مقهى ببلدة عربية في إسرائيل يقدم القنب الطبي

إسرائيل تقنن سوق الماريخوانا المستخدمة لغايات طبية.
الثلاثاء 2022/03/15
مقهى أم صيدلية قنب

الطيرة (إسرائيل) - يتيح مقهى هو الأول من نوعه في بلدة عربية بإسرائيل لرواده فرصة تدخين القنب بشرط الحصول على تصريح من وزارة الصحة يجيز لهم استخدامه كعلاج طبّي.

ويضم المقهى الذي يقع في بلدة الطيرة بشمال إسرائيل عدة أقسام، منها قسم للتدخين وقسم للبيع وآخر لمساعدة المرضى في الحصول على تصريح من وزارة الصحة.

ويقول كرم شبيطة صاحب المقهى “إن الهدف من المقهى هو أن يبتعد الناس عن شراء القنب من السوق السوداء وما يترتب عليه من غش وتجاوزات قانونية  خاصة وأن هناك نسبة كبيرة غالبيتها من الشباب تستخدم هذا المخدر”.

وأضاف شبيطة، الذي عملا ممرضا في قسم الأمراض النفسية في أحد المستشفيات قبل أن يفتح المقهى، أنه تعرض للتهديد بالقتل وإحراق المحل في بداية عمله.

المستهلكون لا يعرفون أنه يمكنهم أن يتعاطوا القنب بشكل رسمي وقانوني، والمقهى يساعدهم في الحصول على ذلك

وتابع قائلا “لم يفهم الناس في البداية الغاية من هذا المشروع، فالبعض افتكر أنني سأحول بلدة الطيرة إلى أمستردام نبيع القنب في العلن ولكل من يتقدم لشرائه لكن مع الأيام فهموا أن المغزى غير ذلك”.

وأوضح شبيطة فيما كان يتابع عمله في المقهى “بدأت الفكرة من خلال تزايد مستهلكي القنب من السوق السوداء في حين أنه يمكنهم أن يستهلكوا ذلك بشكل قانوني وذلك من خلال الحصول على مصادقة من وزارة الصحة”.

وأضاف “أن المستهلكين لا يعرفون أنه يمكنهم أن يتعاطوا القنب أمام أنظار السلطات وبشكل رسمي، أي قانوني، ونحن نساعدهم في الحصول على ترخيص قانوني يخول لهم تدخين القنب بطريقة طبية”.

وقال تقرير للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، إن “مشروع القانون الذي مر في القراءة التمهيدية يسعى لتنظيم سوق الماريخوانا المستخدمة لغايات طبية في إسرائيل ويسمح بزراعتها وإنتاجها وتوزيعها وتسويقها وحيازتها، بشرط الحصول على إذن رسمي من وزارة الصحة الإسرائيلية”.

وأوضح التقرير “قبل حوالي أربع سنوات قدمت وزارة الصحة إصلاحات في ما يخص استخدام الماريخوانا الطبية، بيد أن الإصلاحات كانت معقدة الأمر الذي صعب على المريض الحصول على إذن طبي، وسمح للجهات الرقابية أحيانا بمعارضة توصيات الأطباء الذين يسمحون لمرضاهم بتعاطي الماريخوانا”.

وقال التقرير إن “السبب الثاني والذي يعتبر أكثر أهمية، لكنه يحتل نقاشات أقل في الإعلام الإسرائيلي هو مساعي إسرائيل لاجتياح السوق العالمية للماريخوانا. في العام 2016، كانت المبيعات العالمية من الماريخوانا القانونية تصل إلى حوالي 14 مليار دولار. اليوم ارتفعت المبيعات إلى حوالي 63 مليار دولار”.

ويرى التقرير “أن سوق الماريخوانا العالمية هي سوق صاعدة ، وتعتبر إحدى الوجهات الأكثر إغراء للمستثمرين خصوصا وأن الدول الغربية ماضية في تشريع استهلاكها. وبالإضافة إلى هولندا، فإن الماريخوانا تباع قانونيا في 13 ولاية أميركية وفي كل من أوروغواي وكندا وبيرو وإسبانيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول”.

وجاء في تقرير مركز مدار أن وزارة الصحة الإسرائيلية تقدر أن مبيعات أكبر 12 شركة ماريخوانا في إسرائيل وصلت في 2020 إلى نحو 340 مليون شيكل (نحو 104 ملايين دولار).

وتنتج هذه الشركات بحسب التقرير حوالي 40 ألف طن لكنها تبيع إلى المرضى الإسرائيليين 28 ألف طن فقط تقريبا.

القنب متاح وقانوني
القنب متاح وقانوني

ويسعى شبيطة من خلال مقهاه لتغيير نظرة الناس إلى من يدخنون القنب وتحديدا من يستخدمونه كعلاج، وكذلك إلى زيادة عدد الحاصلين على رخص طبية تسمح لهم باستخدام القنب والذي لا يقتصر على التدخين فقط.

وقال شبيطة، “القنب ليس مادة للتدخين فقط.. هناك زيوت من القنب ومرهم لأمراض جلدية مستعصية وهذا يساعد المرضى أكثر من الأدوية الكيميائية التي لها آثار جانبية”.

وأضاف أن “القنب مثله مثل أي مادة ثانية ممكن يناسب الشخص المريض كعلاج ولكنه قد لا يناسب شخصا آخر وهناك الكثير من أنواع القنب في السوق”.

وأشار إلى أن زبائنه من أصحاب الأمراض المزمنة أو من الذين تعرضوا لحوادث سير أو الجنود الذين تعرضوا لإصابات خلال الخدمة العسكرية سواء كانت إصابات جسدية أو صدمات نفسية.

وأضاف أنه يسعى لمساعدة الناس في الحصول على الرخص الطبية وكذلك إلى توفير مكان لهم لتدخين القنب.

وذكر شبيطة أن أعداد الرجال في ازدياد يومي والغالبية " مضيفا،  “لدينا نظام نتأكد من خلاله من الرخص وأكثر الزبائن لدينا ممن ساعدناهم على الحصول على رخصة لاستخدام القنب".

وقال مايكل شن الجندي السابق في الجيش الإسرائيلي، “قبل 30 سنة كنت جنديا في الأراضي المحتلة وخدمت في نابلس لمدة ثلاث سنوات، ولدي مشاكل نفسية من 20 سنة وجربت كل الأدوية التي وصفها لي الأطباء ولم ينفع شيء وأثرت على جسمي بشكل سيء”.

وأضاف “كرم يساعد الناس في استخدام القنب بطريقة صحيحة وهو أول واحد يفتح مثل هذا المقهى في إسرائيل وأتمنى أن تكون له فروع أخرى في تل أبيب وإيلات وغيرهما”.

18