مهرجانات بعلبك تخفّف ألم اللبنانيين

مبادرة "شمس لبنان لا تغيب" تسعى إلى تشجيع الشباب الذي بوسعه الإبداع غناء وتأليفا وكتابة واختراع موسيقى جديدة، "حتى يقدم صورة إيجابية من لبنان للعالم".
الأحد 2021/07/11
الألم يتحوّل إلى أمل

أقامت مهرجانات بعلبك الدولية مساء الجمعة سهرة استثنائية بعنوان “شمس لبنان ما بتغيب” متحديّة بذلك الظروف السياسية والاقتصادية المتردية في لبنان، ومراهنة من خلالها على المواهب الموسيقية الشابة في محاولة لتوفير لحظة فرح في بلد منهك ومأزوم.

بيروت – تَحدّت مهرجانات بعلبك الدولية الانهيار الاقتصادي والاجتماعي غير المسبوق في لبنان بحفلة أقيمت مساء الجمعة، عُرضت خلالها مقاطع لموسيقيين لبنانيين شباب صُوّرت في مواقع أثرية مختلفة في شرق البلاد، في رسالة أمل للشباب بأنه بوسعه الإبداع والتغيير بالرغم من الألم.

وتمثلت المبادرة التي حملت عنوان “شمس لبنان لا تغيب” في عرض فيلم من 80 دقيقة، يتضمن عشر حفلات يمتدّ كل منها على حوالي ثماني دقائق، صُوّرت كلها الشهر الماضي في معابد مختلفة من العصر الروماني تتوزع في أرجاء منطقة البقاع، “غالبيتها غير معروفة من العامة”، بحسب المنظمين، مما أتاح للمشاهدين اكتشافها.

ورغم تأثير الأوضاع المحلية على هؤلاء الفنانين جاءت أعمالهم بمثابة متنفس للتعبير عما يتطلعون إليه من تغيير وأمل في الحياة.

وقال الموسيقي زياد سحاب إن الدولة اللبنانية “مهمتها الوحيدة تحويل مواطنيها إلى أناس همهم الوحيد التفكير في الأكل والشرب فقط.. بينما نحن نريد أن نغني ونشدو للحياة ونغيّر كل شيء”.

وأشار الملحّن وعازف الموسيقى زاف الذي قدم أغنية (ليش بدي أبقى) إن أعماله تتخذ شكل موسيقى البوب اللبناني، وتمنى أن يكون هذا المهرجان “فسحة أمل صغيرة لكل شيء يحدث من حولنا”.

وأضاف لوكالة رويترز “الفنان لا شيء يؤثر فيه إلا ما يحدث بداخله”.

وبرأيه فإن “بعلبك اليوم أكبر مثال على الفن الذي يبقى مع مرور الزمن، فرغم كل ما يمرّ على لبنان فإن بعلبك تقول لك إن الفن اللبناني هو الأمل الوحيد من أجل التغيير”.

وانطلقت الحفلات من معبد فينوس (بعلبك)، وحجر الحبلة لمقلع بعلبك، والطريق الروماني أو البازيليك المدني (بعلبك)، ومعابد نيحا، وقصرنبا، ومجدل عنجر، وعين حرشي، وهي معظمها مواقع غير معروفة من العامة حيث أعلنت مهرجانات بعلبك أنها ساهمت في إعادة اكتشافها بتعاون مع المديرية العامة للآثار.

Thumbnail

وتنوعت الموسيقى المقدمة بين الكلاسيك والفولكلور والروك والبوب والإلكترو والهيب هوب، والشرقي لإظهار الثراء الإبداعي للجيل الجديد وتقديم برنامج متناغم.

وشرحت رئيسة مهرجانات بعلبك نايلة دو فريج الطريقة التي اتبعتها إدارة المهرجان هذا العام والتي جاءت مختلفة عن كل السنوات الماضية قائلة “كنا غير قادرين على تنظيم مهرجان عادي، لأننا نعرف أن الظروف الصحية والمالية والاقتصادية والسياسية لا تسمح لنا بذلك”.

ولفتت إلى أن “الفكرة كانت أن نشجع الشباب، الجيل الجديد الطالع بالموسيقى، وأن بوسعه الإبداع غناء وتأليفا وكتابة واختراع موسيقى جديدة، حتى نقدم صورة إيجابية من لبنان للعالم”.

وتابعت قائلة إن “القائمين على الحدث أرادوا توفير لحظة فرح وحلم من خلال هذا الفيلم وإظهار الوجه الآخر للبنان وتحويل الألم إلى أمل”.

وأضافت دو فريج “شئنا أن نوفر للفنانين الشباب الذين يواصلون الإنتاج والإبداع في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية، منصة لكي يعبّروا عن أنفسهم ويظهروا فنهم ويحصلوا على فرص في لبنان وخارجه”.

وقد تم تصوير المقاطع الموسيقية عند غروب الشمس خلال شهر يونيو 2021 قبل أسابيع قليلة من حلول الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت.

وعلى مدى 80 دقيقة تولى المخرجون اللبنانيون باسم كريستو وشادي حنا وإيلي رزق وإميل سليلاتي وإنغريد بواب وميشال صليبا وميرنا خياط وروجيه غنطوس وسامر دادانيان، إخراج هذه الحفلات.

ولفت المخرج اللبناني شادي حنا إلى أن كل فرقة في المهرجان كان لها مخرجها الخاص، ووصف التجربة بأنها “كانت جميلة لأن الموسيقى ملهمة وصورت في القلعة الرومانية”.

أما المخرجة ميرنا خياط فقالت من مدرج بعلبك إن “الفنان عندما يأتي إلى بعلبك يصبح عالميا”. وأضافت “لبنان اليوم ينزف.. لكننا نريد أن ننزف رقصا وفنا وتصويرا، ولبنان لن يموت”.

Thumbnail
24