مكالمات فيديو مع الماعز أحدث وسيلة لطرد الملل

مزرعة بريطانية تقدم ظهورا لمدة خمس دقائق للماعز على منصات مكالمات الفيديو مقابل 7 دولارات.
الاثنين 2021/02/15
ليست مزحة

وجدت صاحبة مزرعة بريطانية في تأجير الماعز لحضور اجتماعات الفيديو عبر مختلف المنصات الإلكترونية، فرصة لإنعاش أعمالها والاحتفاظ بموظفيها، بعد أن تدهورت الأوضاع لاسيما في الريف، بسبب الإغلاقات المتكررة للحدّ من تفشي فايروس كورونا.

لانكشر (بريطانيا) - ابتكرت مزارعة بريطانية فكرة لتأجير رؤوس الماعز التي تملكها، بهدف إضفاء بعض التشويق على الاجتماعات عبر محادثات الفيديو، فوجدت بذلك مصدر دخل غير متوقع خلال فترة الإغلاق المفروضة لمواجهة جائحة فايروس كورونا.

تنظر هذه الحيوانات بفضول، فيما تحمل المزارعة دوت مكارثي هاتفا محمولا لتصويرها، وهي تتناول التبن وتقفز في إحدى الحظائر.

ويظهر مقطع فيديو الماعز في مكالمة عبر تطبيق “زوم”، بينما يبتسم ثلاثة مشاركين في المحادثة وتخبرهم مكارثي بأسماء الماعز. في غضون ذلك، يقوم موظف في المزرعة بتصوير رأس ماعز آخر في مكالمة متزامنة.

وفي الوقت الذي يخضع فيه العالم للإغلاق، فإن رؤوس الماعز في مزرعة “كرونكشو فولد فارم” في لانكشر (شمال غرب إنجلترا) لا تكاد تهدأ في مكان، ففي الأسابيع القليلة الماضية، ذهبت الماعز إلى حفلة في برلين وحفلة عيد ميلاد في نيوزيلندا، بينما تذهب “ماري” إلى قداس الكنيسة كل أحد، وكل ذلك افتراضيا بالطبع.

وتعد هذه الماعز واحدة من مجموعة متزايدة من سلالات الحيوانات التي يمكن للناس الآن حجزها للانضمام إلى اجتماعات “زوم”، سواء كان ذلك لكسر الملل من مكالمة جماعية للعمل أو لمفاجأة شخص ما في عيد ميلاده.

وتقدم مزرعة “كرونكشو فولد فارم” ظهورا لمدة خمس دقائق لهذه الحيوانات على أي منصة لمكالمات الفيديو، في مقابل 5 جنيهات إسترلينية (حوالي 7 دولارات).

ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، قالت مكارثي “لقد بدأنا الأمر على أنه مزحة حقا، ثم غُمرنا بالرسائل، لدينا الآن القدرة على إجراء ما يصل إلى 100 مكالمة زوم يوميا، مقابل 5 جنيهات إسترلينية لظهور الماعز مدة 10 دقائق”.

ويمكن للزبائن الاختيار من بين سبعة أنواع مختلفة من الماعز على موقع المزرعة، بدءا من الماعز الكبرى “مارغريت” ووصولا إلى الصغيرة اللطيفة باللونين البني والأبيض “لولو”.

وأوضحت مكارثي “لنفترض أنكم تجرون مكالمة بالفيديو لأسباب تتعلق بالعمل أو أي سبب آخر، أو قد تكون مكالمة عائلية طويلة وتصبح مملة بعض الشيء.. يمكنكم حجز رأس من الماعز للانضمام إليكم في الاجتماع ومعرفة ما إذا كان أيّ من زملائكم قد لاحظ ذلك”.

وأضافت “أنا على الهاتف طوال اليوم، والناس في حالة هستيرية لأنهم تمكنوا من جعل عنزة تتسلل إلى اجتماع العمل ولم يلاحظ الرئيس.. إنه أمر مضحك للغاية، إنه هروب كامل من الواقع.. في الوقت الحالي، يريد الناس شيئا سرياليا تماما حتى يتمكنوا من نسيان كل شيء آخر”.

وتابعت المزارعة البالغة من العمر 32 عاما أن ثمة إقبالا على هذه الخدمة، بعد أن “بدأ الأمر مزحة، بإدخال الماعز إلى مكالمات الفيديو للترفيه عن الناس من روتين عملهم”.

وأشارت إلى أنه منذ أن بدأت في تقديم الخدمة منذ ما يقرب من عام، كسبت المزرعة 50 ألف جنيه إسترليني، “وهو أمر جنوني”.

وتضم المزرعة العائلية الصغيرة أيضا الأغنام والدجاج. وقبل انتشار جائحة فايروس كورونا، كانت تقدم العديد من الخدمات الجانبية، مثل تنظيم جولات في المزرعة وعروض للكلاب الراعية، بالإضافة إلى توفير غرف للزوار وحتى يوغا الماعز.

لكن عندما فرض الإغلاق الأول، كادت مكارثي أن تستغني عن موظفَين بدوام جزئي كانت قد عينتهما أخيرا.

وأكدت أن شعبية الماعز على تطبيق “زوم” سمحت لهما بالاحتفاظ بوظيفتهما وأيضا بتوفير عمل إضافي للمجتمع المحلي، وهو أمر مهم في منطقة ريفية.

وفي الوقت نفسه، تعلم مكارثي أن نجاح ما تسميه “موجة مكالمات الفيديو مع الماعز” أمر مؤقت، مضيفة “قلت هذا الأمر منذ الإغلاق الأول، لكنني أعتقد أن هذه مجرد مرحلة… لكننا سنستمر في ذلك طالما أن الناس يريدون الماعز”.

وباتت المزيد من الحيوانات تشارك في اجتماعات الفيديو، حيث يوجد في “سويت فارم” في كاليفورنيا حيوانات بما في ذلك اللاما المتاحة لاجتماعات الفيديو، بينما في فايف أسكتلندا، بدأت أليسون جونسون في تقديم حفلات الألبكة عبر زوم لزيادة دخل المزرعة أثناء الإغلاق.

24