مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يحتفي بالمهرّج ومفاجآته المُبهجة

بالتوازي مع العروض المسرحية تقام على امتداد أيام المهرجان الستة مجموعة من الورشات التدريبية الهامة.
الاثنين 2021/12/06
فن المهرّج.. أفكار عميقة بأداء بسيط

القاهرة- تنطلق في الرابع عشر من ديسمبر الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بمشاركة ست عشرة مسرحية عربية وأجنبية تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان.

وتتوزّع العروض المتنافسة بين ستة عروض أجنبية وعشرة عربية وهي: “أنتيغون” من اليونان، “مامي واتا” من المملكة المتحدة، العرض المشترك الإيطالي – الدنماركي “يوم عادي في حياة الراقص غريغور”، المسرحية الأوكرانية “كاليغولا”، “اتفاقات مع الإله” الألمانية، “ماريا زيتون” من إندونيسيا، “الملهاة الأخيرة” من الإمارات، “هدوء تام” من البحرين، “الخنزير” من السعودية، “المدينة لي” من المغرب، “النسر يسترد أجنحته” من السودان، “منطق الطير” من تونس، و”أميديا” و”970″ من فلسطين. فيما تُشارك مصر البلد المنظم بعرضين، وهما: “ديفيليه” إنتاج فرقة الرقص المسرحي الحديث المصري و”الجوزاء” إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وبالتوازي مع العروض المسرحية تقام على امتداد أيام المهرجان الستة (يختتم في التاسع عشر من ديسمبر) مجموعة من الورشات التدريبية الهامة، لعلّ أبرزها ورشة “فنون التهريج” التي تشرف عليها الفنانة السويسرية غاردي هاتر، وهي ورشة قائمة على التدريب على فنون الارتجال وطرح أفكار لتطوير قصة تحمل مفاجأة للجمهور، وتقوم المدربة فيها بتدريبات مكثفة على الأداء الصوتي وعلى الأداء الحركي للجسم، بالإضافة إلى تمارين كثيرة في الاسترخاء، وتطلب من الحاضرين إحضار أفكارهم وإكسسواراتهم وأزيائهم من الملابس المختلفة لديهم لتلقي نظرة عليها وتقوم بتوظيفها.

غاردي هاتر: من السهل أن تكون معقّدا، لكن أن تكون بسيطا فهذا هو المعقّد

والورشة تحمل في مضمونها فكرة مهمة وهي “من السهل أن تكون معقّدا، لكن أن تكون بسيطا فهذا هو المعقّد”، فالمهرج يحتاج إلى أفكار واضحة ومنطقية وجذرية ومفاجئة ربما تكون بسيطة من خارجها، لكنها تحمل الكثير من العمق بداخلها.

والمدربة غاردي هاتر قدّمت من قبل تسعة عروض مهرّج للمسرح وعرضا للسيرك، ومنذ العام 1981 قدّمت ما يقارب عن ثلاثة آلاف وسبعمئة عرض في أربع وثلاثين دولة، وحصلت على تسع عشرة جائزة بين محلية ودولية.

وبالتوازي مع ورشة “فنون التهريج” يقدّم المخرج جون فريمان ورشة بعنوان “إبداع المشهد التمثيلي” متاحة للمحترفين والهواة، وهي ورشة سيتمّ خلالها تشجيع المشاركين فيها على اكتشاف الكثير من العناصر الإبداعية بداخلهم، حيث سيتفاعل المشاركون مع ستة أنماط للأداء وهي: التقليد، الإشارة، التعبير، الاستعارة، الوصف والواقع.

وجون فريمان هو أستاذ للمسرح بجامعة هدرسفيلد المصنفة ضمن أفضل ثلاثين جامعة تدرّس الفنون المسرحية في جميع أنحاء العالم، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة برونيل بلندن، كما أنه أستاذ في المسرح بجامعة نوتردام بأستراليا الغربية، وله سلسلة من الكتب والمقالات الموسعة عن تدريب الممثلين، وقام بتعليم وإخراج الكثير من العروض الفنية في العشرات من البلدان، كما تمّ نشر الكثير من أعماله في المجلات الدولية.

أما ألكسندر يانس فيقدّم ورشه بعنوان “تكنولوجيا خشبة المسرح” والتي يتمّ توجيهها خصيصا لفناني المسرح من مخرجين ومدربين ومصمّمين، وكذلك فناني الرسوم المتحركة ولكل من يريد توسيع آفاقه واكتساب خبرات جديدة، على ألاّ يزيد عدد المشاركين في الورشة عن عشرة متدربين كحد أقصى.

وألكسندر يانس من مواليد العام 1982، وهو من رواد الإعداد المرئي وتصميم وتركيبات الوسائط المتعدّدة بالمسرح، ويستخدم يانس أساليب التكنولوجيا الجديدة في إنشاء وتصميم وتصوير واستخدام المجسم ثلاثي الأبعاد والواقع الافتراضي وربطها بالتقنيات التناظرية والتقنية والبصرية.

وتقدّم المخرجة والمنتجة اللبنانية لينا خوري ورشة بعنوان “كيفية التحضير لتجربة أداء”، حيث تعمل الورشة على تدريب المشاركين لتقديم مونولوغ ناجح للكاستينغ، وسيكون التركيز على فهم النص والهدف منه، وكيفية تجسيد الشخصية وإبراز الموهبة والمؤهلات المميزة للممثل، وكذلك كيفية استعمال الجسد والصوت وإثبات الحضور والتدريب على الليونة في أخذ تعليمات المخرج وتنفيذها.

ومدّة الورشة ثلاث ساعات، وسيتمّ فيها اختيار عشرة مشاركين كحد أقصى على أن يحضّر من يتمّ اختياره في الورشة مونولوغا كوميديا أو تراجيديا مدّته من دقيقة إلى دقيقتين لتطبيق أهداف الورشة عليه وكذلك دراسة نقاط المزايا والضعف لكل مشارك.

واللبنانية لينا خوري من مواليد العام 1976، وتعمل كمخرجة وكاتبة ومنتجة وأستاذة للتمثيل، وقدّمت ورش عمل في التمثيل وكتابة السيناريو والإخراج للمسرح والسينما والتلفزيون في مؤسسات مختلفة في بيروت من بينها الجامعة اللبنانية الأميركية والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا والجامعة اللبنانية.

كما تقدّم الفنانة التونسية سيرين قنون ورشة بعنوان “التفصيل التشريحي للشخصيات” لتُساعد المشاركين في الورشة على استكشاف التفصيل التشريحي لأجسادهم من أجل تجميع الشخصيات المختلفة التي يجسّدونها في مختلف الإبداعات المسرحية على أفضل وجه.

وخلال الورشة تقوم قنون برحلة استكشافية مع المتدربين للتعرّف على الجوانب التشريحية والعاطفية لأجسادهم، وتهدف هذه الطريقة إلى بناء وتركيب الشخصيات التي يجسّدونها، مع بعض التمارين التي تمكّن الفنان من التحكّم في معدل تنفسه واستيعاب وظيفته النفسية كي يستطيع أن يؤدّي دوره بأحسن صورة دون اللجوء إلى الكلام، وسيكتب المشارك جملا بجسده ويطوّر القدرة على السماع، ويشعر بجسده ويعبّر عن نفسه عضويا.

وسيرين قنون هي مديرة مسرح الحمراء بتونس، وممثلة ومخرجة مسرحية، وبعد تخرّجها في جامعة السوربون بباريس وحصولها على الماجستير في اختصاص الفنون المسرحية، اكتسبت خبرة مهنية طويلة في فرنسا من خلال عملها في مجال برمجة التظاهرات الفنية لصالح العديد من الشركات الدولية، وهي أيضا مدرّبة متخصّصة في الحركة والجسد بالمركز العربي الأفريقي للتكوين والبحوث المسرحية.

وفي باب الندوات الفكرية يناقش المهرجان محور “التجريب بين الإنتاج والتلقي” ضمن ثلاثة محاور رئيسية، وهي: تأثير جهة الإنتاج بما تمنحه من مقدرات إنتاجية وأدوات عمل على التجريب في المسرح، ودور المؤسّسات البحثية والعلمية في التأثير على الإنتاج والتلقي والتجريب، وأخيرا فلسفة المؤسّسات الإنتاجية للمسرح.

15