مهرجان الممالك القديمة يحتفي بالتاريخ في العلا وخارجها

انطلقت فعاليات "مهرجان الممالك القديمة" في محافظة العلا، مستعرضة إرث الحضارات القديمة، حيث يجمع المهرجان بين الأصالة والحداثة ليوفر تجربة ثقافية فريدة من نوعها تستمر حتى الثلاثين من نوفمبر.
الرياض - يحتفل مهرجان الممالك القديمة، الذي يُعقد في العلا حتى الثلاثين من نوفمبر، بالتاريخ الغني للحضارات القديمة التي ازدهرت ذات يوم في المنطقة.
يجمع المهرجان بين التراث والثقافة من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك الأنشطة النهارية والجولات الاستكشافية والرحلات الليلية المستوحاة من القصص القديمة، وكلها بقيادة فرق متخصصة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
ويقدّم المهرجان تجربة عائلية مليئة بالأنشطة التفاعليّة والترفيهيّة التي تتجاوز في روعتها النسخ السابقة من المهرجان. يتضمن هذا المهرجان استعراضا لآثار العُلا التاريخية والمناطق المحيطة بها، ليسلط الضوء على أسرار التاريخ وحكايا الممالك القديمة التي سكنت المنطقة.
يتضمن برنامج المهرجان ما يلبي تطلعات الزوار، بما في ذلك التجارب النهارية المميزة وأنشطة المغامرة والتجارب الفنية المسرحية بعد غروب الشمس، وغيرها من الفعاليات المصممة لإبهار الضيوف بإلهام من تراث العُلا الأصيل.
منذ انطلاقه، يحتفي مهرجان الممالك القديمة بتاريخ العُلا العريق، مُستعرضا دورها المحوري على طول طريق البخور القديم، ومتيحا الفرصة للزوار لاكتشاف أسرار التاريخ بطريقة مبتكرة من خلال تجارب غنية ومشوقة.
ومن أبرز ما يميز المهرجان هذا العام معرض “روائع مان” من المتحف الأثري الوطني في نابولي، والذي يقام في قاعة مرايا الثقافية.
ولأول مرة في المملكة العربية السعودية، يمكن للزوار استكشاف إرث ثوران جبل فيزوف في عام 79 م من خلال القطع الأثرية من بومبي وهركولانيوم، المدن الرومانية المدفونة تحت الرماد البركاني. كما يتم عرض قطع من مجموعة فارنيزي الشهيرة التي تضم الفن اليوناني والروماني القديم.
وتشمل التجارب الفريدة الأخرى فعالية “الحجر بعد الظلام” في أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، وعروض الطائرات بدون طيار، وسلسلة حفلات “الحجر الكلاسيكية المضيئة بالشموع”.
كما يمكن للزوار الانضمام إلى جولة “البحث عن الممالك القديمة” في وادي النعام، المعروف بتكويناته الصخرية الدرامية.
تقدم “تجربة طريق البخور” في البلدة القديمة في العلا رحلة غامرة عبر الأزقة الضيقة المليئة بالمباني التقليدية المبنية من الطوب اللبن. تمزج التجربة بين العروض الحية والتكنولوجيا الحديثة لسرد القصص التفاعلية، وكشف النقاب عن الكنوز الأثرية في مزيج آسر من الماضي والحاضر.
انضم المتحف الأثري الوطني في نابولي مؤخرا إلى شبكة الشركاء الثقافيين للجنة، حيث تعاون مع مؤسسات التراث والتعليم من المملكة المتحدة وفرنسا والصين وإيطاليا من أجل الحفاظ على تراث العلا الذي يعود تاريخه إلى 20 ألف عام ودراسته والاحتفال به.
تأسس المتحف عام 1777، وهو معلم بارز في إحدى عواصم التراث في إيطاليا. ويضم البعض من أكثر القطع الأثرية الثقافية قيمة في أوروبا، بما في ذلك التماثيل الرومانية واليونانية المحفوظة جيدا بشكل استثنائي، والقطع البرونزية، والفسيفساء، والأعمال الفنية الأخرى.
وفي نوفمبر 2022، دشنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، مهرجان “الممالك القديمة” الذي يربط العلا مع محافظتي تيماء وخيبر، عبر تجارب ثقافية تاريخية متنوعة.
ويعزز المهرجان تجارب ثقافية عبر قصص تعود إلى الآلاف من السنين، وتعبُر بين الحضارات والممالك العربية القديمة، إلى جانب ربطها بين الثقافات المتنوعة عبر التاريخ.
وتعرف تيماء قديما بموقعها الفريد على طريق البخور التاريخي، وتعد أحد الكنوز الأثرية التي تتواصل بها الاكتشافات الأثرية، فيما تعد خيبر أحد أهم الأماكن التاريخية، وتشتهر بسوقها التجاري وطبيعتها الجغرافية، بالإضافة إلى المصائد الحجرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
أما مدينة الحجر التاريخية فتعد أحد أبرز المواقع ضمن مهرجان الممالك القديمة التي تعبر عن الحضارة النبطية، كما تعد مركزا حيويّا على طريق البخور، وهي أحد المواقع الموجودة اليوم على الخارطة العالمية للمعالم التراثية وفق تصنيف اليونسكو.
وتجسد العلا درة المواقع السياحية والتاريخية بالمملكة العربية السعودية، لذلك لم يكن مستغربا أن تكون الحِجر أول المواقع السعودية المسجلة في مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وسبق أن نالت محافظة العلا، أول اعتماد في الشرق الأوسط من المنظمة الدولية للوجهات السياحية “ديستينيشنز إنترناشيونال” كشهادة على تقدمها في تحقيق رؤيتها لإعادة رسم ملامح التميز السياحي عالميا وفق أسس خلق اقتصاد مستدام يهدف إلى نفع المجتمع المحلي.
من جانبه، عدّ فيليب جونز رئيس قطاع السياحة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، استكمال البرنامج بنجاح علامة فارقة ومهمة للوجهة، مؤكدا سعيهم لتطوير صناعة السياحة والنظام البيئي للعلا الذي “يعد الأفضل في فئته.”