"مقهى المسافرين العراقيين" مبادرة لإبراز جمال البلد وحضارته

المقهى يهدف بشكل تطوعي إلى تشجيع المواطنين والسياح الأجانب على اكتشاف جمال المناطق السياحية في العراق وتنوعها.
السبت 2024/12/21
بلاد الرافدين في صفحة السلم
 

“مقهى المسافرين العراقيين” هي مبادرة يعمل من خلالها متطوعون على تطوير السياحة الداخلية وتشجيع العراقيين على اكتشاف بلدهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المعالم التاريخية والحضارية لجذب السياح الأجانب وتغيير صورة الحرب والدمار العالقة في الأذهان.

بغداد - يعمل فريق “مقهى المسافرين العراقيين” بشكل تطوعي على تشجيع المواطنين والسياح الأجانب على اكتشاف جمال المناطق السياحية في العراق وتنوعها. وقال أحد أعضاء فريق “مقهى المسافرين العراقيين” والمهتم بالترويج للسياحة داخل العراق عبدالله المشكور، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “الفريق يسعى لتشجيع المواطنين على اكتشاف المناطق السياحية المتنوعة التي يزخر بها بلدهم، وهدفنا الرئيس هو تعزيز السياحة الداخلية وتغيير الصورة النمطية السائدة عن العراق، كوجهة سياحية غير آمنة.”

وأضاف أن “المبادرة تطوعية بالكامل، حيث يجتمع الفريق بانتظام لتنظيم رحلات إلى مختلف المحافظات، وهناك العديد من المواقع التاريخية والطبيعية التي تستحق الزيارة والاستكشاف.”

وأكد أن “أحد الأهداف الرئيسة للفريق هو نقل التجارب الإيجابية التي تعلمها العراقيون من السفر إلى دول أخرى، ومن خلال تجاربنا في السفر تعلمنا كيف تعيش المجتمعات المختلفة في تنوع واختلاط بسلام، وكيف تكيفت تلك الشعوب مع ظروفها المختلفة”، مبينا أن “هذه الفكرة ألهمتنا لتطبيق مفهوم ‘السفر الاقتصادي’ في العراق، وهو كيفية الاستمتاع بالسفر بميزانية أقل، والبحث عن الأماكن السياحية المرتبة التي يمكن الاستفادة منها.”

وأشار إلى أن “الفريق في البداية، كان يركز على تسليط الضوء على الشركات السياحية المحلية التي لم تحظ بالاهتمام الكافي، إلى جانب ترويج الأماكن السياحية، إلا أن نقطة تحول رئيسة جاءت في عام 2021، عندما فتح العراق أبوابه لعدد من الدول، حيث أصبح بإمكان مواطني 36 دولة الحصول على تأشيرة دخول عند وصولهم، وهو ما كان مستحيلا سابقا”، مردفا أن “هذا القرار مثل إضافة مهمة لجهودنا في تعزيز السياحة، وجعل العراق وجهة ممكنة للسياح الأجانب، بعد أن كانت آخر مجموعة سياحية زارت العراق في عام 1989، عندما كانت السياحة في وضع مزر.”

◙ العديد من المواقع التاريخية والطبيعية العراقية التي تستحق الزيارة والاستكشاف
◙ العديد من المواقع التاريخية والطبيعية العراقية التي تستحق الزيارة والاستكشاف

ويرى المشكور أن “الفريق جاء استجابة للحاجة المتزايدة إلى المعلومات المرتبطة بالسياحة في العراق، وهذه الحاجة أدت إلى تأسيس هذا الفريق، ومن ضرورة توفير المعلومات للسياح والمجتمع العراقي على حد سواء، ومع مرور الوقت، تطورت أفكارنا استجابة لحاجات جديدة، مثل التركيز على السياحة والاهتمام بها، خصوصا بعدما بدأنا نستقبل سائحين أجانب.”

أشار المشكور إلى أن “أغلب الناس اليوم يمتلكون هواتف ذكية ويعتمدون على منصات مثل فيسبوك وغوغل للبحث عن المعلومات، لذلك أسسنا صفحة ‘مقهى المسافرين العراقيين’ على مواقع التواصل الاجتماعي، وكنا من أوائل الأشخاص الذين عملوا في هذا المجال، والكثير من السياح الأجانب يتواصلون معنا عبر السوشيال ميديا، ويطرحون أسئلتهم عن العراق”، منوها بأن “أعضاء الفريق يتطوعون للرد على هذه الأسئلة، ويرافقون السياح في رحلاتهم، مما يتيح لنا فرصة لتعزيز التفاعل الثقافي والاختلاط بين العراقيين والأجانب.”

وأكمل المشكور أن “التواصل بين العراقيين والأجانب يتم بشكل رئيس من خلال ‘القروب’، “نعمل على نشر قصص تبرز ما يحدث في العراق، بالإضافة إلى الترويج للأماكن السياحية والتراث التاريخي والحضاري المهم الذي يزخر به البلد، وكل جهودنا تطوعية مئة في المئة، ومن خلال ‘القروب’ يتواصل الناس فيما بينهم، لكننا نحرص أيضا على تنظيم فعاليات على أرض الواقع.”

واستطرد بالقول “الفريق كان حتى السنة الماضية ينظم فعاليات تجمع بين الأجانب والعراقيين، حيث يتيح لكل شخص سرد قصته أمام الجمهور، كما عمل الفريق على تنظيم ‘أندية اللغات’، وهي فعاليات مستمرة لتعليم أربع لغات: الفرنسية، الألمانية، التركية والإنجليزية، وهذه الفعاليات كانت تهدف إلى دمج العراقيين مع الأجانب الذين يزورون العراق كسياح، مما يخلق فرصا للتفاعل الثقافي.”

وتابع “حتى الآن، نظمنا أكثر من خمسين فعالية، حضرها أكثر من ألف شخص، وجميعها من تنظيمنا التطوعي، وهذه الفعاليات كانت بمثابة بداية لرؤية مستقبلية أوسع، نسعى من خلالها لتعزيز هذا التفاعل بشكل أكبر في السنوات القادمة.”  وأوضح “نجحنا في تغيير الصورة النمطية التي كانت لدى الأجانب عن العراق. الكثير منهم كانوا يتخيلون أن العراق بلد دمار وقتل، ولكن عندما وصلوا، وجدوا واقعا مختلفا تماما، حيث شاهدوا بأنفسهم مدنا متطورة.”

وأضاف “كثيرون كانوا يقرأون عن الحضارات السومرية والبابلية فقط في الكتب، لكنهم لم يتوقعوا أن يشاهدوا تلك الآثار بأعينهم، وتجربتهم الشخصية في رؤية الزقورات والآثار غيّرت نظرتهم تماما، ونحن فخورون بأننا كنا جزءا من هذه التجربة.”

18