ممارسة الرياضة عند الإصابة بنزلة برد تسبب التهاب عضلة القلب

بعض الالتهابات يمكن أن تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الإصابة بقصور القلب الأمر الذي يستلزم إجراء جراحة عليه.
الأحد 2021/11/28
العودة إلى ممارسة الرياضة تكون بعد فترة من الراحة

برلين – حذر مركز الصحة الألماني من ممارسة الرياضة عند الإصابة بنزلة برد، حيث أنها قد تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة مثل التهاب رئوي أو التهاب عضلة القلب أو التهاب غلاف القلب المعروف علميا باسم “التهاب التامور”.

وتعرض مثل هذه الأمراض حياة المريض للخطر، كما يمكن أن تؤدي أيضا إلى إلحاق تلفيات دائمة به. فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤدي مثل هذه الالتهابات في أسوأ الأحوال إلى الإصابة بقصور القلب، الأمر الذي يستلزم إجراء جراحة عليه.

ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة ينبغي أخذ فترة طويلة من الراحة، حيث لا يجوز العودة إلى ممارسة الرياضة إلا بعد مرور خمسة أيام على الأقل من عودة درجة حرارة الجسم إلى المعدل الطبيعي.

ويقول الأطباء إن حالات الرشح البسيطة لا تستدعي التخلي عن الرياضة، شريطة أن يشعر المرء بوجود الطاقة واللياقة الكافية لممارستها. أما عند ظهور بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو التهاب الحلق، فهنا يفضل التوقف الفوري عن ممارسة أي نشاط رياضي تجنبا لعواقب صحية ربما تكون وخيمة.

ويوضح البروفيسور إنغو فروبوزه من الكلية الألمانية للرياضة بمدينة كولونيا مخاطر ممارسة الرياضة عند الإصابة بعدوى فايروسية، بقوله “يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة على انتقال الفايروسات داخل الجسم ويمكنها في أسوأ الحالات الوصول إلى القلب”. ويوضح فروبوزه المخاطر، قائلا “إن جهاز المناعة في هذه الحالات يكون في وضع ضعيف وغير قادر على التصدي للفايروسات وهو ما يزيد من خطورة الأمر، لاسيما عند وصول الفايروس إلى القلب”.

وعادة ما تكون الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة هي أكبر مؤشر على إصابة الفرد بعدوى فايروسية، فوتيرة عمل جهاز المناعة في هذه الحالة ترتفع بشكل كبير لمقاومة الفايروس، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي. وفي مثل هذه الحالات فإن الجسم يعاني من مصدر ضغط كبير وهو مقاومة الفايروس، وبالتالي فإن أي جهد بدني إضافي ناتج عن ممارسة الرياضة على سبيل المثال يزيد العبء على الجسم وبالتالي قد يتسبب في مشاكل كبيرة، لذا يجب التوقف تماما عن أي نشاط بدني إضافي في هذه الحالات.

وبعد الشفاء من نزلة البرد يمكن العودة مرة أخرى إلى ممارسة الرياضة لكن ليس على الفور، فبعد الشفاء من نزلة برد وحمى مثلا، يجب الانتظار لمدة لا تقل عن الأسبوع بعد الشفاء. أما بالنسبة إلى نزلات البرد البسيطة والتي تقتصر على الزكام أو بعض الأعراض الخفيفة، فيمكن العودة إلى ممارسة الرياضة بمجرد انتهاء الأعراض، لكن مع الابتعاد عن أنواع الرياضة التي تجهد الجسم.

ومن المهم أيضا اتباع مبدأ العودة البطيئة بمعنى عدم بذل مجهود كبير بمجرد العودة إلى ممارسة الرياضة، ويجب أن يتم الأمر بشكل تدريجي. وفي النهاية يجمع الخبراء على ضرورة الاستجابة للإشارات التي يرسلها الجسم، بمعنى التوقف عن إجهاده عندما يرسل إشارات التعب أو عدم القدرة على أداء الأنشطة المعتادة.

16