منحة بريطانية لمساعدة فرنسا على مواجهة الهجرة غير النظامية

اتفاق جديد للجم الهجرة غير النظامية انطلاقا من فرنسا.
الأحد 2023/03/12
تعاون يعيد الدفء إلى العلاقات

باريس - كرس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجمعة “انطلاقة جديدة” و”طموحا جديدا “في العلاقة بين باريس ولندن مع التوصل إلى اتفاق حول مسألة مكافحة الهجرة غير النظامية من ضمن عناصره تقديم دعم مالي بريطاني إلى فرنسا لمساعدتها على مواجهة موجات الهجرة ومنع اللاجئين من التسلل إلى المملكة المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في ختام أول قمة بين فرنسا والمملكة المتحدة منذ 2018 “إنها لحظة لقاء جديد وتواصل جديد وانطلاقة جديدة. إنها قمة طموح جديد”.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني الكلام نفسه.

سوناك يعلن عن مركز احتجاز جديد في شمال فرنسا ومركز قيادة جديد و500 عنصر إضافيين لدوريات مشتركة

وفي تأكيد لهذه الانطلاقة الجديدة، أبرم البلدان اتفاقا جديدا بعد ذلك المبرم في الخريف للجم الهجرة غير النظامية انطلاقا من فرنسا مع زيادة التمويل البريطاني لدعم الجهود الفرنسية في هذا المجال.

وجاء في بيان صادر عن لندن “في السنوات الثلاث المقبلة ستبلغ مساهمة المملكة المتحدة 141 مليون يورو في 2023 - 2024، و191 مليون يورو في 2024 - 2025 و209 ملايين يورو في 2025 - 2026”.

وقال سوناك “نعلن عن مركز احتجاز جديد في شمال فرنسا ومركز قيادة جديد يجمع للمرة الأولى فرقنا.. و500 عنصر إضافيين يقومون بدوريات على الشواطئ الفرنسية”.

وأضاف أن الإجراءات ستستكمل بالمزيد من الطائرات المسيرة وتقنيات مراقبة أخرى “لزيادة معدل اعتراض” مراكب المهاجرين.

وتثير المسألة توترا كبيرا في بريطانيا حيث يتعرض المحافظون الحاكمون لضغوط من أجل المزيد من التحرك في هذا المجال.

وأكد مسؤولون بريطانيون أن فرنسا ستنفق خلال السنوات الثلاث المقبلة خمس مرات أكثر من التمويل الذي أعلنته بريطانيا والبالغ 541 مليون يورو لكن الجانب الفرنسي لم يؤكد ذلك.

وأعلن هؤلاء كذلك أن مركز الاحتجاز سيقام في دانكرك فيما لم تحدد وزارة الداخلية الفرنسية المكان مكتفية بالحديث عن “مشروع مركز احتجاز إداري” للأجانب في وضع غير نظامي بانتظار طردهم سيحدد مكانه “في وقت لاحق”.

واكتفى إيمانويل ماكرون بالتشديد على أن لندن وباريس تريدان “التحرك بشكل مشترك” في مواجهة الهجرة غير النظامية مع “إدراك للقضايا الإنسانية” و”الحساسية البالغة لهذه المسائل”.

وذكر بأنه في 2022 تم “منع” أكثر من 1300 عملية عبور في قوارب متداعية، وتفكيك 55 شبكة للجريمة المنظمة “بفضل عمل خلية استخباراتية مشتركة فرنسية – بريطانية”. في المقابل تمكن نحو 46 ألف شخص من عبور المانش العام الماضي.

انطلاقة جديدة
انطلاقة جديدة

وتم التطرق إلى هذا الموضوع بعد أيام قليلة من طرح الحكومة البريطانية الثلاثاء مشروع قانون مثير للجدل لتقييد الحق في اللجوء بشكل كبير أدانته الأمم المتحدة بشدة. لكن قبل القمة، قللت باريس من أهميته بينما تراجعت لندن عن انتقاداتها السابقة لبعض التقاعس الفرنسي عن العمل على الحدود البحرية.

وطوى ماكرون وسوناك بذلك صفحة توترات شابت العلاقات مع رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون وباريس على خلفية سوء فهم متكرر بين جانبي المانش.

وكانت الأجواء تلبدت أكثر خلال مرور ليز تراس السريع في رئاسة الحكومة البريطانية والتي رفضت لفترة القول ما إذا كان ماكرون “صديقا أو “عدوا” للمملكة المتحدة. وقد حسم ريشي سوناك في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الأمر بقوله إن الرئيس الفرنسي “صديق عظيم بالتأكيد”.

إيمانويل ماكرون: لحظة لقاء جديد وتواصل جديد إنها قمة طموح جديد
إيمانويل ماكرون: لحظة لقاء جديد وتواصل جديد إنها قمة طموح جديد

وقبل خمسة عشر يوما من زيارة دولة يجريها ملك إنجلترا تشارلز الثالث إلى فرنسا في أول زيارة له إلى الخارج، أثبت ماكرون وسوناك عمق علاقتهما فتبادلا قمصان منتخبي بلديهما لرياضة الركبي واللذين يتواجهان السبت في بطولة الأمم الست وأطلقا النكات حول كرة القدم.

وكانت أزمات كثيرة عطلت لخمسة أعوام تقليد مؤتمرات القمة السنوية، من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى الجائحة والخلافات الحادة بشأن التحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقد تم تجاوز معظمها لاسيما أن ريشي سوناك أبرم للتو اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي بشأن أيرلندا الشمالية بعد مواجهة استمرت أشهرا.

يأتي هذا وسط حديث عن خلافات بين بريطانيا وفرنسا بشأن أوكرانيا، حيث تتحمس الأولى للحرب فيما تتعامل الثانية بحذر مع التصعيد العسكري بين موسكو وكييف.

وأكدت منظمة “فرانس تير دازيل” غير الحكومية بعد أيام على عرض مشروع القانون أن “فرنسا لا يمكنها أن تكون شريكة لسياسة المملكة المتحدة المشينة”.

وأكد البلدان عزمهما على الاستمرار في مساعدة أوكرانيا عسكريا وتمنيا انتصار أوكرانيا على روسيا. وأعلنا كذلك أن تدريب عسكريين أوكرانيين سيكون موضع تنسيق بين البلدين.

وأكد ماكرون “نحن مصممون على مساعدة أوكرانيا على المقاومة والقيام بالهجمات المضادة التي تريد شنها. نريد أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب ونحن متحدون تماما”.

7