مهرجان قرطاج ينقل عروضه السينمائية إلى السجون التونسية

تستعد السجون التونسية لتنظيم فعاليات خاصة تقام بمناسبة مهرجان أيام قرطاج السينمائية لتكون الأفلام الأجنحة التي تحلق بالمساجين خارج القضبان الحديدية لزنزاناتهم. وتعد هذه التظاهرة مبادرة فريدة من نوعها، لا سيما أنها تتزامن مع احتضان السجون التونسية لتظاهرة ثقافية أخرى هامة في تونس هي مهرجان أيام قرطاج المسرحية ليكون للثقافة حضور قوي ضمن الأنشطة الترفيهية للمساجين.
تونس – لم تستثن السلطات التونسية المساجين من حضور مهرجان أيام قرطاج السينمائية، إذ تم تنظيم دورة خاصة بالسجون التونسية من ضمن فعاليات المهرجان الأصلي يتم خلالها عرض الأفلام المشاركة.
وتنطلق الأحد المقبل في 6 سجون تونسية، الدورة الرابعة لـ”أيام قرطاج السنمائية داخل السجون”، والتي يستفيد منها 500 سجين.
وانطلقت أولى دورات هذه التظاهرة، التي تنظمها إدارة “أيام قرطاج السينمائية”، بالتنسيق مع وزارة العدل وبالشراكة مع المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، سنة 2015.
وتعد هذه المبادرة الأولى عربيا وأفريقيا، وتفتتح فعالياتها داخل السجون لتستمر حتى يوم 9 من الشهر نفسه.
وتقدم هذه التظاهرة في إطار فعاليات الدورة الـ29 للمهرجان، التي تنطلق بداية من السبت المقبل وحتى 10 من الشهر نفسه.
وقال مدير الدورة الـحالية للمهرجان نجيب عياد خلال مؤتمر صحافي الأربعاء بالعاصمة تونس، إن “أيام قرطاج السينمائية ستوفر الفرصة لـ500 سجين للتمتع بمشاهدة أفلام سينمائية من إعداد المهرجان، بعد أن كانت الدورات السابقة تتيح مشاهدتها لسجناء لا يتجاوز عددهم 150”.
وتابع عياد أن الأفلام ستعرض في 6 سجون بمختلف أنحاء البلاد. وسيكون افتتاح الدورة الرابعة التابعة لهذا المهرجان السينمائي في سجن المرناقية بولاية منوبة بفيلم تونسي تحت عنوان “في عينيا” لنجيب بالقاضي. فيما سيكون الختام في سجن المهدية بفيلم وثائقي تونسي تحت عنوان “عالسكة” لرضوان بن عمار.
أيام قرطاج السينمائية ستوفر الفرصة لـ500 سجين للتمتع بمشاهدة أفلام سينمائية بعد أن كانت الدورات السابقة تتيح مشاهدتها لسجناء لا يتجاوز عددهم 150
وسيتم تقديم 5 عروض سينمائية، بينها فيلم مصري “أمل”، وجزائري بعنوان “آخر أيام زمان”، وتونسي “غزالة”.
وقال سفيان مزغيش المتحدث باسم إدارة السجون التونسية، إن “الإدارة تعمل على تقديم خدمة اجتماعية للسجناء كي يستعيد السجين مواطنته”. وتابع ”تعمل الإدارة العامة للسجون على تحسين علاقة السجين بأعوان (حراس) السجون”.
وأضاف أن “سلب الحرية لا يعني أن يفقد السجين بقية حقوقه الثقافية لأن الإبداع الثقافي يعمل على غرس قيم التسامح”.
وفي ما يتعلق بتمكين المدانين بالإرهاب من متابعة العروض، أوضح مزغيش أن “السلطة التقديرية تبقى لإدارة السجون”.
وأوضح أنه “سيتم قريبا بعث (بث) إذاعة داخلية في السجون بالاتفاق مع وزارة الشؤون الثقافية”.
وكانت وزارة العدل قد أعدت في وقت سابق برنامجا ثقافيا خاصا بالسجون يبث عروضا مسرحية وسينمائية لا سيما خلال أبرز التظاهرات التي تعيشها البلاد والمتمثلة أساسا في مهرجاني أيام قرطاج المسرحية وأيام قرطاج السينمائية.
كما أحدثت إدارات البعض من سجون البلاد نوادي للمسرح للمساجين يديرها أساتذة مسرح وممثلون معروفون. والعام الماضي عرض واحد من أهم المسارح التونسية عملا مسرحيا أبطاله مساجين. وتم تقديم مسرحية “الوجيعة” (الوجع) على خشبة مسرح “التياترو”، بالعاصمة تونس بمناسبة مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها السابقة. والعمل هو أول عرض مسرحي عربي من تمثيل مساجين حقيقيين.