علاج المرضى باستخدام تقنية الحمض النووي الريبي المرسال نفسها لا تزال مستمرة منذ عام 2006 على أدنى تقدير، ومؤخرا منحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية ما يُعرف بتخصيص المسار السريع بهدف المراجعة العاجلة لإحدى هذه التجارب، بعد أن أظهرت التجربة نجاعتها في علاج حالات الأورام الميلانينية المتقدمة.
ويتطلع الباحثون أيضا إلى إمكانية استخدام لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال لعلاج أمراض أخرى، مثل مرض الإيدز الذي يُسبِّبه فايروس نقص المناعة البشرية، إضافة إلى السُّلِّ والملاريا. ويشير الخبراء إلى أن المشهد العالمي للعلاج وتطوير اللقاحات اعتمادا على الحمض النووي الريبي المرسال هو مشهدٌ شديد التنوُّع، ويعتقدون أن العلاجات واللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبي المرسال ستصبح الخط العلاجي الأول للكثير من الأمراض، وهي أدواتٌ قوية ستُحدِث ثورة في نُهُج علاج الأمراض العالمية النادرة والمُستجِدة.