مليون عنوان وندوات ولقاءات في معرض أربيل الدولي للكتاب

معرض أربيل للكتاب يعمل على إعادة الاعتبار للثقافة مع التأكيد على وظيفة معارضة الكتاب التي انطلقت بالأساس لتحقيقها، إضافة إلى تحويله مناسبة تستعيد من خلالها المرجعيات الثقافية دورها.
الثلاثاء 2019/04/02
معرض عربي في منطقة كردية

مناسبات معارض الكتب الشتوية والربيعية فرصة ثمينة لدور النشر التي تحرص على المشاركات الموسمية لربيع الكتاب العربي بجديدها وقديمها، في محاولة لاستقطاب قرّاء معرفيين ومختصين وهواة على حد سواء. وعلاوة على ذلك تقدم المعارض حراكا ثقافيا هاما، وهو ما يدعو إلى تفعيل هذه التظاهرات وتحيينها بشكل سنوي.

يعد معرض أربيل الدولي للكتاب نافذة كُتبية وثقافية عراقية سنوية، إضافة إلى معرض بغداد، يتجدد مع دور النشر التي تواكب حركة المعارض في مواسمها المعروفة، غير أنّ لمعرض أربيل خصوصيته المحلية، كونه ذا طبيعة قرائية كردية مع أن نسبة العرب المقيمين في أربيل وإقليم كردستان غير قليلة، بل تزاحم القارئ الكردي في الانتشار والاقتناء.

العودة بعد انقطاع

ما نلمسه في معرض أربيل الدولي للكتاب من معروضات عربية نسبته تتفوق على ما هو معروض من كتب كردية، ودور النشر العربية المشاركة تمثل أكثر من 90 بالمئة من المشاركين، وهذا يعني أن المعرض عربي في منطقة كردية. وهذا لا يمنع من أن تكون للقارئ الكردي حصته المضمونة من دور النشر الكردية التي تتنافس هي أيضاً في تقديم الجديد من تآليف وترجمات من اللغات كلها ومعظمها دور نشر محترفة ومعروفة في إقليم كردستان.

يُعد معرض أربيل الدولي للكتاب الذي يقام في 3 أبريل ويتواصل لمدة عشرة أيام معرضاً تعويضياً عن معرض سابق ألغي في أوائل 2018 بسبب التوترات السياسية آنذاك بين حكومتي المركز وإقليم كردستان، بسبب الاستفتاء الانفصالي الذي نادى به مسعود البارزاني وردود الفعل المحلية والعربية والدولية التي اعترضت على هذا القرار وغيّرت اتجاهه، وبالتالي تزامنت هذه القطيعة السياسية مع غلق مطار أربيل والمنافذ البرية الأخرى، مما صعّب اشتراك الناشرين العرب والأجانب. وهذا ما أدّى في النهاية إلى الاستغناء عن إقامة المعرض لتلك الدورة.

وفي 9 أكتوبر 2018 وبعد استتباب الشؤون السياسية بين الأطراف المتقاطعة والتوصل إلى حلول موضعية ممكنة، أقيم معرض أربيل في دورته الثالثة عشرة متأخراً عن موعده ستة أشهر، الأمر الذي اقتضى عودته هذا العام بتوقيته السابق، أي في أبريل، بإعلام اتحاد الناشرين العرب، ليكون معرضاً تعويضياً، وهو الثاني في أربيل خلال ستة أشهر بمشاركة أقل مستوى من العام السابق كما تسرّب من الأخبار الفنية اليومية؛ مع الحرص الغريب الذي تبديه إدارة المعرض على عدم تسريب أية معلومة للصحافة المحلية سوى ما تنشره مؤسسة المدى للنشر -وهي الراعي الرسمي للمعرض- من أخبار وتلميحات قصيرة، وربما أحياناً تكون مبالغاً فيها لأسباب تخص إدارة المعرض وهي ليست خافية على الجمهور الكردي – العربي المشترك الذي يحيي مثل هذه المناسبات الموسمية.

أهمية المعرض

من حيث المبدأ فإن عدد الدور المشاركة في هذه الدورة الرابعة عشرة بين 250 و300 دار نشر عربية وكردية وأجنبية تكون فيها الأغلبية لدور النشر العراقية العربية – الكردية التي تحرص على أن تكون مشارِكة في هذا المحفل الكُتُبي بما يشكل عرض مليون كتاب حسب التصريحات المقتضبة التي تصدر عن مؤسسة المدى، وهو رقم كبير يوطّد صلة القارئ والجماهير بالمعرض، ويشعل سوق المنافسة بالإصدارات الجديدة التي ستتوسع قراءاتها مع حفلات التوقيع، ولعل هذا من أهداف المعرض الذي يُعاد سنوياً باعتبار أن المطلوب هو تحقيق أكثر أشكال التعاون بين الناشرين والمعنيين بالثقافة والكتاب لإيجاد الموارد وتحديد المتطلبات بإيجاد أكبر عدد من المنافذ في كل بلد عربي، وتحويلها إلى منطلق مكفول لمؤسسة تتولى توزيع الكتاب ووسائل الثقافة الأخرى، بما لذلك من إسهام في توسيع قاعدة توزيع الكتاب ودعم دوره في التطور المعرفي والارتقاء الاجتماعي.

معرض أربيل الدولي للكتاب الذي يتواصل لمدة عشرة أيام جاء تعويضا عن معرض سابق ألغي أوائل 2018

وهذا من أساسيات الأهداف التي يتوخاها المعرض، يضاف إلى ذلك إعادة الاعتبار للثقافة بصفتها حركة توعية واستنهاض، مع التأكيد على وظيفة معارضة الكتاب التي انطلقت بالأساس لتحقيقها، فضلا عن تحويل تلك المعارض إلى مناسبة، تستعيد من خلالها المرجعيات الثقافية دورها وتأثيرها، وكذلك تشجيع الناشرين والمؤسسات الثقافية على توسيع حركة النشر والترجمة، وتنظيمها لتواكب ما بلغته مثيلاتها في العالم، من خلال إشراك ذوي الاختصاص من المفكرين والكتاب، ووضع البرامج والأسس التي تكفل تغطيتها لكل المجالات والميادين التي تتغير وتتطور.

 لهذا سنجد أن هناك مشاركين ومدعوين وضيوفاً من العراق والعالم العربي والأجنبي، كالفنان العراقي كوكب حمزة والفنان السوري جمال سليمان والروائي الكويتي طالب الرفاعي والباحث السوري فراس السواح، مع كوكبة أخرى من الشعراء والروائيين العراقيين من المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط، وبمشاركة متوقعة من باحثين وأدباء كرد؛ بينما لم تتأكد بعد مشاركة السيد القمني وضيوف آخرين من المغرب ولبنان وبلدان أخرى، حيث اعتاد القائمون على المعرض ألا يعرّفوا بضيوفهم حتى آخر لحظة.

وهؤلاء الضيوف هم عماد الندوات الثقافية والبحثية والفكرية، لتكون لصيقة بالعرض اليومي مع جمهور يتوخى المعرفة من هذه الندوات الجماهيرية التي ستتواصل كما في كل مرة في صالات الندوات المفتوحة.

14