مهرجان ليالي المحرق يحيي المدينة التاريخية في البحرين

"ليالي المحرّق" تثري التجربة السياحية للزوار وتوفر لهم فرصة التفاعل مع التراث البحريني في بيئة أصيلة ومميزة.
السبت 2024/12/07
دفء في ليالي ديسمبر

يساهم مهرجان “ليالي المحرق” في إحياء المدينة التاريخية من خلال إضفاء الحياة على شوارعها وأزقتها القديمة عبر فعاليات ثقافية وفنية مميزة تُقام على مسار اللؤلؤ، المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما يوفر المهرجان للزوار فرصة التفاعل مع التراث البحريني العريق في بيئة أصيلة.

المنامة - شهدت مدينة المحرّق مساء الخميس 5 ديسمبر 2024 انطلاق الدورة الثالثة من مهرجان “ليالي المحرّق”، الذي يستمر لمدة شهر كامل. وأوضحت سارة أحمد بوحجي، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، أن فعالية “ليالي المحرّق” ضمن موسم “أعياد البحرين” تسلط الضوء على التزام البحرين بتعزيز السياحة الثقافية. وأضافت أن التراث البحريني يعد جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن إقامة المهرجان في البيوت التراثية الواقعة على مسار اللؤلؤ، المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تعكس أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي.

وأشارت بوحجي إلى أن الفعاليات الثقافية، مثل مهرجان “ليالي المحرّق”، تثري التجربة السياحية للزوار، حيث توفر لهم فرصة التفاعل مع التراث البحريني في بيئة أصيلة ومميزة. ولأول مرة في تاريخ المهرجان سيتمكن الجمهور من زيارة جميع بيوت المسار، حيث تُفتح أبوابها لتتيح للزوار استكشاف معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تسرد قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في البحرين. وفي أجواء غنية بالثقافة والتاريخ، وسط البيوت والساحات والمراكز المنتشرة في المسار المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبين أزقة مدينة المحرّق التي تُعد جزءًا من شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، سيعيش الزوار ليالي مفعمة بالإبداع والتراث والفنون.

في مجال الفنون ستُقام على طول مسار اللؤلؤ تجارب بصرية مبهرة بالتعاون مع مؤسسات فنية مثل “مساحة الرواق للفنون” و”مساحة البارح للفنون” و”جاليري آرت كونسبت”. وستعرض المعارض أعمالًا لفنانين بارزين وصاعدين من البحرين والعالم، وستكون إما في مساحات مغلقة أو مفتوحة، وتشمل مجموعة متنوعة من الابتكارات الفنية، مثل الرسم والتصوير والتركيب. ومن بين المعارض المميزة التي ستُعرض: “دكاكين الفن”، “مسابقة في سبيل الثقافة”، “درايش المحرّق”، “ريحان 1 و2″، “حجرتان”، بالإضافة إلى معرض خاص لمواهب بحرينية في فن الطباعة وغير ذلك من الأعمال الفنية المبدعة.

مهرجان ليالي المحرّق يتضمن أنشطة تصميمية تشمل جلسات نقاشية في “مجلس التصميم” تحت شعار “إعادة التفكير في العمارة والتصميم”
◙ المهرجان يتضمن أنشطة تصميمية تشمل جلسات نقاشية في “مجلس التصميم” تحت شعار “إعادة التفكير في العمارة والتصميم”

من جهة أخرى سيتحول مسار اللؤلؤ إلى مساحة للتجارب الفنية الخارجية التي تتفاعل مع أكثر من حاسة البصر، حيث ستُعرض أعمال فنية متنوعة مثل “سالمين غانمين” على الطريق، ومعرض “جسد ناحل وقلب جريح”، والتركيب الفني “تمازج”، ومعرض “منحوتات في الحديقة” في بيت بدر غلوم وبيت ترابي، بالإضافة إلى منحوتة “ذهب ولؤلؤ” للفنان ميغيل رودريغيز.

في مجال التصميم سيحظى الجمهور بفرصة زيارة عدة مواقع ضمن مسار اللؤلؤ للاطلاع على منتجات مبتكرة ومستوحاة من الثقافة المحلية أو الاتجاهات الحديثة. وتتنوع هذه المنتجات بين الأدوات اليومية والمنزلية، والمنتجات الحرفية التقليدية، والأعمال الفنية. ومن أبرز المواقع: متجر مساحة البارح للفنون وآرت كونسبت وسوق براحة فخرو ومتجر هدايا مسار اللؤلؤ وسوق القيصرية، بالإضافة إلى الذهب والمجوهرات في سوق القيصرية، ومحلات سيادي، وسوق الليّالي الذي يُقام في عدة أماكن ضمن المسار في أيام مختلفة.

كما يتضمن مهرجان ليالي المحرّق أنشطة تصميمية تشمل جلسات نقاشية في “مجلس التصميم” تحت شعار “إعادة التفكير في العمارة والتصميم”، حيث يجتمع المتخصصون والمهتمون بمجالات العمارة والتصميم والسرد القصصي والعلامات التجارية والمحافظة على البيئة لإجراء حوارات بناءة.

أما في مجال الحرف التقليدية فستفتح الكثير من المواقع والبيوت أبوابها للزوار من أجل تعريفهم على الحرف والصناعات التقليدية البحرينية، التي تعد من أبرز ملامح التراث الثقافي غير المادي، بالإضافة إلى عرض منتجاتها الإبداعية. وتشمل هذه الحرف التقليدية حرفة النقدة وصياغة الذهب وصناعة السفن البحرينية.

وخلال فترة المهرجان ستملأ أرجاء مدينة المحرّق أصوات وألحان من البحرين والعالم. ولتقديم تجربة ذوقية شاملة لزوار مدينة المحرّق، سيتمكن الزوار من العثور في كل زاوية من زوايا مسار اللؤلؤ على أماكن متخصصة تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات البحرينية الأصيلة والعالمية التي تعكس روح الابتكار والإبداع.

وتمتزج الأطباق التقليدية بلمسات عصرية مستوحاة من التراث، وهو ما يجعل تجربة الطعام جزءًا أساسيًا من الفعالية. وسيستمتع الزوار بأجواء تعزز الروابط الاجتماعية بين الحاضرين، مع التركيز على استدامة المكونات المحلية ودعم المشاريع الصغرى.

ويقدّم المهرجان فعاليات متنوعة وشاملة تناسب جميع الأعمار والفئات، وتم تخصيص مساحات مليئة بالأنشطة الإبداعية، مثل ورش الحرف اليدوية والرسم  وفن الطباعة اليدوية والتلوين على الفخار للأطفال، وهو ما يعزز خيالهم. أما للكبار فيحتضن المهرجان سلسلة من الأنشطة الثقافية الغنية التي تشمل محاضرات وندوات حول قضايا فنية وتراثية، وجلسات تتيح الفرصة للتفاعل مع مفكرين ومبدعين من مختلف المجالات.

18