مهرجان الرياض يسعى لتعزيز الاستثمار في قطاع الصقارة

يوفر المهرجان منصة للصقارين السعوديين والعالميين لعرض مهاراتهم والتنافس على جوائز كبيرة تتجاوز 36 مليون ريال. الفعالية تسلط الضوء على القيمة الثقافية والاقتصادية والبيئية للصقارة.
الرياض - يقام مهرجان الملك عبدالعزيز للصقارة حاليا في مقر نادي الصقور السعودي في ملهم شمال الرياض. ويستمر المهرجان حتى التاسع عشر من ديسمبر.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية السبت بأن فعالية هذا العام “تمثل علامة فارقة مهمة بمشاركة العديد من الشركات والمؤسسات التجارية، مما يوسع نطاق الحدث إلى ما هو أبعد من الصقارين الأفراد.”
وأبرز المتحدث الرسمي للنادي وليد الطويل التركيز الإستراتيجي للنادي على جذب الاستثمارات لقطاع الصقارة، وأوضح أن النادي يهدف من خلال الحفاظ على تراث الصقارة وتعزيز قيمته البيئية والثقافية والاقتصادية إلى المساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز الهوية الثقافية للوطن.
ويوفر المهرجان منصة للصقارين السعوديين والدوليين لعرض مهاراتهم والتنافس عبر مختلف الفئات بهدف التأهل لجولات سيف الملك المرموقة والفوز بجوائز كبيرة يبلغ مجموعها أكثر من 36 مليون ريال سعودي (9.6 مليون دولار). كما سيستضيف المهرجان مسابقة ملكة جمال الصقور، احتفالا “بروعة هذه الطيور”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وفي الوقت نفسه، يخلف الصقار الموهوب من ذوي الإعاقة الجسدية مساعد الرشيدي تأثيرا ملحوظا في المهرجان. وكتبت وكالة الأنباء السعودية “بدأ اهتمام الرشيدي بالصقارة قبل 18 عاما عندما تعلم تعقيدات الحرفة من أصدقائه. ومع مرور الوقت، تعمق حبه لهذه الرياضة، وأصبح صقارا ماهرا”.
يمثل مهرجان هذا العام أول ظهور له، ممثلا بفخر لمحافظة حفر الباطن. وأشاد الرشيدي بالتنظيم الاستثنائي للمهرجان وأعرب عن امتنانه للضيافة الحارة والمرافق الممتازة التي يوفرها النادي، فضلا عن “دعمه الثابت للحفاظ على تراث الصيد بالصقور”.
يعد المهرجان حاملا للأرقام القياسية العالمية ثلاث مرات في موسوعة غينيس لاستضافة أكبر تجمع للصقور في العالم. ويجمع المهرجان بين كبار الصقارين من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالتراث الثقافي للصقارة وتشجيع المنافسة وضمان استدامته للأجيال القادمة.
صرح الرئيس التنفيذي للنادي طلال الشميسي بأن الهدف الأساسي للمهرجان هو “النهوض بالصيد بالصقور كهواية ثقافية مع الحفاظ على هذا التقليد العربي وتعزيزه.”
وقال إن النادي يأمل في وضع الصقارة كـ”عامل جذب سياحي وتراث رئيسي، وتعزيز الفخر الوطني وإشراك الأجيال الشابة في بيئة تنافسية وحيوية.”
ويرى الصقار الإماراتي بطي بن سالم الكتبي أن مسابقات الملواح تهدف إلى تسليط الضوء عالميا على الموروث الثقافي للصقارة، والمحافظة عليه عبر نقله إلى الأجيال القادمة، عادا إقامة مثل هذه المهرجانات لإكساب الصقارين المشاركين الخبرة في هذا المجال، وحث الجمهور على المشاركة في المسابقات المقبلة.
وشارك الكتبي بصقوره في المهرجانات الخليجية التي تتيح مشاركات الدوليين، في السعودية والإمارات وقطر، وتوجت صقوره المشاركة بعدد من الكؤوس، منها كأس العلا للصقور لفئة الجير شاهين، والتبع، والبيور وغيرها.
و”الصقارة” ترمز للشجاعة والقوة عند العرب، حسبما ذكر الصقار فواز نايف العويضة، مبينا أن هذه الهواية نشأت منذ زمن قديم، وعرفت في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وآسيا وأوروبا، وهي بمثابة مسابقة رياضية لها أنظمتها في بعض الدول.
ويقوم الصقارون بصيد الصقر نفسه أحيانا، ومن ثم يتم ترويضه حتى يشعر بالألفة ويأنس إلى الصقار، تلي ذلك مرحلة تدريب الصقر على الصيد، وبعد اكتمال ترويضه وتدريبيه، يُترك له المجال للتحليق بحرية.
وتجسد هواية “الصقارة” الموروث السعودي وثقافة الجزيرة العربية، وهي رمز شموخ وفخر واعتزاز بالهوية والقيم الأصيلة، وتقاليد تتناقلها الأجيال عن الآباء والأجداد، وبحسب وزارة الثقافة تعد “الصقارة” هواية وهوية، من عناصر الثقافة السعودية، تحمل دلالات ورمزيات اجتماعية وثقافية، وتحكي حكاية صداقة بين الصقر والصقار، كما أنها إرث عالمي حيث تم تسجيل “الصقارة” في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2016.
ويتجسد اهتمام المملكة والمواطنين بهذا الموروث في عدد من الفعاليات منها كأس العُلا للصقور، الذي أقيم مؤخرا كحدث سعودي عالمي، تنافس فيه أكثر من ألفي متسابق في مسارات “كأس العُلا للصقور” للظفر بالجائزة الأغلى البالغة 60 مليون ريال.
ومن أبرز فعاليات الصقور التي تقام في المملكة كذلك معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، والمزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، ومزاد نادي الصقور السعودي، ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور.