ممارسة الرياضة تحد من نوبات ضيق التنفس

تركيز التمارين على التنفس العميق يعزّز الأداء الوظيفي للرئتين.
الأحد 2021/11/07
التنفـس بعمق يصبح أصعب مع التقدم في العمر

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية أن يمارس مرضى الربو التمارين الرياضية؛ فهي تحد من نوبات ضيق التنفس وتعزز أداء الرئتين. ويحرص هؤلاء الخبراء على النصح بضرورة ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا، مع مراعاة مسألة ارتفاع دقات القلب بالتزامن مع تعرق الجسم.

برلين – لممارسة الرياضة فوائد جمة خاصة بالنسبة إلى مرضى الربو والانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وفق ما قاله البروفيسور الألماني هاينريش فورت؛ فهي تحد من نوبات ضيق التنفس من ناحية، وتحميهم من العواقب الوخيمة المحتملة المترتبة على قلة الحركة مثل هشاشة العظام وداء السكري وأمراض الأوعية الدموية من ناحية أخرى.

وأوضح أخصائي طب الجهاز التنفسي أنه ينبغي ممارسة الرياضة في إطار برنامج شامل يتألف من تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل وتمارين الإطالة وتمارين تنمية مهارات التوازن والتناسق.

ولتحقيق الهدف المنشود ينبغي ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا، مع مراعاة مسألة ارتفاع دقات القلب بالتزامن مع تعرق الجسم.

التمارين التي تحتاج مجهودًا قصيرًا ومتقطعًا، مثل كرة الطائرة والجمباز والمشي والمصارعة، تعد رياضات جيدة لمرضى الربو لأنهم يستطيعون تحملها

كما أكدت مؤسسة الرئة الألمانية أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة إلى مرضى الانسداد الرئوي المزمن، وذلك مع مواصلة العلاج الدوائي.

وأوضحت المؤسسة أن ممارسة الرياضة تعمل على تحسين التنفس ومن ثم الحد من ضيق التنفس الذي غالبا ما يعاني منه المرضى، مشيرة إلى أن رياضة “تاي تشي” بصفة خاصة أثبتت فاعليتها في تحسين الحالة الصحية للمرضى.

وجدير بالذكر أن رياضة “تاي تشي” هي فن عسكري دفاعي صيني قديم مشابه لملاكمة الظل، وهي تقوم على أداء سلسلة من الحركات البطيئة والرشيقة، التي تعمل على تحسين كفاءة الدورة الدموية وتقوية الوظائف المناعية.

كما يركز التمرين على التنفس العميق من البطن، وهو التنفس الذي يساعد على تحسين الأداء الوظيفي للرئتين.

ويُشار إلى أن الانسداد الرئوي المزمن هو مرض يتميز بانسداد الشعب الهوائية وقلة تدفق الهواء بشكل مزمن وقصور وظائف الرئة.

ويتفاقم هذا القصور تدريجيا، وهو غير قابل للرجوع كليا بواسطة الأدوية الموسعة للشعب الهوائية.

ويعد التدخين السبب الرئيسي لهذا المرض الذي تتمثل أعراضه الرئيسية في ضيق التنفس والسعال وإفراز البلغم.

وقد يكون ضيق التنفس أحد أهم الأعراض التي يعايشها المرضى مع تليف الرئة بسبب تندب الرئتين مما يجعلهما أصلب وأقل مرونة. كما قد يصبح التنفس بعمق أصعب حيث تصير الرئتان أقل قدرة على التوسع كما ينبغي، وهو ما يؤدي إلى تحصيل كمية من الأوكسجين في الدم دون المعدل الذي يجب توافره، وهو ما يجعل الفرد يشعر بضيق التنفس.

ويمكن لتمارين التنفس أن تسيطر على عملية التنفس وتساعد الفرد على تقوية رئتيه، وإذا بدأ الشخص يشعر بضيق التنفس فليحاول أن يبقى هادئًا ويتنفس ببطء.

ويمكن لمرضى الربو ممارسة التمارين الرياضية في حال اتباعهم خطة علاجية لإدارة المرض، إذ هناك الكثير من الرياضيين العالميين الذين يعانون من مرض الربو ولكنهم يتحصلون على ميداليات ذهبية أولمبية.

وحتى لو كان الفرد لا يريد أن يكون رياضيًا محترفًا، فإن ممارسة التمارين الرياضية قد تعود بالفائدة على صحته، لأنها تحافظ على لياقته وتساعده على اكتساب وزن صحي، كما تقوي عضلات التنفس في صدره، وهذا مهم جدًا لمرضى الربو لأنه يمكن أن يساعد الرئتين على العمل بشكل أفضل.

ينبغي ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا
ينبغي ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا

وقد تمنحه هذه التمارين الكثير من الفوائد العاطفية، فهي تزيد من إفراز هرمون الإندورفين والمواد الكيميائية في الجسم، والتي يمكن أن تساعد المرضى على الشعور بالتفاؤل والطمأنينة والرضى. كما تساعد الرياضة مرضى الربو على النوم بشكل أفضل.

وبخصوص المصابين بالربو والذين يرغبون في ممارسة الرياضة فإن بعض الأنشطة تكون بالنسبة إليهم أفضل من غيرها، إذ تعد التمارين التي تحتاج مجهودًا قصيرًا ومتقطعًا -مثل كرة الطائرة والجمباز والمشي والمصارعة- رياضات جيدة لمرضى الربو لأنهم يستطيعون تحملها، على عكس الرياضات التي تتطلب مجهودًا طويلًا، مثل كرة القدم والجري لمسافات طويلة وكرة السلة، والتي تعتبر غير جيدة لمرضى الربو على الرغم من أن هناك العديد من المصابين بالربو قادرون على المشاركة الكاملة في أنشطة  مثل التزلج.

وينصح خبراء اللياقة البدنية مريض الربو -الذي يرغب في ممارسة التمارين الرياضية بأمان- بالتأكد من استخدام أدوية الربو الموصوفة له بدقة قبل البدء بأي نشاط رياضي.

والتنفس من خلال وشاح أثناء ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يساعد الشخص على تدفئة الهواء الداخل إلى جهازه التنفسي أثناء تنفسه بقوة أكبر.

وينصح هؤلاء أيضا بتجنب ممارسة الرياضة في الخارج حين يكون الطقس شديد البرودة، والبحث عن خيارات تمارين بديلة في الداخل مثل التمرن في صالة الألعاب الرياضية أو السباحة في مسبح داخلي.

خبراء اللياقة البدنية ينصحون بممارسة السباحة، ولكن يجب التأكد من اختيار المسابح الداخلية والنظيفة ومنخفضة الكلورامين

كما ينصح الخبراء بالانتظار حتى تهدأ نزلات البرد أو الغثيان قبل ممارسة التمارين الرياضية، وبأن يصبر الرياضي إلى حين التعافي تمامًا قبل ممارسة الرياضة خاصةً عند الإصابة بسعال أو أي إصابة في الجهاز التنفسي العلوي.

ويجب على مريض الربو أن يقوم بأداء تمارين الإحماء والتهدئة لمدة لا تقل عن عشر دقائق قبل بدء ممارسة الرياضة، ويمكن أن يساعد ذلك على تهيئة مجرى الهواء لديه.

كما يجب عليه أن يضع في اعتباره ممارسة الرياضة التي تتطلب دفعات قصيرة ومتقطعة من الطاقة، والبعد عن التمارين التي تسبب الإجهاد.

وينصح خبراء اللياقة البدنية بممارسة السباحة، فغالبًا ما تجعل البيئة الدافئة والرطبة الموجودة في المسابح هذه الرياضة خيارًا جيدًا لمرضى الربو، ولكن يجب التأكد من اختيار المسابح الداخلية والنظيفة ومنخفضة الكلورامين، فقد تؤدي المهيجات الموجودة في الهواء والماء إلى تفاقم الربو.

ويرى الخبراء أنه من الضروري مراجعة الطبيب في حال عانى المريض من أعراض الربو الشديدة بعد ممارسة الرياضة، والتي تتمثل أساسا في ضيق التنفس وتنامي الصفير وعدم زوال الأعراض بعد استخدام جهاز الاستنشاق المخصص لنوبات الربو.

ومن الجدير بالذكر أنه في حال الشعور بهذه الأعراض قد لا يكون السبب الوحيد هو نوبات الربو، لذا من الضروري مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق.

16