منظمات حقوقية سورية ترصد أرقاما كبيرة من الضحايا خلفها الصراع

لندن - ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011 إلى أكثر من 150 ألف شخص، حسب حصيلة جديدة أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرا.
وجاء في بريد إلكتروني للمرصد أنه وثق “مقتل 150344 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 من شهر مارس 2011، تاريخ مقتل أول شخص شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ 31 /03 /2014″.
ويعد عدد القتلى 51212 مدنيا بينهم 7014 طفلا، و58480 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و37781 من مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، بالإضافة إلى 2871 قتيلا مجهولي الهوية.
وبين القتلى المدنيين 7014 طفلا و5266 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، ويتألف مقاتلو المعارضة من جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد النظام وجهاديين ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
كما أشار المرصد إلى أن خسائر النظام تتوزع على الشكل التالي: 35601 من قوات النظام، و21910 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و364 عنصرا قتلوا من حزب الله اللبناني و605 مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات غير سورية.
وعبر المرصد عن اعتقاده بأن العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية أكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقها بدقة “بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية”.
ويقول المرصد إنه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا للحصول على معلوماته، وأشار في الحصيلة التي أصدرها إلى أن هناك أكثر من 18000 مفقود داخل معتقلات القوات النظامية، والآلاف ممن فقدوا خلال اقتحام القوات النظامية مناطق سورية عدة، وأكثر من 8000 أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها لدى مقاتلي المعارضة، بالإضافة إلى مئات المخطوفين لدى الأطراف المختلفة.
220 ألف قتيل الحصيلة المتوقعة للقتلى في سوريا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان
وقال المرصد، ومقره بريطانيا ويرصد العنف في سوريا عبر شبكة من النشطاء والمصادر الطبية أو الأمنية، إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير وقد يصل إلى 220 ألفا.
وحتى الآن فشلت المساعي الدولية لإنهاء الصراع بالجمع بين ممثلين من حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة، حيث قال وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي الأسبوع الماضي إنه من غير المرجح أن تستأنف المحادثات في وقت قريب.
من جهتها قدرت الأمم المتحدة في آخر إحصاء لها صدر في تموز 2013 أن عدد القتلى بلغ ما لا يقل عن مئة ألف، لكن المنظمة الدولية قالت إنها ستتوقف عن تحديث أرقامها لأن الوضع على الأرض يجعل من المستحيل الحصول على تقديرات دقيقة.
وقال المرصد إنه وثق مقتل 150344 شخصا منذ الثامن عشر من مارس 2011 حين بدأت قوات الأمن التابعة للأسد إطلاق النار على محتجين مطالبين بالإصلاح.
|
وذكر المرصد أن قرابة 38 ألفا من المقاتلين لقوا حتفهم، بينهم أعضاء في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا والدولة الإسلامية في العراق والشام وهي جماعة منشقة عن القاعدة تضم مقاتلين أجانب.
وقتل في الصراع الدائر منذ أربع سنوات أكثر من 58 ألفا من المقاتلين الموالين للأسد، بينهم أفراد من قوات الأمن والميليشيا المؤيدة للحكومة، إلى جانب 364 مقاتلا من حزب الله اللبناني الشيعي و605 أشخاص من جماعات شيعية أجنبية أخرى.
من جانبها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت مقتل 2867 شخصا خلال مارس الماضي في سوريا، منهم 1722 مدنيا قتلوا جراء عمليات قوات النظام في مختلف مناطق البلاد.
وفي تقرير صدر عن الشبكة أوضحت أن القوات الحكومية قتلت 1722 مدنيا، من بينهم 266 طفلا، بمعدل قتل 9 أطفال يوميا، و141 امرأة، حيث بلغت نسبة الأطفال والنساء القتلى من المدنيين 24%، في دليل على تعمد استهداف المدنيين، حسب الشبكة.
ووثقت الشبكة التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة، مقتل 176 مدنيا تحت التعذيب في أقبية سجون النظام، من بينهم طفلان وسيدتان، في حين بلغ معدل الذين يموتون تحت التعذيب يوميا 6 أشخاص.
من جانب آخر، أكدت الشبكة أن القوات الحكومية قتلت ما لايقل عن 759 مقاتلا من المعارضة المسلحة خلال عمليات القصف أو الاشتباك، دون أن تحدد الفصائل التي يتبع لها هؤلاء المقاتلون.
وفي نفس السياق قالت الشبكة إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” قتل 41 مدنيا، من بينهم 9 أطفال و7 نساء وإعلاميون، في حين قتل التنظيم ما لايقل عن 221 مقاتلا خلال الاشتباكات مع فصائل من المعارضة المسلحة، أو خلال عمليات إعدام ميدانية للأسرى. وذكرت الشبكة أن “أرقامها تأتي من خلال أعضائها المتوزعين في مختلف المحافظات السورية عبر توثيق الاسم الكامل والمكان والزمان لكل حالة قتل، مشيرة إلى وجود حالات كثيرة لم تتمكن من الوصول إليها وتوثيقها وبشكل خاص في حالات المجازر وتطويق البلدات والقرى وقطع الاتصالات التي تقوم بها الحكومة السورية في كل مرة مما يرشح العدد للارتفاع، على حد تعبيرها.