مكفوفون يصنعون عطرا بنكهة الموسيقى

موسكو- ترتسم ابتسامة عريضة على وجه الروسي الكفيف ألكسندر ياشين (31 عاما)، وهو يشم بعمق عيّنة عطر جديدة في مختبر مصنع عطور في موسكو، شاعرا وكأنه يستمع إلى الموسيقى. ويعمل ياشين صانعَ عطور ضمن فريق يضم أربعة أشخاص، اثنان منهم مكفوفان أيضا، في المصنع الذي ينتج علامة "بيور سنس" التجارية للعطور. وقد قامت مؤسسة المصنع إكاتيرينا زينتشينكو بتعيين صانعي عطور مكفوفين منذ تأسيسه، في مسعى لتهيئة بيئة شاملة تتيح لهم إظهار إبداعاتهم.

وقالت زينتشينكو "الاحتواء يعني أن يتمكّن كل شخص من القيام بما يبرع فيه." وعلى أرفف المختبر، تصطف العشرات من القوارير البيضاء الصغيرة المليئة بالزيوت العطرية والإكسير. ويقول ياشين "صناعة العطور تشبه الموسيقى؛ فلدينا النوتات، وهي العناصر المنفصلة للعطر، ولدينا الأوتار، وهي مزيج من تلك النوتات"، مضيفا "أما المقطوعة الموسيقية النهائية، فهي العطر ذاته".

وبفضل حاستي الشم والسمع القويتين لديه، يستفيد ياشين من خبرته كعضو في فرقة موسيقية شعبية متنقلة حين يجلس لصنع العطور. وقال "صناعة العطور، مثلها مثل أي فن أو حرفة، هي أمر تتعلمه على مدى الحياة." ومع تطلّع المصنع إلى التوسع عالميا، تسلّط زينتشينكو الضوء على التنوّع الفريد لمنتجاتها وموظفيها. وقالت "المهم بالنسبة إلي كرائدة أعمال، أن تكون لكل صانع عطور شخصيته وأسلوبه الخاص في إبداع العطور"، مضيفة "بإمكاني أن أُخمّن صانع العطر الجديد من دون أن أنظر إلى الملصق."