ملفا الأمن والسياسية يتصدران مباحثات نيجيرفان البارزاني في إيران

رئيس إقليم كردستان العراق يناقش مع كبار المسؤولين الإيرانيين الهجمات المتكررة على أربيل والمعارضة الإيرانية وتعزيز العلاقات الثنائية.
الأحد 2024/05/05
زيارة برزاني في توقيت حساس لإقليم كردستان

طهران - وصل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، اليوم الأحد، إلى طهران في زيارة رسمية، من المقرر أن يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، لبحث ملفات أمنية وسياسية إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية نقلا عن ممثل حكومة إقليم كردستان في طهران ناظم دباغ، قوله إن رئيس إقليم كردستان العراق وصل إلى طهران ظهر اليوم الأحد برفقة وفد رفيع مستوى يضم جعفر الشيخ مصطفى نائب رئيس إقليم كردستان، ومصطفى سيد قادر نائب رئيس إقليم كردستان، ودلشاد شهاب كبير مستشاري رئيس إقليم كردستان، وريبر أحمد وزير داخلية إقليم كردستان وفوزي حريري رئيس الديوان وعبد الله آكره اي مستشار رئيس إقليم كردستان لشؤون إيران.

وأضاف في هذه الزيارة الرسمية، سيلتقي رئيس إقليم كردستان بكبار المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك، المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي الخامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وأوضح أن برزاني "سيبحث ملفات عدة"، مؤكدا أن "الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية بين أربيل وطهران"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ونقلت شبكة "رووداو" الكردية العراقية عن مدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باخوان، قوله إن تطبيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر "جيد جداً جداً" لإقليم كردستان، على صعيد الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي.

ويرى عادل باخوان أن "تطبيع العلاقات مع إيران يعادل تطبيع العلاقات مع العديد من الجهات العراقية الفاعلة التي أصبحت الآن تشكل تهديدا استراتيجيا لإقليم كردستان".

والزيارة المتوقعة تأتي الزيارة في توقيت حساس لإقليم كردستان، بعد جولات للمباحثات أجراها البارزاني أخيرا في بغداد مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وأطراف تحالف "الإطار التنسيقي"، ومواقف الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، وخطاباتها التصعيدية ضد الإقليم، فضلا عن الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وأربيل، وبحث إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في العراق.

ويتوقع أن يبحث نيجيرفان برزاني في إيران ملفات عدة أبرزها ملف المعارضة الإيرانية التي تتخذ من إقليم كردستان العراق مقرا لها، والقصف الإيراني على أربيل، ومدى التزام بغداد وأربيل بتنفيذ الاتفاقية المشتركة مع إيران، فيما يتعلق بنزع سلاح تلك الجماعات التي تصفها طهران "بالإرهابية والانفصالية".

كما لا يستبعد أن تتطرق المحادثات إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة التي تنفذها جماعات عراقية مسلحة موالية لإيران على الإقليم، كانت آخرها الهجوم على حقل كورمور للغاز في السليمانية الذي أدى إلى مقتل أربعة عمال يمنيين وتوقف الإنتاج في الحقل قبل استئنافه الأسبوع الماضي.

وكانت آخر زيارة قام بها رئيس إقليم كردستان، إلى طهران قبل نحو ثلاث سنوات، وخلال تلك الفترة شنت إيران مرتين هجمات صاروخية على أربيل بحجة وجود مواقع للموساد الإسرائيلي، وهو اتهام نفته حكومة إقليم كردستان ولجنة التحقيق التابعة للحكومة العراقية.

والاستهداف الأول كان في 13 مارس 2022، على منزل الشيخ باز برزنجي، وهو رجل أعمال بارز والرئيس التنفيذي لشركة "كار"كروب".

أما المرة الثانية كانت في 15 يناير الماضي، فمن بين إحدى الأماكن التي استهدفتها إيران بعدة صواريخ حينها كان منزل رجل الأعمال الكردي، بيشرو دزيي، الذي قتل هو وطفلته الرضيعة وصديقه ومدبرة منزل.

ومنذ 17 فبراير الماضي نفذت الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران ما لا يقل عن 18 هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ مستهدفة القوات الأميركية وقوات التحالف في محافظة أربيل.

وعلى الرغم من الهجمات الصاروخية الإيرانية المتكررة على إقليم كردستان، إلا أن حكومة الإقليم لم تعتمد خطابا تصعيديا ضدها، وهي تحاول دائما التهدئة معها.

وفي يناير الماضي قال نيجيرفان بارزاني في القنصلية الإيرانية في أربيل، إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كدولة مجاورة، لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، نأمل أن تستمر علاقتنا في التقدم، ومن الجدير بالذكر أنه كلما احتجنا إلى المساعدة، ساعدتنا جمهورية إيران الإسلامية، قلنا مرارا وتكرارا، والآن نكرر موقفنا، بأن إقليم كردستان لا يشكل تهديدا لجيرانه، وخاصة جمهورية إيران الإسلامية".

ونقلت شبكة "روداوو" عن محمد بيهان، الخبير في العلاقات الدولية قوله إن "مبادرات نيجيرفان بارزاني للسلام والاستقرار في المنطقة، والجهود التي يبذلها قيمة وجيدة جداً، لأنه أينما لا يوجد فكر وحوار، سيزداد الإرهاب والعداء، نحن نفهم من نوع المبادرة الدبلوماسية بارزاني أنه يريد الأخوة بدلاً من العداوة، وبدلاً من الحرب، يريد السلام، وأعتقد أن هذه الجهود التي يبذلها بارزاني، القائمة على السلام، ستحظى برضى جميع الناس الذين يعيشون في المنطقة".

سينقل نيجيرفان بارزاني، خلال الزيارة التي سيجريها إلى إيران اليوم عن كثب المخاوف الأمنية لإقليم كردستان إلى مسؤولي طهران.