مهلة جديدة في السودان.. لكن هل يلتزم الجيش

طرفا النزاع يضطران إلى الموافقة على الهدنة بقطع النظر عما إذا كانا يقبلان بها أم لا، لأن رفضها يعني تحمل المسؤولية عن الحرب.
الأربعاء 2023/05/03
هدنات على صفيح ساخن

الخرطوم- أعلن جنوب السودان الثلاثاء اتفاق الطرفين المتناحرين في السودان على وقف لإطلاق النار من حيث المبدأ لمدة سبعة أيام اعتبارا من يوم الخميس (الرابع من مايو).

يأتي هذا في وقت توجه فيه التهم إلى قيادة الجيش بخرق الاتفاقيات السابقة والمماطلة في تنفيذها بالرغم من إعلان الموافقة عليها بشكل رسمي، والمضي في تنفيذ هجمات جوية بشكل مستمر على مواقع قوات الدعم السريع ما يضطرها إلى الرد.

وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن رئيس جنوب السودان سلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام، وهو ما وافق عليه الطرفان. وسبق أن عرض جنوب السودان التوسط لإيجاد حل لهذا الصراع.

وأضاف البيان أنه يتعين على الطرفين المتصارعين في السودان “اختيار المكان الذي يريدان أن يشهد انعقاد مباحثات السلام بينهما”.

ولم يتضح بعد مدى تماسك هذا الاتفاق بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) نظرا لخرق اتفاقات سابقة بوقف إطلاق النار لمدد تتراوح بين 24 و72 ساعة. ويسري الاتفاق الأحدث بدءا من الرابع حتى الحادي عشر من مايو الجاري.

وشهدت الهدنات السابقة خروقات عديدة، ومناشدات مختلفة من قبل قوى إقليمية ودولية تنادي بضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار تمهيدا للشروع في مفاوضات، غير أن سير المعارك أكد أن كل الهدنات ستبقى على صفيح ساخن، طالما استمر التوازن النسبي في الميدان، حيث يملك كل طرف أوراق قوة تمكنه من الضغط على الآخر.

وسبق أن اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بانتهاك اتفاق الهدنة السابق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن هجمات جوية على قواعدها في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل وجبل الأولياء.

مايكل دانفورد: الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية
مايكل دانفورد: الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية

ويقول مراقبون إن الطرفين يضطران إلى الموافقة على الهدنة بقطع النظر عما إذا كانا يقبلان بها أم لا، لأن رفضها سيعني تحميل الطرف الرافض المسؤولية السياسية عن استمرار المعارك في الوقت الذي يبحث فيه كل منهما عن اكتساب الشرعية الإقليمية والدولية لعملياته.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة في وقت سابق الثلاثاء إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف شخص على الفرار عبر الحدود وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية.

وينذر الصراع بكارثة أوسع نطاقا في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين ويعوق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على مساعدات خارجية.

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة مارتن غريفيث يعتزم زيارة السودان، لكن لم يتأكد الموعد بعد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي الاثنين أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أمانا في السودان بعد تعليق العمليات مؤقتا في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.

وقال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا “الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية”.

ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أيّ مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو. وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.

 

• اقرأ أيضا:

         عمليات الإجلاء منحت السعودية دورا مركزيا في الصراع السوداني

1