مهرجان البتراء الضوئي ينير سحر المدينة الوردية

زوار مدينة البتراء الأردنية يعيشون على وقع تجربة رقمية ثلاثية الأبعاد ومتعددة الحواس.
الثلاثاء 2023/04/25
التاريخ تحت الأضواء المعاصرة

تعيش مدينة البتراء التاريخية أجواء ساحرة لمدة عشرة أيام من خلال مهرجان يجمع بين الضوء الديناميكي والموسيقى والروايات التعبيرية بتصاميم لنخبة من أشهر الفنانين البصريين العالميين، وذلك لاستقطاب المزيد من السياح لأحد عجائب الدنيا السبع.

البتراء (الأرن) - يستمتع زوار مدينة البتراء الأردنية، التي سماها القدماء المدينة الوردية، بعرض متعدد الوسائط يجمع بين الضوء الديناميكي والموسيقى والروايات التعبيرية في مهرجان البتراء الضوئي الذي أنطلق الأحد ويستمر حتى الثالث من مايو.

وفي حفل الافتتاح استمتع الزوار بمشاهدة عروض مذهلة للضوء والصوت وعيش تجربة رقمية ثلاثية الأبعاد ومتعددة الحواس.

وتمت إضاءة واجهة الخزنة بتصاميم لنخبة من أشهر الفنانين البصريين العالميين من الأردن، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، المجر، تركيا وإندونيسيا.

ويهدف المهرجان الذي يحمل شعارا تحت عنوان “ولادة جديدة” إلى تكريم حضارة الأنباط الغنية والاحتفاء بها من خلال دعوة الزوار إلى اكتشافها، حيث يبتعد المهرجان عن التصورات الشعبية للقصص التاريخية، ويركز على ثقافة الأنباط وطقوسهم وتنويرهم للعالم، من خلال استخدام فن الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد بطريقة محترفة لا تضر أو تؤثر على الموقع الأثري، لتكون تجربة فريدة تعيش في الذاكرة.

وتتواصل على مدى عشرة أيام عروض جذابة ومبهرة للأضواء الملونة، لإبراز جمال البتراء وسحرها المنحوت في الصخر، وأبدى ضيوف المهرجان في حفل الافتتاح إعجابهم بالعرض الضوئي الذي نفذ على طول السيق واستمر حتى الواجهة الخارجية للخزنة، ورأوا بأنها طريقة مبتكرة من أجل الترويج لأحد كنوز الأردن الوطنية ولأشهر مناطق الجذب السياحي في العالم.

وقالت لانا أبوجود، حاضرة في المهرجان، “من أعظم الأشياء التي كنت أشاهدها دائما هي البتراء الوردية، لكن اليوم شاهدتها بأضواء كثيرة وجديدة وانفعال بين الأضواء بـ’الثري دي’ جعلنا نتابع عالما كان موجودا لكننا لم نكن نعرف عنه شيئا، هذا التنسيق في الأضواء أبرز  تاريخا لم نكن نتخيله في هذه المنطقة”.

وتداول الزوار صورا ومقاطع فيديو للمدينة الوردية بأشكال مختلفة غير التي عرفوها سابقا جراء المؤثرات الضوئية والصوتية التي استخدمت في المهرجان، مبدين إعجابهم واستمتاعهم بالعروض.

وقال أحد الحاضرين “لا أستطيع أن أتخيل مدى روعة المزج بسلاسة بين هذا الموقع الأثري الرائع مع العديد من الأضواء والتقنيات الرائعة والفريدة من نوعها من العديد من الفنانين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم”.

أجواء ساحرة
أجواء ساحرة

وأضاف “العالم بات يؤمن بأهمية التكنولوجيا وكيف لها تأثير على تجاربنا اليومية. هذه المعرفة قوة ويجب أن توضع القوة في شيء ذي مغزى وتكريس التكنولوجيا لتعكس جمال الأردن”.

وقال رئيس مجلس مفوضي إقليم البتراء سليمان الفرجات “إن هذا المهرجان يأتي في الوقت المناسب من العام، ويتميز باستخدامه تقنيات تكنولوجية حديثة لعرض البتراء كموقع تراثي عالمي ولإبراز أهميتها كموقع تراثي سياحي رئيسي في البلاد”.

وبين أن المهرجان يأتي ضمن مجموعة من المشروعات السياحية، التي ستقام في البتراء لتنويع المنتج السياحي فيها ومنها البالون الثابت (منطاد بترا)، والعبارة الهوائية، ومهرجان قرية البتراء التراثية الذي سيبدأ في شهر مايو خلال صيف هذا العام.

وأضاف الفرجات “نحن متحمسون جدا لهذا المهرجان ونهدف إلى أن يكون مهرجانا سنويا يتم عقده في البتراء مستقبلا، في ظل سعي السلطة لتنويع المنتج السياحي المقدم لزوارها”.

وأكدت لانا السقا، المدير التنفيذي لشركة “أنا الأردن” المنظمة لهذا الحدث، أن المهرجان يسعى لأن يشكل وجهة سياحية بحد ذاته خلال السنوات القادمة، ليستقطب السياح من كل أنحاء العالم للمدينة التي تصنف كإحدى عجائب الدنيا السبع.

وأوضحت أن من خلال العمل الدؤوب والتعاون مع القطاع العام يمكننا إنشاء أنواع جديدة من الفعاليات المبتكرة والمستدامة، والتي تركز على دعم المجتمع المحلي وإنعاش القطاع السياحي والاقتصادي في المنطقة لتحقيق الأثر الإيجابي الذي نهدف إليه.

واعتبر المهندس أندريه صنوبر من شركة “أندريه فيجوالز” المتخصصة في الفن الإبداعي للرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد، أن هدف المهرجان هو تكريم حضارة الأنباط الغنية والاحتفاء بها من خلال دعوة الزوار إلى اكتشافها، حيث يبتعد المهرجان عن التصورات الشعبية للقصص التاريخية، ليركز على ثقافة الأنباط وطقوسهم وتنويرهم للعالم.

ويأتي ذلك بحسب صنوبر، “من خلال استخدام فن الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد بطريقة محترفة لا تضر أو تؤثر على الموقع الأثري، لنرتقي بالواقع المعماري للخزنة ونجعل هذه القصص تنبض بالحياة من خلال تجربة فريدة تعيش في الذاكرة”.

18