ممارسة لعبة قديمة تعزز الوحدة والتقاليد في جبال الجزائر

الجزائر - يجتمع جزائريون من قبيلتي بني ميسرة والهلالي كل ربيع للعب “الكرة” ليحافظوا بذلك على تقليد قديم.
وقال لاعب اسمه محمد “كانوا يلعبونها في الماضي (للدعاء) بهطول المطر، و(كان هناك اعتقاد بأنه) عندما يلعبون من جهة (فريق) معين تمطر، ومن جهة (الفريق) الآخر يأتي الربيع”.
وذكر اللاعب المسن عمار حمادوش أن لعبة الكرة تُمارس منذ خمسة قرون وتهدف إلى توحيد الناس وحل النزاعات والخلافات بالروح الرياضية.
وأضاف “عندما يأتي الربيع بأيامه الجميلة تجتمع هنا قبيلتا بني ميسرة والهلالي، يلعب أفراد القبيلتين هذه اللعبة للصلح وحل خلافاتهم، ومن لم يلتق منهما لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر يلتقي هنا ويلعب الكرة، إنها لعبة قديمة نلعبها منذ خمسة أو ستة
قرون، ورثناها أبا عن جد منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر، ونورّثها لأطفالنا، يُعّلمها الكبار للصغار الذين سيعلمونها للجيل القادم وبالتالي نحافظ عليها”. ويلعب رجال من القبيلتين الكرة مرة في الأسبوع خلال فصل الربيع بإجمالي سبع مرات.
وقال اللاعب المسن مصطفى شعنبي “هناك فريقان، الأول اسمه (عزري) والثاني اسمه (معين) ويمثل المطر، أنا من فريق معين، ونتمنى أن يهطل المطر إذا فزنا، ونتمنى أن تشرق الشمس إذا فاز عزري، نحن نحب المطر وهم يحبون الشمس”. وذكر لاعب اسمه علي “هذه اللعبة صعبة، انظر إلى إصبعي، ضربني هذا الرجل”.
والعصي المستخدمة في لعبة الرجال من القبيلتين مصنوعة من أشجار الزيتون بينما تصنع الكرة من أشجار الخلنج. وأضاف حمادوش “نصنع العصا من شجر الزيتون لأنها خشنة، أما الكرة فنصنعها من شجرة الخلنج، ننحتها حتى تصبح كرة”.
ويحضر الآباء أبناءهم لمشاهدة الكرة ويعلمونهم طريقة اللعب أملا في توريث هذا التقليد على مر الأجيال. وقال لاعب مسن آخر اسمه أحمد “نأتي بأطفالنا ليتعلموا، كانوا يأتون إلى هنا في الماضي للصلح وحل خلافاتهم، يجلسون هنا ويقرأون سورة الفاتحة ويتصالحون ويلعبون الكرة ويعودون إلى بيوتهم سعداء”.