ملاعب مونديال قطر تجمع بين التراث والمعاصرة

جهزت قطر سبعة ملاعب جديدة وثامنا متجددا جاءت أغلبها مستوحاة من التراث التقليدي للبلاد والخليج العربي مع تجهيزها بكل الضروريات العصرية من التكييف والإضاءة التي تم استلهامها في ملعب لوسيل من الفانوس العربي التقليدي، مع مراعاة الاستدامة وحماية البيئة.
الدوحة - تستضيف قطر مباريات مونديال 2022 في كرة القدم على ثمانية ملاعب، سبعة منها بُنيت خصيصا للحدث المقام مرّة كل أربع سنوات، بالإضافة إلى استاد خليفة الدولي الذي أعيد تجديده، وأكبرها استاد لوسيل الذي يستضيف النهائي.
استوحي استاد لوسيل تصميمه من تداخل الضوء والظل الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس. كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.
وروعي في أعمال تصميمه وتشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها السقف المصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدر كاف من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل بما يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في الاستاد.
استاد 974 يعد أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال، وهو الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد
وسيستضيف 10 مباريات حتى نصف النهائي والنهائي المنتظر، ثم سيتحوّل الملعب البالغة سعته 80 ألف متفرج وعلى بعد 16 كلم شمال الدوحة، إلى مركز حيوي يستفيد منه سكان مدينة لوسيل الحديثة بعد انتهاء المونديال، “مدارس، ومتاجر، ومقاه، ومرافق رياضية، وعيادات صحية”. واشتُق اسم المدينة من “الوسل” وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
واستوحي تصميم استاد البيت من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثا عن الكلأ والماء. سعته 60 ألف متفرج ويقع على مدخل مدينة الخور على بعد 43 كلم من وسط المدينة.
وشهد هذا الاستاد تسجيل رقم قياسي في فرش الأرضية العشبية، ومجهز بسقف قابل للطي بالكامل، سيستضيف 9 مباريات بينها الأولى لقطر أمام الإكوادور وقمة ألمانيا – إسبانيا في دور المجموعات، حتى الدور نصف النهائي. وصُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم.
ويعتبر استاد خليفة الدولي عزيزا على قلوب القطريين بعد أن شهد على تاريخ كرة القدم وألعاب القوى في البلاد. وتمّ تجديده وإضافة 12 ألف مقعد لاستضافة كأس العالم.
ويقع الاستاد التاريخي الذي تم تشييده عام 1976 في قلب مؤسسة “أسباير زون” وعلى مقربة من مستشفى “سبيتار” في منطقة الريان، وسيستضيف خلال المونديال 8 مباريات حتى دور الـ16 إضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث.
ويعلو سقفه قوسان يمثلان الاستمرارية ويتصل من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3 – 2 – 1 قطر الأولمبي والرياضي.
وأعلن عن جاهزية استاد أحمد بن علي (الريان)، الواقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر، خلال استضافة نهائي كأس الأمير في ديسمبر 2020 تزامنا مع اليوم الوطني.
وبُني الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على مشارف الصحراء في موقع استاد كان يحمل نفس الاسم، على بُعد 20 كلم غرب وسط الدوحة. وتتزيّن واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية.
وسيكون مقرّا لنادي الريان الجماهيري، ومن المقرر أن يستضيف 7 مباريات في المونديال حتى دور الـ16.
ويعكس استاد 974، رمز الاتصال الدولي لقطر، ويدخل في بنائه 974 حاوية للشحن البحري ووحدات مستقلة من الصلب، مستوحيا تصميمه من الإرث البحري والتجاري لقطر. وكان مقررا أن يُطلق عليه اسم راس أبوعبود حيث يتناغم مع ميناء يقع على مقربة منه.
ويُعدّ أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال، يتسع لـ40 ألف مشجع ويطلّ على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي وبالإمكان الوصول إليه عبر محطة مترو تبعد مسافة 800 متر. وسيستضيف 7 مباريات حتى دور الـ16، ويقع على مقربة من مطار حمد الدولي على بعد 10 كلم شرق وسط الدوحة.
وهو الملعب المونديالي الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد.
ويمتاز بتصميمه المستوحى من القحفية أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والأطفال في أنحاء العالم العربي. صمّمه المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وسيستضيف 8 مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي. ويتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على بعد 13 كلم جنوب وسط الدوحة.
وتزامن تدشينه مع النسخة الـ49 من نهائي كأس الأمير في أكتوبر 2021.
وشُيد استاد الجنوب في أحد أقدم أحياء قطر المأهولة بالسكان. ويقع في مدينة الوكرة الجنوبية على بعد 23 كلم من وسط الدوحة وبسعة 40 ألف متفرج سيتم تخفيضها بعد المونديال.
وصمّمته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستلهمة فكرته من أشرعة المراكب التقليدية، في تخليد لتراث مدينة الوكرة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.
ومجهّز بتقنية تبريد مبتكرة وسقف قابل للطي.
ويرسم استاد المدينة التعليمية فصلا من تاريخ الفن المعماري الإسلامي الغني، حيث تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة كخطوط الألماس تعكس نور الشمس، وتبدي تغيرا في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس أثناء دورانها في السماء من الشروق إلى الغروب.
ويقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على بُعد 12 كلم من وسط المدينة، وقد أعلنت جاهزيته في يونيو 2020. وسيتحول الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج بعد المونديال إلى مقرّ لمنتخب قطر الوطني للسيدات. وسيستضيف 8 مباريات بين دور المجموعات وربع النهائي وستتقلص سعته بعد المونديال إلى 20 ألف متفرج.