منصات التعليم الإلكتروني ملاذ الطلاب السوريين لمواصلة دراستهم

منصات التعليم الإلكتروني توفر خدمات للطلاب الراغبين في الدراسة عن بعد، وخصوصا أولئك ممن تعيش بلدانهم تحت ظروف قاهرة مثل الحرب.
الثلاثاء 2018/07/17
الحل في منصات التواصل

لندن - تبرز أزمة مواصلة الطلاب السوريين لتعليمهم أشد نقطة ضغط قويت مفاعليها خصوصا في السنوات الأخيرة بعد اتخاذ الصراع في البلد منحى تصعيديا مدمّرا لجميع البنى التحتية وخصوصا المدارس والجامعات استحال معه التفكير في إنقاذ مستقبل أجيال هجّرت ونزحت إلى دول مجاورة ووجدت في المواقع الافتراضية وشبكة الإنترنت ضالتها الوحيدة لمواصلة تعليمها.

وتوقف الكثير من الطلاب السوريين عن مواصلة دراستهم الجامعية بسبب الحرب ما اضطرهم إلى النزوح والهجرة، فيما كان خيارهم الأوحد لمتابعة دراستهم اللجوء إلى شبكة الإنترنت التي فتحت أمامهم نافذة أمل جديدة.

وبرزت في السنوات الأخيرة العديد من منصات التعليم الإلكتروني التي توفر خدمات للطلاب الراغبين في الدراسة عن بعد، وخصوصا أولئك ممن تعيش بلدانهم تحت ظروف قاهرة مثل الحرب.

ويقر خبراء في مجال التعليم بأن أهمية المنصات التعليمية الإلكترونية تأتي من كونها توفر سهولة الحصول على المعلومة مع عدم انخفاض قيمتها المعرفية، إضافة إلى أنها توفر المال والوقت، كما تبتعد عن الجمود وتكسّر الملل بإضفاء أساليب جديدة ممتعة ومشجعة.

250 دولارا القسط السنوي لجميع الطلاب الملتحقين بالجامعات الافتراضية

ووجد العديد من الطلاب السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أو في دول اللجوء، أنفسهم في مواجهة صعوبات استكمال التعليم الجامعي الذي انقطع عنه الكثير منهم بسبب الحرب والمضايقات من قبل الأجهـزة الأمنية التـابعة للنظـام السـوري. وتقر مصادر إخبارية ومهتمون بقطاع التعليم في سوريا بأنه لا وجود لمعاهد ثانوية أو جامعات معترف بها في المناطق المعارضة، إضافة إلى تردي خدمة التعليم في بعض المعاهد الخاصة المنشأة حديثا، وهي عوامل دفعت الطلاب الراغبين في زيادة معارفهم إلى الاستفادة مما تقدمه وسائل التواصل الحديثة، ما اضطرهم إلى اتخاذ المنصات الإلكترونية سبيلا لمواصلة تعليمهم.

ويروي العديد من الطلاب السوريين ظروف دراستهم وكيفية تأقلمهم مع هذا الوضع الذي وجدوا أنفسهم مجبرين على التأقلم معه. ويسرد الطالب محمد سالم من سكان محافظة إدلب شمال سوريا، تجربته مع تلك المنصات، فيقول “الحرب دمرت كل شيء، لم يكف النظام أنه دمّر كل شيء، يريدنا شعبا بلا تعليم ولا حضارة، لذا استهدف الجامعات والمعاهد، ولاحق الطلاب المعارضين، وجدنا أنفسنا بلا منشآت للتعليم، فكان البديل في المنصات الافتراضية على شبكة الإنترنت”.

ويبدي الطالب السوري رضاه عما تقدمه تلك المنصة وما استطاع تحصيله إلى حد الآن، فيقول “التحقت منذ عام تقريبا وأعتقد أن كم المعلومات التي حصّلتها جيد جدا، حتى أنني من خلال ما تعلمته استطعت الالتحاق بوظيفة في إحدى المنظمات”.

واستنادا إلى بعض الدراسات التي تهتم بهذه المنصات الافتراضية، فإن طرق التعليم تختلف باختلاف التطور التكنولوجي بين البلدان النامية والمتقدمة، فيما أقرت دراسة كانت قد ظهرت مؤخرا بأن التعليم عبر المنصات الإلكترونية سيشق طريقه نحو التعزيز من المستوى التعليمي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وبحسب خبراء التعليم الذين قاموا بإجراء دراسة استطلاعية بعنوان “التعليم في 2025- الابتكارات التكنولوجية” وتوصلوا إلى قائمة بالأولويات للمستقبل القريب، فإن 34 بالمئة من المدرسين شعروا بأن العامل الأكثر أهمية يدور حول تعزيز جودة تعليم المدرسين، و17 بالمئة أشاروا إلى ضرورة تخصيص تجربة التعليم للطلاب، فيما أكد 13 بالمئة على الاستفادة من التقنيات الحديثة.

ويقر خبراء ومهتمون بواقع هذا النوع من التعليم الذي انتشر في سوريا في السنوات الأخيرة ويؤكدون على التسهيلات التي تقدمها هذه الجامعات للطلاب السوريين لمواصلة دراستهم، لكنهم في المقابل يؤكدون على الاستغلال الذي تنتهجه الجامعات الخاصة لوضع الطلاب المادي.

طرق التعليم تختلف باختلاف التطور التكنولوجي بين البلدان النامية والمتقدمة

وقال المسؤول عن كلية الطاقة المتجددة في الجامعة سامر الدياب، إن إقبالا كبيرا من الطلاب شهدته الكلية عقب المنح المقدمة، معربا عن أمله بتقديم جامعته المزيد منها. ووصل القسط السنوي في كلية هندسة الطاقة المتجددة قبل الثورة السورية إلى حوالي 1000 دولار أميركي، كباقي الجامعات الإلكترونية بحسب عميد الكلية أحمد جمعة، الذي قال إن الأمر يختلف بين حالات السلم والمعارك.

لكن مع بداية الثورة تم تعديل السياسة المالية في الجامعة لجميع الطلاب السوريين في الداخل ودول الجوار، وأصبح القسط السنوي 500 دولار أميركي، لينخفض في العام الدراسي الحالي إلى 250 دولارا، لطلاب كل المناطق المحررة في سوريا.

ويشرح العديد من الطلاب معضلة الاعتراف بشهادة الجامعة ولا سيما مع رواج طرق التعليم الإلكتروني وانتشارها بشكل واسع.

وقال جمعة إن جميع شهادات الجامعات في أي دولة من العالم غير معترف بها خارج نطاق السيادة الوطنية، أي خارج حدود الأراضي التي تحكمها وتسيطر عليها الدولة. وعلى هذا لا بد لحامل أي شهادة من أي جهة أن يقدمها للجنة المعادلة للاعتراف بها.

وقال أحمد سلامة، أحد طلاب هندسة الطاقة “من الجيد إتاحة التعليم في هذه الجامعات في المناطق المحاصرة، إذ تعيد الكثير من الشبان الذين حملوا السلاح في السنوات الماضية من جهة، ولا يمكن الخوف من انقطاع التعليم فيها مرة أخرى كونها عبر الإنترنت من جهة أخرى”.

17