ممارسة اليوغا عبر الإنترنت تقلل آلام أسفل الظهر

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن ممارسة اليوغا حتى عبر الإنترنت تقلل آلام أسفل الظهر، مشيرين إلى أنها تساعد في تحسين الوظائف الحركية التي ترتبط بمنطقة أسفل الظهر. ويعتبر الخبراء أن اليوغا تقدم منهجا شاملا لعلاج أوجاع أسفل الظهر بشكل تعجز عنه وسائل العلاج التقليدية. ويقدمون بعض النصائح البسيطة التي يمكن أن تساعد الشخص على ممارسة اليوغا في المنزل باستمتاع كبير.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة أميركية أن ممارسة اليوغا يمكن أن تقلل من آلام أسفل الظهر، حتى في حالة تلقي تدريبات اليوغا عبر الإنترنت.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن ممارسة اليوغا أو التدريبات البدنية بشكل عام تساعدان في تخفيف أوجاع أسفل الظهر وتقللان الحاجة إلى تناول المسكنات، ولكن البعض قد يجدون صعوبة في التوجه إلى مراكز التدريب المتخصصة.
ويقول الطبيب روبرت سابر أخصائي الطب الوقائي في مركز كليفلاند كلينيك الطبي إن حضور تدريبات اليوغا بشكل شخصي قد يكون مشكلة بالنسبة إلى البعض”، ولكن الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “غاما نتورك أوبن” وجدت أن تلقي حصص اليوغا عبر الإنترنت يساعد في تقليل أوجاع أسفل الظهر بواقع ستة أمثال مقارنة بمن لا يمارسون هذه التدريبات.
وأظهرت الدراسة أيضا أن ممارسة اليوغا عبر الإنترنت تساعد أيضا في تحسين الوظائف الحركية التي ترتبط بمنطقة أسفل الظهر.
وشارك في الدراسة 140 متطوعا يعانون من مشكلات أسفل الظهر، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث قام أفراد المجموعة الأولى بممارسة اليوغا عبر الإنترنت لمدة 12 أسبوعا، واستمر أفراد المجموعة الثانية في تلقي الرعاية الصحية المعتادة لمثل هذه الحالة المرضية.
الملايين من الأشخاص الذين يمارسون اليوغا في منازلهم يواجهون مشكلة أن الوضع في المنزل غير مناسب
وتبين من النتائج انخفاض أوجاع أسفل الظهر وتحسن الوظائف الحركية بالنسبة إلى الفريق الذي يمارس اليوغا عبر الإنترنت، كما أن عدد من يتناولون المسكنات من هذه المجموعة تراجع بنسبة 34 في المئة. وتحسنت جودة النوم أيضا بين أعضاء هذه المجموعة بواقع عشرة أمثال.
ونقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية عن هالي تانكا عضو فريق الدراسة وأخصائية الطب الوقائي في مركز كليفلاند كلينيك قولها إن “اليوغا تقدم منهجا شاملا لعلاج أوجاع أسفل الظهر بشكل تعجز عنه وسائل العلاج التقليدية”، مضيفة أنه “يتعين العمل لزيادة فرص الحصول على هذه الوسيلة العلاجية الفعالة”.
ووَفق استطلاع رأي أجرته الرابطة المهنية لمعلمي اليوغا في ألمانيا، فإن 74 في المئة ممن يمارسون اليوغا يفعلون ذلك في المنزل، في حين يحضر فقط نحو 25 في المئة حصص اليوغا إما في أماكن خاصة أو في الصالة الرياضية (الجيم).
والملايين من الأشخاص الذين يمارسون اليوغا في منازلهم يواجهون مشكلة أن الوضع في المنزل غير مناسب، ولكن هناك بعض النصائح البسيطة التي يمكن أن تساعد الشخص على ممارسة اليوغا في المنزل باستمتاع كبير وتركيز عال.
ـ تخصيص مكان ثابت لممارسة اليوغا في المنزل، ويُفضل أن يكون بعيدًا عن أي عوامل تشويش. ويمكن أن يكون المكان غرفة المعيشة أو ركنًا في غرفة نوم كبيرة، والحرص على تجنب الأماكن المزدحمة مثل المطبخ أو الممرات أو غرف الأطفال.
ممارسة اليوغا أو التدريبات البدنية بشكل عام تساعدان في تخفيف أوجاع أسفل الظهر وتقللان الحاجة إلى تناول المسكنات
ـ اختيار ركن بالقرب من جهاز التدفئة بحيث لا يشعر المتدرب بالبرد عندما يكون في وضع استرخاء.
– الحرص على أن يكون مكان التدريب أمام نافذة، إذا أمكن، حتى يكون الشخص قادرًا على النظر إلى الخارج عند ممارسة اليوغا.
ـ اختيار سجادة لممارسة اليوغا لا تسبب الانزلاق، وتوفر الدعم الكافي.
ـ يُمكن استخدام أدوات لدعم ممارسة اليوغا مثل الأشرطة، والمقاعد، ووسائد المقاعد.
ـ إذا كان الشخص يمارس اليوغا على أرضية خالية من الفرش، بحيث يشعر بالبرد أو بصلابة الأرضية، يمكنه وضع سجادة إضافية أخرى أسفل السجادة الأساسية، فالغطاء الثقيل مُفيد في مرحلة الاسترخاء.
ـ إذا كان الشخص يمارس اليوغا أثناء مشاهدة دروس عبر شبكة الإنترنت، من الأفضل أن تكون المعلومات الشفهية دقيقة حتى يتمكن من ممارسة اليوغا دون تركيز على الشاشة.
ـ وضع جهاز اللاب توب عند مقدمة السجادة، وضبط ارتفاعه بناء على ما يحتاج الشخص للنظر إليه على الشاشة.
ـ وضع اللاب توب على طاولة منخفضة أو مقعد أو كرسي عند ممارسة تمارين التمدد على الأرض. وفي التمارين التي تحتاج الوقوف من الأفضل أن يكون اللاب توب في مستوى العين حتى لا تُرهق الرقبة بالنظر إلى أسفل. ويمكن أن يحرّك الشخص اللاب توب كلما شعر بالرغبة في ذلك أثناء جلسة اليوغا، لكن من الأفضل أن يكون على معرفة بالتمارين قبل التدريب حتى لا يشتت ذهنه.
ـ إذا كان الشخص يستعين بفيديوهات مسجلة لممارسة اليوغا، الأفضل أن يشاهدها قبل بدء التمارين، بحيث لا يحتاج لها أثناء التدريب ويتمتع بالتركيز الشديد.

ووفقا للمعهد العصبي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، يعاني حوالي 80 في المئة من البالغين من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم. ويمكن أن يكون الألم حادًا (يستمر من أربعة إلى 12 أسبوعًا) أو مزمنًا. وتصيب آلام الظهر المزمنة حوالي 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر الحادة. وهذا يدل على أن النسبة لا تعالج آلام الظهر بشكل صحيح، مما يؤدي إلى المزيد من الآلام؛ أو آلام الظهر المزمنة. ولا يشمل هذا الرقم أولئك الذين يعانون من مشاكل ميكانيكية أو حالات طبية والذين قد يعانون من آلام الظهر لفترات طويلة من الزمن، أو ربما بشكل دائم. والخبر السار هو أن هناك طرقًا طبيعية للمساعدة في تخفيف الألم وإبقائه تحت السيطرة ، مثل اليوغا. وثبت أن اليوغا تساعد بشكل كبير في تخفيف آلام الظهر. ليس فقط عن طريق شد عضلات الظهر والعمود الفقري وتقويتها، ولكن أيضًا القلب.
ويعد وجود قلب قوي أمرًا ضروريًا في إدارة آلام الظهر، حيث إنه مركز الجسم الذي يدعم العمود الفقري بأكمله. ولن تؤدي التقوية الأساسية إلى تخفيف الضغط عن الظهر فحسب، بل ستساعد أيضًا في محاذاة العمود الفقري، وهو سبب آخر لألم الظهر. وستعمل اليوغا على تقوية قلب المتمرن، وتصويب وضعه، وبناء العضلات الأساسية وتمدد العمود الفقري. وهذا يعني أنها ستساعد الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر على التعامل معها بشكل أفضل.
ومع انتشارها عبر الزمن والثقافات، تطورت اليوغا وتنوعت ممارستها بين الشعوب، ففي كل بلد وثقافة، نجد أنواعًا مختلفة من اليوغا تتأثر بالمعتقدات والتقاليد المحلية، مما يُضفي عليها ثراءً وتنوعًا فريدًا.
مثلاً، في الهند، موطن اليوغا، تُمارس ككل متكامل، باعتبارها ممارسة جسدية وتأملية ودينية، بينما في الولايات المتحدة، يميل الناس إلى التركيز بشكل أكبر على الجانب الجسدي لليوغا، من خلال وضعيات معينة ممزوجة ببعض تمارين التنفس والتأمل.
واليوغا أكثر من مجرد تمرين؛ إنها رحلة إلى الحديث مع النفس؛ حيث يتعلم الشخص التركيز على أنفاسه وجسمه وعقله، وهذا يمكن أن يساعده على تطوير شعور أكبر بالهدوء والوعي الذاتي. ومع الممارسة المنتظمة، حتى لو كانت لعدة دقائق كل يوم، يمكن أن يكون لليوغا العديد من الفوائد الجسدية والعقلية الملحوظة على المدى الطويل، بما في ذلك، تحسين القوة والمرونة والتوازن وتقليل التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية، وتحسين جودة النوم، وزيادة مستويات الطاقة، وتحسين الدورة الدموية، والوقاية من الإصابات، وتخفيف آلام الظهر وآلام المفاصل.