من سيعبّد الطريق للظفر بدوري الأبطال: السيتي أم سان جرمان؟

مواجهة متجددة تجمع غوارديولا وبوكيتينو.
الأربعاء 2021/04/28
صراع تكتيكي قوي

يواجه باريس سان جرمان الفرنسي وصيف النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا فريق مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي اليوم الأربعاء في ذهاب نصف النهائي لدوري الأبطال. وتأتي المرحلة قبل الأخيرة بعد أسبوع من الاضطرابات في مجتمع كرة القدم بسبب مشروع دوري السوبر الذي تم إحباط مخططه مؤخرا.

لندن – ستكون المواجهة المرتقبة اليوم الأربعاء في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الإنجليزي وضيفه باريس سان جرمان الفرنسي صراعا قويا واستثنائيا في عالم كرة القدم الأوروبية. ويرغب الفريقان في تذوق نكهة النجاح القاري للمرة الأولى، حيث ضمن أحدهما المشاركة في النهائي. وفاز سيتي على سان جرمان في طريقه إلى ظهوره الوحيد حتى الآن في المربع الذهبي لدوري الأبطال عام 2016، لكن الفريق الفرنسي مفعم بالثقة بعدما ثأر من بايرن ميونخ بطل النسخة الماضية للبطولة القارية، وفاز عليه في دور الثمانية.

ويريد الإسباني بيب غوارديولا مدرب سيتي تحقيق نتيجة إيجابية في فرنسا، أملا في إنهاء عقدته في دوري الأبطال حيث لم يفز باللقب منذ رحيله عن برشلونة الذي أحرز معه اللقب مرتين من قبل. حتى الآن لم ينجح كلا الفريقين في بلوغ الهدف المنشود مع أن سان جرمان كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه الموسم الماضي قبل أن يسقط في المتر الأخير أمام بايرن ميونخ الألماني.

تجدد الموعد

أما سيتي فكانت أفضل نتيجة له وصوله الى نصف النهائي عام 2016 حين توقف مشواره على يد عملاق المسابقة ريال مدريد الإسباني. والمفارقة أن وصول سيتي إلى نصف نهائي تلك النسخة كان على حساب منافسه المقبل سان جرمان بالفوز عليه في ربع النهائي 1 – 0 إيابا على ملعب الاتحاد بعد تعادلهما ذهابا في باريس 2 – 2.

والآن بعدما وقعا في مواجهة بعضهما البعض للمرة الثانية قاريا (تواجها في دور المجموعات لكأس الاتحاد الأوروبي موسم 2008 – 2009 حين تعادلا سلبا)، ستكون الفرصة قائمة أمامهما لبلوغ النهائي والحصول على فرصة الفوز باللقب المنشود. وستكون المواجهة قمة في الإثارة بين فريقين هجوميين يعجان بالنجوم وبقيادة مدربين محنكين يعرفان بعضهما البعض جيدا هما الإسباني بيب غوارديولا من ناحية سيتي، والأرجنتيني ماوريسبو بوكيتينو من الجهة المقابلة.

الإسباني بيب غوارديولا مدرب سيتي يريد تحقيق نتيجة إيجابية في فرنسا، أملا في إنهاء عقدته في دوري الأبطال

يجدد المدربان الموعد بعد أن تواجها لأعوام عدة في الدوري الممتاز حين كان بوكيتينو مدربا لتوتنهام. ويتفوق غوارديولا بشكل كبير على نظيره الأرجنتيني، بواقع عشرة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وخمسة تعادلات، من ضمنها مواجهاتهما التسع (5 انتصارات، 3 تعادلات وهزيمة واحدة) كمدربين للجارين اللدودين برشلونة وإسبانيول اللذين دافعا عن ألوانهما كلاعبين أيضا. ويدخل الفريقان اللقاء المرتقب بمعنويات مرتفعة، لاسيما سيتي القادم من تتويج بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة إثر الفوز في النهائي على فريق بوكيتينو السابق توتنهام 1 – 0 الأحد.

ويسير سيتي بثبات أيضا نحو استعادة لقب الدوري الممتاز من ليفربول بما أنه يتقدم بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه، جاره اللدود مانشستر يونايتد، فيما يخوض سان جرمان صراعا حاميا مع ليل من أجل الاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي الذي يتصدره الأخير بفارق نقطة عن نادي العاصمة قبل أربع مراحل على نهاية الموسم. وأقر غوارديولا، الفائز باللقب مرتين كمدرب لبرشلونة عامي 2009 و2011، بأن المواجهة مع سان جرمان ستكون صعبة للغاية، قائلا “من شبه المستحيل أن تسيطر على لاعبي سان جرمان طيلة الدقائق التسعين. علينا إنهاء مراجعة الفريق جيدا”.

وتابع “يملكون لاعبي النوعية، لا أتحدث هنا عن (البرازيلي) نيمار و(كيليان) مبابي فحسب، بل (الأرجنتيني أنخل) دي ماريا و(الألماني يوليان) دراكسلر عندما يلعبان. أتحدث عن نوعية لاعبين مثل (الأرجنتيني الآخر لياندرو) باريديس، و(الإيطالي المتعافى مؤخرا من كورونا ماركو) فيراتي، وعن الشخصية التي يلعب بها (الفريق)”. ورأى غوارديولا أن سان جرمان “منظم أيضا في الخلف لكننا في نصف نهائي دوري الأبطال وإذا لعبت ضد تشيلسي أو (ريال) مدريد، أو أي فريق آخر، فستكون المواجهة صعبة على الدوام”.

أرقام تاريخية

ويخوض سيتي اللقاء على خلفية 30 فوزا في آخر 33 مباراة خاضها ضمن جميع المسابقات، كما أنه لم يذق طعم الهزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم حيث فاز بجميع مبارياته باستثناء واحدة، وقد وصل إلى نصف النهائي بعدما تخطى بوروسيا دورتموند الألماني 4 – 2 بمجموع المباراتين.

أما سان جرمان الذي وصل أيضا إلى نصف نهائي الكأس الفرنسية حيث يلتقي مونبلييه في 12 مايو فيدخل لقاء ملعب الاتحاد على خلفية 7 انتصارات في مبارياته العشر الأخيرة ضمن جميع المسابقات، إحداها المباراة التي خسر فيها أمام ضيفه بايرن ميونخ 0 – 1 في إياب ربع نهائي دوري الأبطال لكن دون أن يؤثر ذلك على الثأر لخسارته نهائي الموسم الماضي، وذلك لفوزه ذهابا خارج ملعبه 3 – 2 بفضل ثنائية لمبابي الذي أقلق جمهور النادي الباريسي بخروجه مصابا أواخر مباراة الدوري ضد متز (3 – 1) بعد تسجيله ثنائية أيضا، لكن بوكيتينو طمأن المتابعين مصرّحا بأن الإصابة طفيفة. وقال الأرجنتيني بعد مباراة السبت “كيليان كان هادئا ومسترخيا. نأمل أن تكون مجرد أوجاع كدمة”، مطمئنا “لا نعتقد أنه أي شيء خطير”.

23