مهرجان بعلبك يرتحل إلى بيروت

المهرجان يُعدّ رافدا سياحيا يجذب السياح والمغتربين اللبنانيين للمدينة التي لا تغيب عنها الشمس حيث تجتمع في قلعة بعلبك.
الأربعاء 2024/07/24
أضواء الفرح تنطفئ

تتوقف القلعة المكللة بالعواميد الستة والمرصعة بجمالية أثرية فريدة من نوعها، عن التهليل بعشاق الفن وجهابذة الطرب والمغنى، وتم اختصار حفلات مهرجانات بعلبك إلى حفلة واحدة للعزف على العود بسن الفيل، إحدى ضواحي بيروت.

بيروت - تشكّل حفلة موسيقية واحدة لفنانين لبنانيين وفلسطينيين في أغسطس المقبل في ضواحي بيروت بديلاً “رمزياً” هذه السنة لإقامة مهرجانات بعلبك الدولية ببرنامجها المعتاد وفي موقعها المألوف شرق لبنان، على ما أعلن المنظّمون الاثنين، في ظل استمرار المواجهات في جنوب لبنان.

ويُعدّ المهرجان رافدا سياحيا يجذب السياح والمغتربين اللبنانيين للمدينة التي لا تغيب عنها الشمس حيث تجتمع في قلعة بعلبك، الشاهدة على عراقتها والتي أتقن الرومان بناءها، مكّللةً بالعواميد الستة، مرصعةً بجمالية أثرية فريدة من نوعها عشاق الفن بجهابذة الطرب والمغنى لتملأ البلاد فرحا ورقصا.

أشارت إدارة مهرجانات بعلبك في بيان إلى أنه “على الرغم من الأحداث الأمنيّة المؤلمة التي تعصف بالمنطقة وبلبنان، تودّ مهرجانات بعلبك الدوليّة التأكيد على أهمية الثقافة كحافز للوحدة والسلام. وفي عالم يتّسم بالسلبيّة، يظلّ التزامنا برسالتنا الثقافية ثابتاً، لا يتزعزع”.

وأوضحت أن حفلة عزف على العود بعنوان “أوتار بعلبك” تقام في 29 أغسطس المقبل في سن الفيل، إحدى ضواحي بيروت، على خشبة مسرح فرقة كركلا الراقصة التي يتحدر مؤسسوها من بعلبك وشاركت أكثر من مرة في مهرجانات المدينة.

ويحيي هذه الحفلة في قسمها الأول الفنان اللبناني شربل روحانا ترافقه فرقته السداسية، وفي قسمها الثاني فرقة “الثلاثي جبران” الفلسطينية، في صالة تتسع لـ450 شخصاً.

وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج، “كنا نحضّر في الأساس منذ ثلاثة أشهر لحفلة تقام بين أعمدة معبد باخوس في قلعة بعلبك، وكان أملنا أن الوضع الأمني سيسمح لنا بتقديم حفلة واحدة على الأقل، لا تكون عادية بل رمزية تحمل رسالة مرتبطة بالأوضاع التي نمر فيها”.

Thumbnail

وتابعت قائلة “من هنا انطلقت فكرة إقامة حفلة عزف على العود مع فنانين لبنانيين وفلسطينيين، نجمعهم في عمل واحد لإبراز قوة لغة الحوار بالموسيقى كحافز للسلام والوحدة والأمل”.

وأشار بيان إدارة المهرجان إلى أن “هذا الحدث الموسيقي المزدوج الفريد يهدف إلى الإضاءة على أهميّة الحوار والتناغم الثقافي ردّاً على العنف المحيط بنا”، مشدداً على أن التزام المهرجان “ثابت ولا يتزعزع برسالته الثقافية”.

ويسيطر شلل شبه تام على السياحة في لبنان بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل، وتتأثر مدينة بعلبك بشكل خاص لاعتبارها تاريخيا تعد وجهة سياحية يأتيها العرب والأجانب والمغتربون ما جعل من مهرجانات بعلبك الدولية مناسبة لتحريك العجلة الاقتصادية الراكدة.

يتنفّس أهالي بعلبك الهرمل الصعداء مع بداية كل موسم سياحي، وتباشير فصل الصيف الذي يطلّ معه زوّار الهياكل الرومانية ومحبو السياحة من كل حدبٍ وصوب، ومعهم تغمر أسواق المدينة ومطاعمها وفنادقها الزحمة، وتعلو الفرحة وجوه أصحابها.

أكد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار أن مهرجانات بعلبك ستلغى بسبب الوضع الأمني، ومشيرا إلى أن مهرجانات صيدا وصور قائمة ونحضر شيئا رائعا.

Thumbnail

وفي وقت سابق أوضح رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل أنّ «الأمر مرتبط بواقع الحرب التي تشنّ على لبنان ويصيب جزء منها مدينة بعلبك، والموسم السياحي هو موسم المغتربين الذين يقيّمون الوضع بحسب الواقع الأمني، وبعد الاستقرار الذي شهدناه سابقاً، استجدّ موضوع الحرب الذي يتحكّم بالمجريات ومجيء السيّاح، وما يقام من أنشطة وبرامج سياحية هو في سبيل تشجيع المغترب على قضاء عطلة الصيف في لبنان. وقمنا في بعلبك بعدة نشاطات من إنارة الوسط التجاري وإبقاء الإنارة حتى عيد الأضحى، إضافة إلى نشاطات أخرى من أجل جذب السياحة الداخلية وهي إلى الآن خجولة جداً، والسياحة الأجنبية شبه معدومة».

وأعربت دو فريج عن تفهّمها للمواقف المعترضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عدم إقامة المهرجان في بعلبك “وخصوصاً أن أهالي بعلبك ينتظرونه من سنة إلى أخرى”، لكنها أكدت أن “الخيار كان بين توقّف المهرجانات هذه السنة، أو إقامتها في بيروت”.

وكانت دو فريج، تعتبر أن الحفلات المتنوعة في مهرجان بعلبك تبرز صورة لبنان التنّوع، ودعت أهالي المدينة إلى أن “يتفهّموا أيضاً قرار إدارة المهرجانات إذ أنها لا يمكن أن تتحمل مسؤولية ترك الناس يخاطرون، نظراً إلى احتمال حصول تطور أمني” بسبب المواجهات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله منذ نحو عشرة أشهر، وتعرّض بعض المناطق في شرق لبنان، حيث تقع بعلبك، لضربات جوية إسرائيلية.

وسبق لمهرجانات بعلبك أن نقلت حفلاتها في العام 2013 من “مدينة الشمس” إلى خان الحرير في منطقة جديدة المتن بضواحي بيروت بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بارتدادات الحرب في سوريا المجاورة، وفي 2014 استطاعت أن تقيم حفلة الافتتاح في بعلبك فيما توزعت حفلاتها الثلاث الأخرى على موقعين مختلفين.

18